قال أستاذ التاريخ في علوم الشرق الأوسط في جامعة باريس 2، جون بيير فيلو، إن استفزاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقله سفارة واشنطن للقدس، اعترافا منه إنها عاصمة لإسرائيل، سيزيد من إضفاء الطابع الإسلامي على القضية الفلسطينية الذي سيفوز في نهاية المطاف على الطابع الوطني بالنسبة للقضية.
وأضاف خلال مقاله في صحيفة «لوموند» الفرنسية، إنه ربما لا يدرك ترامب أنه يعود إلى التقليد الإمبراطوري القديم جدا من إضفاء الطابع الإسلامي على القضية الفلسطينية من أجل إخلاء البعد الوطني، رغم أن أسلافه في الرئاسة الأمريكية، قد أدرجوا القدس في إطار المصالحة بين القومية الإسرائيلية والفلسطينية.
وأوضح أنه من المهم أن يعرف العالم نية ترامب في تحويل الصراع من وطني إلى ديني، لأنه في خطابه يوم 6 ديسمبر الماضي والذي أعلن فيه أن القدس عاصمة لإسرائيل، استخدم ترامب كلمة «العربية» مرارا وتكرارا إما بإسم أو بصفة، فيما استخدم كلمة فلسطينيون مرة واحدة فقط عندما قال: «نريد صفقة جيدة للإسرائيليين ومواتية جدا للفلسطينيين».
وتابع جون فيلو قائلا: «إن هذا النهج الاختزالي القائم على إنكار الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في القدس لا يمكن إلا أن يؤجج الغضب الفلسطيني في المكان الإسلامي الثالث بالنسبة للديانة الإسلامية.
وذكر ان إعلان بلفور قبل مائة عام كان يذكر كلمة عربية مرة واحدة فقط، لصالح التأكيد على الحقوق المدنية والدينية لليهود فقط.
وأضاف أن الإمبريالية على الرغم من أنها لا يمكن أن تمحو بدقة واقع الشعوب، إلا ان البريطانيون فقد كان لهم بالفعل قيادة في القيادة الصهيونية لإدارة «اليشوف»، وهي المؤسسة اليهودية في فلسطين، التي تأسست عام 1920 آنذاك والتي كانت تعمل على كسر التضامن العربي بين «اللجان الإسلامية والمسيحية» في فلسطين، وبعدها قررت لندن في عام 1921 تعيين مفتي القدس الشريف، وهو لقب غير مسبوق، ووضعته على رأس «المجلس الإسلامي الأعلى»، لذلك اختارت بريطانيا إضفاء الصبغة الإسلامية على القضية الفلسطينية بدلا من الاعتراف بشرعية القومية العربية، وهو خيار كارثي لمستقبل فلسطين ومختلف سكانها، كما أنه يقوض موقف المسيحيين الشرقيين على أرضهم.