كشفت صحيفة «هاآرتس» إن إدارة موقع الفيس بوك كانت قد وافقت على إغلاق صفحة «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» التي كانت تدعو لانتفاضة فلسطينية في 15 مايو المقبل، وقالت الصحيفة إن مدير السياسات بمنطقة أوربا والشرق الأوسط في موقع الفيس بوك، «ريتشارك ألن»، أرسل لوزير الدعاية والشتات الإسرائيلي «يولي أدلشتاين»، وكتب له أن مؤسس موقع الفيس بوك «مارك تسوكربرج» توجه إليه بطلب للاهتمام بالأمر، «الدعوات المتكررة للعنف».
وأضاف «ألن» في رسالته لوزير الدعاية الإسرائيلي: «فحصنا الصفحة بشكل دقيق استجابة للعديد من التقارير التي تلقيناها، من بينها تقريرك»، وأضاف: «واتضح لفاحصينا أن الصفحة بدأت بدعوة لاحتجاج سلمي، على الرغم من أن مصطلح انتفاضة مرتبط بالعنف في الماضي»، وتابع «ألن» قائلاً إن: «في البداية حظر مديرو الصفحة ردود تروج للعنف، وفي هذا الوضع يسمح الفيس بوك ببقاء الصفحة».
وأضاف «ألن»: «ولكن، بعد بدء انتشار الصفحة، باتت معظم التعليقات تدعو بشكل مباشر للعنف، وأيضاً بدأ مديرو الصفحة يشاركون في الدعوة للعنف»، بعد ذلك «تلقت الصفحة تنبيهات كثيرة عن بعض المنشورات الموجودة عليها والتي تتجاوز شروط استخدام الموقع، ولهذا أغلقنا الصفحة أمس».
وكان موقع الفيس بوك قد حذف، الثلاثاء، صفحة «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» التي وصل عدد المشتركين فيها إلى 350 ألف شخص، وهي الصفحة المناهضة لإسرائيل بحسب صحيفة «هاآرتس» التي أشارت أن الخطوة تأتي في أعقاب إعلان المسئولين عن الموقع أنهم لا ينوون إغلاق الصفحة، وأضافت: «من غير الواضح ما إذا كان الإغلاق راجع إلى تغير في السياسة أو لزيادة عدد الشكاوى من مستخدمي الفيس بوك ضد الصفحة ما أدى إلى إغلاقها تلقائياً».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد نقلت ظهر الثلاثاء عن إدارة موقع الفيس بوك إعلانها أنها لن تغلق الصفحة التي تنادي ببدء انتفاضة فلسطينية ضد إسرائيل في 15 مايو المقبل، ذكرى النكبة، ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم موقع الفيس بوك قولها: «على الرغم من أن بعض التعليقات تحمل انتقادات ضد ثقافة أو دولة أو دين أو أيديولوجية سياسية إلا أن ذلك لا يعد سبباً لإغلاق المناقشة»، وأضافت: «نحن نؤمن أن لمستخدمي الفيس بوك القدرة على التعبير عن آرائهم، ونحن لا يمكننا إغلاق صفحات أو مجموعات لحديثها ضد دولة، أو دين أو كيانات سياسية أو فكرية».
وعلقت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على الأمر قائلة إن «الأمر مدهش للغاية» حيث قام موقع الفيس بوك من قبل بحظر صفحات عنصرية وتحريضية، وصفحات أبلغ عنها عدد من مستخدمي الفيس بوك.
وكان وزير الدعاية الإسرائيلي «يولي أدلشتاين»، قد أرسل اليوم الأسبوع الماضي، رسالة إلى مؤسس موقع الفيس بوك «مارك تسوكربرج»، طلب منه فيها إغلاق صفحة «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة».
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي نشرت الخبر وقتها أن: «الصفحة التي تم إنشائها قبل أقل من شهر، زاد عدد أعضائها بشكل كبير، ويصل حالياً إلى ربع مليون مستخدم، أعلنوا عن دعمهم وتأييدهم لبدء انتفاضة ثالثة في 15 مايو المقبل، الذي يوافق يوم النكبة».
وتابعت «يديعوت أحرونوت»: «مؤسسو الصفحة على الفيس بوك يقولون إن فكرة إنشائها أتت لهم منذ بدأت الثورات الشعبية في الشرق الأوسط، وبعد خلع رئيسي تونس ومصر وإسقاط نظاميهما».
وأشارت الصحيفة إلى أن «أدلشتاين» كتب في رسالته أن الصفحة تحتوي على تحريض من شأنه أن يلحق الأذى باليهود والإسرائيليين، بالإضافة إلى الدعوة إلى الكفاح المسلح ضد إسرائيل، وقال وزير الإعلام الإسرائيلي إنه «يقدر وجهات النظر المختلفة»، إلا أنه أضاف أن ما في الصفحة ليس وجهة نظر بقدر ما هو تحريض.