5 مشروعات لحصاد الأمطار والتنقيب عن 1000 بئر لتوفير مياه صالحة للشرب بمطروح

كتب: متولي سالم الإثنين 04-12-2017 21:06

ينفذ برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية في إطار مبادرة برنامج الجوار الأوروبى للزراعة والتنمية مع مصر، مشروعا لحصاد مياه الأمطار في محافظة مطروح للتنمية المستدامة يستهدف تحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية للبدو في المنطقة، بتمويل تصل قيمته قيمته ٢٢ مليون يورو، ضمن 5 مشروعات للتنمية المستدامة بالمنطقة، ويتم بالتعاون مع وزارة الزراعة ممثلة في مركز بحوث الصحراء والمركز العربي للمناطق الجافة والاراضي القاحلة «أكساد» لإعادة تأهيل 1000 من الآبار الرومانية .

وقال الدكتور إسماعيل الفرماوى مستشار التعاون الزراعى بالوكالة الإيطالية للتنمية، إن هذا المشروع الخاص بإعادة تأهيل الآبار الرومانية يعد جزءا من مشروع أضخم يشمل كذلك إعادة تأهيل عدد من الوديان بمحافظة مطروح في المنطقة الريفية الممتدة من فوكة شرقا إلى السلوم غربا، بحيث يتم إنشاء سدود وخزانات مياه بهذه الوديان لإعادة تأهيل التربة وحصاد كميات أكبر من مياه الأمطار لاستخدامها في الزراعة تحت إشراف مركز بحوث الصحراء بوزارة الزراعة .

ومن قال الدكتور سيد خليفة مدير مكتب اكساد بالقاهرة ونقيب الزراعيين أن الاتحاد الأوروبى وافق على توفير تمويل لعمل حصر للآبار الرومانية وإعدادها وسعتها، خاصة أن البئر الرومانية تستوعب من 500 إلى 3000 متر مكعب من المياه الصالحة للشرب الانسان والحيوان والاستخدام المنزلي والزراعي، وأن المشروع يعطى المواطن ارشادات للحفاظ عليه، موضحا إن قيمة مشروعي إعادة تأهيل الآبار الرومانية وتأهيل الوديان للزراعة تبلغ نحو 3 ملايين يورو يسهم فيها الاتحاد الأوروبي بتسعين في المائة من التمويل .

وأضاف «خليفة»، في تصريحات صحفية الاثنين أنه تم انشاء واعادة تأهيل ٧١٠ ابار وخزانات منذ اكتوبر ٢٠١٦ وحتى الشهر نوفمبر2017، وذلك لعدم وجود معوقات في التمويل حيث يتم منح المستفيد مبلغ ٢١ الف جنيه إسهاما من المشروع لتطهير البئر، على أن يقوم المستفيد بسداد باقي المبلغ لضمان حفاظه على استدامة عمل البئر، مشيرا إلى أن عدد الأسر المستفيدة من مشروع تأهيل الوديان بمحافظة مطروح نحو 2000 أسرة ويوفر 1000 فرصة عمل من خلال إ،شاء 100 خزان لحصاد مياه الامطار، بمساحة تناهز 50 كم مربع، ضمن المشروع .

وأوضح أنه بعد تحرير سعر الصرف، زاد حجم التمويل بالجنيه المصري فتم مد فترة تنفيذ المشروع لمدة ٤ اشهر أخرى، بعد أن كان مقررا انتهاؤه الشهر الماضي، ليتم تضمين تأهيل الابار الرومانية داخل المشروع استجابة للأهالي.

ومن جانبه قال الدكتور نعيم مصيلحى رئيس مركز بحوث الصحراء ان المركز يستهدف زيادة المخزون المائي من مياه الأمطار لتأمين حاجة السكان، وتحسين نشر وتوزيع مياه الجريان السطحي بواسطة السدود، وتعظيم كفاءة استخدام مياه الأمطار، وتأهيل واستصلاح دلتا الوديان، وإضافة مساحات زراعية في بطون الوديان ودلتاها، بالإضافة إلى إنشاء آبار «نشو» لحصاد الأمطار،

وأضاف «مصيلحي» في تصريحات صحفية الاثنين ان مشروع إدارة موارد مطروح (البنك الدولي) قام بتنفيذ 6 آلاف و954 بئرا، وإنشاء 2300 بئر من خلال مركز التنمية المستدامة بمطروح، فضلا عن إنشاء 600 بئر أخرى بمطروح، و73 بئرا ينفذها معهد بارى الإيطالي، و240 بئرا من خلال المشروع المصري- الإيطالي للتنمية الاجتماعية، والاقتصادية بتمويل إيطالي. يصل أجمالي كمية الابار التي تم حفرها إلى ما يقرب من 10000 بئر لحصاد اكثر من مليون و200 ألف متر مكعب من المياه سنويا .

واوضح رئيس مركز بحوث الصحراء أن الآبار الرومانية التي كان يحفرها الرومان قديما تتراوح سعتها بين 1000 و5000 متر مكعب، ولكن حاليا يتم إنشاء الآبار بهذه السعات الأقل، من أجل القدرة على الوفاء باحتياجات أكبر عدد ممكن من البدو من سكان الصحراء، من خلال عمل عدد أكبر من الآبار الصغيرة في مناطق كثيرة لتوطين البدو وتوفير احتياجات أهالي كل منطقة، ويتم تخزين المياه لاستخدامها في الشرب ولتربية الحيوانات خلال الفترات التي لا يسق فيها المطر، وعند وجود عدد أكبر من الآبار يمكن استخدام المياه المخزنة، في الرى التكميلي للزراعات في الأوقات التي لا تسقط فيها الأمطار.

إلى ذلك أصدرت محافظة مطروح تقرير حول إجراءات الحكومة لحصاد الامطار بالمنطقة متضمنا إنشاء وتنفيذ الآبار وخزانات تجميع مياه الأمطار بالمناطق المحرومة بالقرى والنجوع والتوابع، لاستخدام مياه الأمطار في الشرب والزراعة وتربية الأغنام والمواشي، بالمناطق الصحراوية.

واوضح التقرير ان الدولة بصدد إقامة مشروع قومي لأول مرة بالمحافظة يستهدف التنمية المستدامة لتحقيق التنمية الزراعية للمنطقة الساحلية من غرب الضبعة وحتى السلوم، بالإضافة إلى واحة سيوة بقيمة تبلغ 60 مليون دولار، مشيرا إلى ان الآبار الرومانية في البادية، تعتبرمن أهم الوسائل المتبعة في عملية حصاد المياه منذ العصور القديمة حتى الآن، حيث تم حفرها في مواقع تعترض مجرى سيول الأمطار وبأعماق مختلفة، وذلك بحسب كمية المياه المتوقع الحصول عليها في كل موقع، وحسب طبيعة التربة في المنطقة المراد الحفر فيها إضافة إلى دور الأيدي العاملة التي أنجزت العمل، وتسمى في كثير من المناطق بالـ «البير الروماني».

لذلك يُفضل أهل البادية في صحراء مطروح ومُدنِها شُرب مياه الآبار ومصدرها الأمطار نظرا لجودتها ونقائها فيفضل البدوي الشرب من مياه الآبار عن مياه نهر النيل. لاعتقاده بأن نظافة الآبار تفوق مياه النيل وقيامهم بعمليات النظافة بأنفسهم وتملأ الآبار عن طريق مياه الآمطار فيعيشون عليها طوال العام .

وأكد الحاج جاد المولى عبداللطيف أحد مزارعي محافظة مطروح، أن هذه الآبار تتميز بجدرانها الكتيمة كونها مطلية بمادة الكلس الممزوج بالفخار، وقد تكون أحياناً مبنية بحجارة كلسية، أو بازلتية حسب توافرها في المنطقة، إضافة إلى أن معظمها محفور بالصخر بشكل مخروطي، وهي مزودة من الأعلى بمجرى حجري مائل باتجاه فوهة البئر، تصله بمجرى المسيل المائي المجاور والقريب بالإضافة إلى جرن حجري لسقاية المواشي، مع ملاحظة البلاطة الصخرية البازلتية التي تتموضع في قعر معظم هذه الآبار، لتستقبل سقوط الماء من الأعلى لمنع حت وتخريب أرضية البئر مع الزمن.