مشاهد مختلفة داخل وخارج مسجد الروضة بشمال سيناء، بعد مرور 145 ساعة من الحادث الإرهابي الذي استهدفه، ونتج عنه سقوط 305 شهداء، و128 مُصاباً. المسجد الذي دُمّر بفعل الحادث، بات جاهزاً لاستقبال صلاة الجمعة، غداً، بعد ترميمه من قبل وزارة الأوقاف.
كأن شيئاَ لم يكن، هكذا باتت صورة المسجد، بعد إعادة أعمال الفرش والدهانات والصيانة من الداخل والخارج، ما حدث في الأيام الماضية، دليل جديد على صمود المصريين ضد الإرهاب، وفق تعبير أهالي قرية الروضة، لـ«المصري اليوم»، التي تجوّلت لرصد الصورة الجديدة.
يقول نصر الله محمد، رئيس مركز ومدينة بئر العبد، إن القوات المسلحة ومحافظة شمال سيناء ووزارة الأوقاف، سرعان ما بدأت في أعمال إحلال وتجديد المسجد عقب استهدافه من قبل إرهابيين، الجمعة الماضية، إذ جرى رفع آثار التدمير في أبواب المسجد والنوافذ، وإعادة تركيب نوافذ جديدة، وفَرشه من جديد.
وفق رئيس مدينة بئر العبد، فإن عملية الترميم جرى تحت تأمين الجيش المصري، الذي طوّق القرية كاملة، بمعاونة الجمعيات الأهلية، وتبرعات الأهالي.
بدوره، قال محمد عيد، المشرف على أعمال البناء والتطوير بالمسجد، إنه جرى الانتهاء من أعمال التطوير خلال 145 ساعة فقط، حيث كان العمل يجرى على مدار 24 ساعة.
وفق «عيد»، أقام الأهالي «حضرة» داخل المسجد، وهي إحدى الشعائر المهمة عند الطرق الصوفية، حضرها عدد من أهالي القرية والقيادات التنفيذية والشعبية من المحافظة.
كانت «الحضرة» بمثابة رسالة إلى التنظيمات الإرهابية «لن يمنعنا الإرهاب من الاحتفال بالمولد النبوي»، يقول أحد الأهالي، موضحاً أن صلاة الجمعة ستكون غداَ داخل المسجد، بحضور قيادات تنفيذية وشعبية من محافظة شمال سيناء.
حسين أبوخليل، أحد مشايخ بئر العبد، يقول إن أهالي قرية الروضة على قدر كبير من الإيمان، لن يهزمهم الإرهاب، وتحدوه، وغداَ سيكون التحدي الأكبر.
وفق «أبو خليل»، لم يبق في القرية سوى 40 رجلاَ يقاومون الإرهاب، بعد أن راح ضحية الحادث 305 شهداء، بينهم 27 طفلاً.