أوصى المنتدى العربى للبيئة والتنمية (أفد) فى ختام فعاليات مؤتمره السنوى الرابع، الذى انعقد يومى 27 و28 أكتوبر الماضى فى بيروت، الحكومات العربية بإعطاء اهتمام أكبر للتنمية الزراعية الريفية كهدف أساسى استراتيجى لتحقيق الأمن الغذائى وتخفيف وتيرة الفقر فى الأرياف وعكس اتجاه سنوات الإهمال. وطلب من الحكومات إحداث تحول فى السياسات نحو إدارة الطلب على المياه بشكل ينظم الوصول إليها ويحسن كفاءة استخدامها ويمنع تلوثها، مع فرض تعريفات عادلة للمياه من شأنها ترشيد الاستخدام، وتحقيق استرجاع التكاليف بشكل تدريجى، وتعزيز العدالة من خلال دعم مالى هادف للأسعار.
وأوصى المشاركون باعتماد استراتيجيات وطنية وإقليمية لكفاءة الطاقة وأنظمة لتصنيف الأراضى البلدية عمرانياً، ووضع سياسة صناعية وطنية توفر إطاراً مؤسسياً وتنظيمياً مواتياً للصناعات المنخفضة (الكربون) والقدرات البحثية والتطويرية. وحث المنتدى المطورين العقاريين ومالكى الأبنية التجارية وأصحاب المنتجعات الكبرى على إيلاء كفاءة الطاقة والمياه أولوية عالية فى تصميم وتشغيل الأبنية والفنادق والاستفادة من الجدوى الاقتصادية لتسخين المياه بالطاقة الشمسية. وأكد ضرورة توظيف استثمارات مستمرة فى النقل العام الجماعى فى المدن العربية، وتبنى مقاربة للنفايات البلدية الصلبة تسعى إلى تحقيق قيمة من المواد المهملة عن طريق التقليل وإعادة الاستعمال وإعادة التدوير والاسترجاع. وطالب بتنفيذ ممارسات سياحية مستدامة فى خدمات السفر والضيافة والاستجمام، مع إعطاء عناية خاصة للسياحة البيئية والثقافية.
ودعا المؤتمر المنظمات الإقليمية والحكومات إلى تفعيل مرفق البيئة العربى لتمويل المشاريع والبرامج البيئية، وإطلاق مبادرات اقليمية تتعلق بالاقتصاد الأخضر، بما فى ذلك مجالات: الأبحاث والطاقة النظيفة والمتجددة والمدن الخضراء والإنتاج الأنظف والزراعة المستدامة وشبكات النقل الإقليمية، وأطلق المؤتمر «دليلاً عملياً حول كفاءة استخدام الطاقة فى المكاتب وبرامج الإدارة البيئية لقطاع الأعمال».
وتناولت جلسة برئاسة الدكتور عبدالرحمن العوضى، الأمين التنفيذى للمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية، التدابير الرامية إلى تخضير المدن والمبانى والمواصلات، وتحدث طارق المطيرة، الباحث الرئيسى فى الطاقة والاستدامة فى جامعة لوند السويدية، عن أهمية خلق مجتمعات مدنية صحية وتنافسية اقتصادياً. وأكد أن مقاربة تصميمية شمولية تدمج المبادئ البيئية فى شكل المبنى ومواده وواجهته والمعدات المركبة فيه، تستطيع أن تحقق مكاسب أعلى فى كفاءة الطاقة. ودعا الدكتور فريد شعبان، أستاذ الهندسة فى الجامعة الأميركية فى بيروت، إلى تبنى سياسات تدعم نظم النقل العام الجماعى ومعايير لفعالية وقود السيارات، ومن شأن ذلك تقليل التلوث وزحمة السير والتمدد الحضرى العشوائى.
وشهدت الجلسة السادسة برئاسة وزير البيئة والطاقة السابق فى الأردن «خالد الإيرانى» منقاشات لأوراق عمل حول تخضير السياحة وإدارة النفايات، وقالت الدكتورة هبة عزيز، رئيسة قسم السياحة المستدامة والتنمية الاقليمية فى الجامعة الألمانية للتكنولوجيا فى مسقط، إن قطاع السياحة العربية اجتذب نحو 60 مليون سائح عام 2010. ويقدر أن يؤدى المزج بين اعتماد تدابير كفاءة الطاقة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة إلى تخفيض 45٪ من استهلاك الطاقة و52٪ من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون فى هذا القطاع، إضافة إلى تخفيض استهلاك المياه بنسبة 18٪ باعتماد تدابير كفاءة المياه.
وتحدث الدكتور رامى الشربينى، الأستاذ فى جامعة القاهرة، عن الحاجة إلى تحول أساسى فى التصدى لمسألة النفايات البلدية الصلبة، من الرمى العشوائى والحرق والطمر إلى مقاربة إدارية تجنى أرباحاً إيجابية باعتماد التقليل وإعادة الاستعمال والتدوير والاسترداد. ويمكن أن يؤمن تخضير قطاع إدارة النفايات للبلدان العربية 5.7 مليار دولار سنوياً، إضافة إلى خلق وظائف.