كشفت مجلة «أمريكان مجازين» النقاب عن سر حظر اصطحاب أجهزة الكمبيوتر المحمول «اللاب توب» على متن الطائرات الأمريكية، وهو الإجراء الذي اتخذته الحكومة الامريكية اعتبارا من العشرين من شهر مارس الماضى للطائرات القادمة إلى المطارات الأمريكية من الشرق الأوسط وظل معمولا به بعض الوقت
وقالت المجلة الأمريكية إن اسرائيل كانت السبب وراء إقدام الإدارة الأمريكية على ذلك الإجراء الاستثنائى.
وكشفت المجلة عن حقيقة الموضوع وهو أن قوة كوماندوز إسرائيلية كانت تنفذ آنذاك مهمة سرية ليلية في عمق الأراضى السورية، وتوصلت إلى أدلة دامغة تؤكد قيام «داعش» بانتاج وتطوير قنابل لا يمكن كشفها بأجهزة المسح الاشعاعى المستخدمة في المطارات، وأن بطاريات أجهزة «اللاب توب» يمكن أن تستخدم كوسائل تفجير كهربائية لتلك القنابل الداعشية.
كما كشفت المجلة عن غضب لدى جهاز المخابرات الإسرائيلى الموساد، من قيام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنقل التحذير الإسرائيلى إلى روسيا وكشفه بذلك عن عملية الكوماندوز الإسرائيلية السرية في العمق السوري، الذي كانت داعش تسيطر على أجزاء شاسعة منه آنذاك.
وأشارت إلى أن وحدة الكوماندوز الإسرائيلية التي توصلت إلى تلك المعلومات تتبع كتيبة ماتكيل، وهي وحدة عمليات خاصة خارجية في الجيش الإسرائيلى تعمل بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات الخارجي الموساد، وكانت تستهدف خلية خبراء تفجير يتبعون داعش تقع في عمق الأراضى السورية في المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم، وكان القيادي الداعشي المعروف باسم إبراهيم العسيري هو قائد هذه الخلية، وهو خبير قنابل سبق له إنتاجها لحساب تنظيم القاعدة في اليمن قبل انضمامه لداعش.
وقد قام الموساد بنقل نتائج العملية إلى المخابرات المركزية الأمريكية التي رفعتها بدورها إلى ترامب الذي أصدر قرار حظر اصطحاب «اللاب توب» وإدخال تطوير على أجهزة المسح الإشعاعي بما يمكنها من الكشف عن نوعيات اكثر تعقيدا من المفرقعات، لكن الرئيس الأمريكى- وفقا للمجلة- أطلع وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، وسفير روسيا لدى واشنطن سيرجي كيسلاك، على تلك المعلومات في مايو الماضى، دونما الإشارة إلى أن مصدرها هو إسرائيل، لكنه أشار إلى المدينة التي تم فيها تنفيذ العملية معرضا بذلك أمن العملاء السريين لإسرائيل فيها لخطر الانكشاف من جانب روسيا، وهم العملاء الذين لا يعرف حاليا ما إذا كان الموساد قد سحبهم من سوريا أم لا بعد الكشف عن مكان نشاطهم.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قد نشرت تقريرا في يونيو الماضى، قالت فيه إن السر وراء الإجراء الامريكى- الذي كان غريبا انذاك وغير مألوف- كان الخوف من إدخال عملاء داعش لقنابل على شكل بطاريات «لاب توب» على متن الطائرات الأمريكية وأن «هاكرز» إسرائيليين قد توصلوا لتلك المعلومات من خلال عمليات اختراق لشبكة داعش الكمبيوترية دونما الاشارة إلى حقيقة الموضوع.