في بيت صغير ومتواضع بدرب الميضة خلف المقام الزينبى في حى السيدة زينب ولد يحيى حقى في السابع من يناير ١٩٠٥ لأسرة تركية متوسطة الحال كان قد هاجر أجدادها الأوائل من الأناضول إلى شبه جزيرة المورة ثم نزح أحد أبنائها إلى مصر في أوائل القرن التاسع عشر، وتم تعيينه في خدمة الحكومة وظل يتنقل إلى أن استقر في مدينة المحمودية بالبحيرة ثم صار وكيلاً لمديرية البحيرة، وهذا الرجل هو جد يحيى حقى الذي أنجب ثلاثة أبناء هم محمد (والد يحيى حقى)، ومحمود طاهر حقى وكامل حقى وكان والد يحيى قد تزوج من سيدة تركية الأصل إذ التقت أسرتاهما في المحمودية، وأنجبا عدداً كبيراً من الأبناء كان منهم يحيى الذي التحق بكُتَّاب في السيدة زينب ثم بمدرسة والدة عباس باشا الأول الابتدائية بحى الصليبية.
وفي ١٩١٧حصل على الابتدائية والتحق بالمدرسة السيوفية، ثم الإلهامية الثانوية ونال شهادة الكفاءة وحصل على البكالوريا من المدرسة الخديوية ليلتحق في ١٩٢١ بمدرسة الحقوق بجامعة فؤاد الأول وحصل على (الليسانس) في ١٩٢٥وعمل تحت التمرين بنيابةالخليفة ثم عمل بالمحاماة وفشل وسافر للإسكندرية وعمل لدى مكاتب محاماة وسرعان ما ترك الإسكندرية إلى البحيرة ثم وجدوا له وظيفة معاون إدارة في منفلوط بالصعيد في عام ١٩٢٧، وعاش هناك عامين إلى أن قرأ إعلانا لوزارة الخارجية عن مسابقة لأمناء المحفوظات في القنصليات والمفوضيات فتقدم ونجح وعين أمينا لمحفوظات القنصلية المصرية في جدة ثم اسطنبول في ١٩٣٠ حتى ١٩٣٤ ثم في القنصلية المصرية في روما.
ومع الحرب العالمية الثانية عام ١٩٣٩ عاد إلى القاهرة سكرتيراً في الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية لعشر سنوات ترقى خلالها حتى درجة سكرتير أول وشغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية إلى ١٩٤٩، ثم تحول إلى السلك السياسى سكرتيراً أول للسفارة المصرية في باريس، ثم مستشاراً في سفارة مصر بأنقرة فوزيراً مفوضاً في ليبيا عام ١٩٥٣، وأقِيلَ من العمل الدبلوماسى عام ١٩٥٤ لزواجه من أجنبية، وعاد لمصر مديراً عاماً بوزارة التجارة ثم مستشاراً لدار الكتب، وفى ١٩٥٩ استقال وفى ١٩٦٢ عين رئيساً لتحرير مجلة المجلة حتى ١٩٧٠ ثم أعلن اعتزاله الكتابة إلى أن توفي «زي النهارده» فى ٩ ديسمبر ١٩٩٢.
وكان الروائى الكبيروالصحفى صبرى موسى قد ترجم اثنين من أعمال حقى للسينما هما البوسطجى وقنديل أم هاشم.