إسرائيل وواشنطن يرحبان بالموافقة على المفاوضات المباشرة .. وحماس والجهاد ينتقدان القرار

كتب: محمد إسماعيل غالي, وكالات الخميس 29-07-2010 22:11

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» اليوم الخميس استعداده لبدء مفاوضات "مباشرة وصريحة" مع السلطة الفلسطينية في الأيام المقبلة، بعدما وافقت لجنة «المبادرة العربية»  في اجتماعها بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، على بدء مثل هذه المفاوضات تاركة توقيتها للرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، ورحب وزير الدفاع الإسرائيلي «ايهود باراك»، الموجود حاليا في واشنطن، بقرار لجنة المتابعة العربية دعم القيادة الفلسطينية في أي قرار تتخذه بالنسبة للمفاوضات مع إسرائيل.

كما اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية، موقف الجامعة العربية الموافق على بدء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين "مشجع"، على ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية «فيليب كراولي» للصحفيين "إن ما سمعناه اليوم من القاهرة مشجع".

فيما عبرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، عن رفضهما استئناف أية مفاوضات مباشرة مع إسرائيل إثر موافقة الجامعة العربية على إجراء هذه المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية، "رداً على قرار الجامعة العربية، قال «بنيامين نتنياهو» أنه مستعد ليبدأ منذ الأيام القليلة المقبلة مفاوضات مباشرة وصريحة مع السلطة الفلسطينية" برئاسة «محمود عباس».

وأكد البيان أن "رئيس الوزراء أضاف انه من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين في مستقبل قريب بفضل مفاوضات مباشرة".

ونقل راديو إسرائيل عن وزير الدفاع «إيهود باراك»، قوله، "إن المفاوضات المباشرة ستتيح وحدها المضي قدماً نحو حل الدوليتين للشعبين، متمنياً أن يدرك الجانب الفلسطيني أيضاً ضرورة الإقدام على قرارات جريئة خلال العملية التفاوضية.

كان الشيخ «حمد بن جاسم» رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر، رئيس لجنة مبادرة السلام العربية في ختام اجتماعها الطارئ اليوم الخميس بالجامعة العربية، أعلن موافقة الجامعة على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، لكن وفق متطلبات عربية تم تضمينها في رسالة خطية تم الموافقة عليها باسم اللجنة وتم إرسالها إلى الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» وتسليمها في ختام الاجتماع إلى السفيرة الأمريكية بالقاهرة «مارجريت سكوبي».

وقال بن جاسم في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية «عمرو موسي» "إن الرسالة العربية لأوباما جاءت رداً على رسالة أوباما للرئيس «محمود عباس» التي أطلع الوزراء عليها اليوم" وذكر أن الرسالة العربية فيها متطلبات وليس شروطاً عربية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة وترك موضوع موعد الذهاب إلى المفاوضات المباشرة وموقعها للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأضاف الشيخ حمد أن الرسالة "تؤكد المفهوم العربي لتحقيق السلام ومتطلباته والأسس الواجب توافرها لتحقيق السلام "، مضيفاً أن اللجنة دعت الرئيس أوباما أن تكون رسالته التي بعث بها إلى الرئيس الفلسطيني هي مرجعية المفاوضات.

وعدد رئيس الوزراء القطري الأسباب التي دعت الجانب العربي للموافقة على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة ومنها الوضع العربي الحالي والوضع المحيط بالمنطقة العربية، وقال "رغم تأكد الجانب العربي من عدم جدية حكومة نتنياهو في المفاوضات إلا أن الجانب العربي وجه رسالة للعالم تقول أنهم مع السلام وهناك متطلبات لعملية السلام".

وذكر أن الرسالة أرفق بها اقتراح بالرؤية العربية للمفاوضات النهائية ولا بد من جدول زمني والقضايا التي سيتم بحثها في المفاوضات النهائية.

وأكد الشيخ حمد أن الرسالة العربية فيها شرح واف للموقف العربي وفيها تأييد وتقدير للدور والنية الأمريكية رغم عدم وجود نتائج ظهرت في المفاوضات غير المباشرة.

وكشف الشيخ «حمد بن جاسم»، عن أن الرسالة العربية للرئيس أوباما "هي اقتراح قطري وهي لا تعني نعم أو لا بل تعبر عن الموقف العربي من متطلبات السلام"، وفيها رد على ما ورد في خطاب الرئيس أوباما، وقال إن الرسالة العربية أكدت " إننا نريد مفاوضات جادة ونهائية".

وذكر الشيخ حمد أن الموافقة العربية على الذهاب للمفاوضات أخرجت رئيس وزراء إسرائيل من المأزق الذي كان فيه بعد حادث الاعتداء على قافلة الحرية، لهذا فإن الجانب العربي يريد ضغطاً أمريكياً ودولياً حقيقياً على إسرائيل لإنجاح المفاوضات المباشرة حول قضايا الوضع النهائي، مؤكداً أن الرسالة العربية هي خطوة عربية مسئولة تقول لأمريكا نحن جاهزون للمفاوضات المباشرة.

في نفس السياق، قال «صلاح البردويل» القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إن "الموافقة العربية على البدء في مفاوضات مباشرة بين سلطة فتح والاحتلال تعبر عن حالة من الضعف والتشرذم في الموقف العربي"، واعتبر أن الموقف العربي "هو انسحاب واضح من المسئولية تجاه القضية الفلسطينية في الوقت الذي يتوغل فيه الاحتلال على الأرض والمقدسات"، محذراً من "مغبة الانخراط في هذه المفاوضات لأنها ستشكل مسماراً في نعش القضية الفلسطينية".

وقالت حماس في بيان إنها "ترفض أي دعوة عربية لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال وتعتبر ذلك خطيئة سياسية كبيرة".

وأضافت الحركة، أن "منح أي غطاء عربي للرئيس الفلسطيني «محمود عباس» للتفاوض مع المحتل هو خطيئة سياسية كبيرة بحق شعبنا الفلسطيني وقضيته"، مطالبة "بسحب التفويض العربي السابق لمحمود عباس بإجراء المفاوضات غير المباشرة".

وأوضحت حماس أن الرئيس عباس "غير مفوض بالتفاوض بالنيابة عن الشعب الفلسطيني في ظل انتهاء صلاحياته وعدم أحقيته هو أو غيره بالمساس بالحقوق والثوابت الفلسطينية".

من ناحيتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي "نجدد رفضنا لاستمرار المفاوضات بكل أشكالها وصورها"، ورأت الحركة التي تعتبر حليفة لحماس أن "استمرار المفاوضات يعني تهويد القدس وضياع الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا.. من يدعم خيار التفاوض مع العدو يشارك وبشكل مباشر في تكريس الاحتلال وبسط سيطرته الكاملة على أرضنا ومقدساتنا".