أعلن المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب، خلال اجتماعات دورته العادية في بغداد من 8 إلى 10 ديسمبر، إدانته الشديدة لقرار الرئيس الأمريكي ترامب اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إلى القدس الذي جسد انحيازا سافرا للإدارة الأمريكية لمصلحة الكيان الغاشم ومباركة صريحة لعدوانه الإجرامي الذي يقترفه ضد الشعب الفلسطيني ومشاركة فعلية من هذه الإدارة في الجرائم التي يقترفها هذا العدو مما جعل منها حليفاً قوياً لهذا الكيان وداعماً لإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة.
وثمن الاتحاد العام للصحفيين العرب عالياً ردود الفعل التي اجتاحت العالمين العربي والإسلامي بعدما خرجت الشعوب العربية للتنديد بهذا القرار الإجرامي، ودعا بهذه المناسبة إلى مزيد من التصعيد في هذا الإتجاه لإجبار إدارة ترامب التراجع عن سياسة العدوان ضد الشعب الفلسطيني واحترام الشرعية الدولية.
كما عبر الاتحاد عن إعتزازه بموجات التضامن التي عبرت عنها العديد من شعوب ودول العالم والتي جعلت الإدارة الأمريكية في موقف عزلة بهذا الصدد، مؤكدا قناعته الثابتة بأن القرار الأمريكي لا أهمية له في تغيير الحقائق التاريخية المتعلقة بالقدس فإنه يجدد التأكيد على أن القدس كانت وستبقي عاصمة لدولة فلسطين .
ودعا الاتحاد جميع التنظيمات الصحفية المهنية الأعضاء فيه ومن خلالها جميع الزملاء الصحفيين والصحفيات إلى عدم التعامل مع العدو الصهيوني وحليفه الإستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بمقاطعة الأنشطة الدبلوماسية غير المهنية لسفارات الإدارة الأمريكية، كما دعا إلى الاهتمام الفعلي بقضية الشعب الفلسطيني عبر تخصيص معالجات إعلامية أكثر، وتخصيص مساحات أوفر، وتنقية قواميسهم اللغوية المعتمدة في هذا الصدد، والحرص على مواصلة مقاطعة الكيان الصهيوني ومقاومة التطبيع معه .
وشدد الاتحاد العام للصحفيين العرب على الدعم اللامشروط للزملاء الصحفيين الفلسطينيين في مواجهتهم لبطش العدو الذي يسعي إلى طمس الحقائق وإلغاء الشاهد.
وعبر الاتحاد العام للصحفيين العرب عن إدانته الشديدة لجميع أشكال وأصناف الإرهاب سواء تعلق الأمر بما تقترفه المجموعات الإرهابية باسم الدين أو إرهاب الدولة الذي يمارسه العدو الصهيوني ويدعو إلى التصدي إليه بما يجب من حزم وحسم.
وأكد الاتحاد العام للصحفيين العرب أنه يسجل بافتخار ما حققه الشعب العراقي من بطولات رائدة في التصدي للإرهاب والإرهابيين وتحقيق انتصارات هائلة ضد قوة الخراب والدمار مما مكن من تطهير أرض العراق من استئصال هذا الورم الخبيث من أرضها ويحيي عالياً أبناء العراق جميعاً الذين قدموا تضحيات جسيمة في سبيل تحقيق هذا الهدف العظيم كما أعلن الاعتزاز الكبير بإنتصار الوحدة العراقية في مواجهة محاولات التجزئة والتشتيت التي تعرض لها من أطراف كثيرة، ودعا الشعب العراقي إلى الحفاظ على وحدته الترابية والوطنية وسيادته على كامل أجزاء ترابه الوطني.
وسجل المكتب الدائم في هذا الصدد وقفة الصمود للزملاء الصحفيين العراقيين الذين سخروا تضحيات جسام في مواجهة مختلف هذه التحديات التي كانت تهدد مصير الشعب العراقي برمته. ودفعوا في سبيل ذلك ضريبة غالية تمثلت في مئات الشهداء والجرحى.
وأوضح الاتحاد، أن اجتماعات المكتب الدائم صادفت ظروفاً دقيقة وعصيبة تعيشها الأمة العربية بسبب تراكم الانتكاسات والخيبات حيث تعطل المشروع السياسي وتأكد الفشل الذريع في تحقيق الانتقال الديمقراطي الذي كان من شأنه أن يخرج الأمة العربية من أوضاع البؤس والتخلف بسبب الضعف الكبير في الاستجابة لتطلعات الشعوب العربية نحو التطور والنمو والحرية بسبب استهداف أداء النخب والهيئات السياسية والنقابية والأهلية في الدول العربية، وضعف منسوب الثقة في المؤسسات السياسية والدستورية القائمة وبسبب تنامي موجات الطائفية والثغرات المذهبية والقبلية والعرقية ...
واعتبر الاتحاد أنه لا سبيل إلى أية تنمية منشودة أو تطوير مأمول دون إحداث إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية عميقة في المجتمعات العربية تشمل التعليم والأسرة والإعلام وبمنأى عن التغييرات السياسية التي من شأنها تحقيق بناء الدولة الديمقراطية الحديثة المستندة إلى المؤسسات والخيارات الديمقراطية وسيادة احترام حقوق الإنسان، واعتبر أن حرية الصحافة والتعبير والنشر هي حجر الزاوية والقاطرة الأساسية في أي عملية تغيير لذلك يدعو إلى إحترام هذه الحرية وفسح المجال أمام وسائل الإعلام لتقوم بدورها في هذا الصدد، ويلح على تطهير قوانين الصحافة في البلدان العربية من العقوبة السالبة للحريات وإطلاق سراح جميع الزملاء الصحفيين المعتقلين بسبب ممارستهم لمهامهم والتعبير عن آرائهم ودعم المؤسسات الصحفية بما يؤهلها للقيام بمهامها بأحسن وجه، وفي المقابل طالب المكتب الدائم الصحفيين والصحفيات العرب بالتزام أعلي درجات المهنية وأخلاقيات المهنة في تعاطيهم مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يحفظ لهم استقلاليتهم تجاه كل مراكز الضغط المالي والسياسي والإجتماعي والديني بما يضفي مصداقية كاملة على منتوج إعلامي في البلدان العربية .
وناشد الصحفيين والصحفيات العرب إلى التنبه إلى مخاطر دعوات التطرف وإشاعة الكراهية والفتنة الطائفية، والنزاعات التقسيمية، مشددا على ضرورة الالتزام التام بأخلاقيات العمل الصحفي، كما نبه إلى الخطورة البالغة التي تكتسبها بعض المحاولات الهادفة إلى توظيف الإرهاب للتضييق على حريات الصحافة والنشر والتعبير.