غيَّب الموتُ، أمس، الفنانة الكبيرة شادية عن عمر ناهز 83 عاماً بعد صراع مع المرض. وُلدت شادية في 8 فبراير عام 1934.
في منطقة الحلمية الجديدة بحى عابدين بمحافظة القاهرة، وُلدت «فاطمة أحمد شاكر»، المعروفة فنياً باسم «شادية»، التي نجحت في تكوين قاعدة عريضة من الجمهور العربى لكونها «الفنانة الشاملة» الأهم في تاريخ الفن العربى. كان والدها المهندس أحمد كمال، أحد مهندسى الزراعة والرى بالقاهرة، ولها شقيقة تدعى «عفاف» عملت ممثلة ثم اعتزلت المجال الفنى.
تزوَّجت شادية ثلاث مرات: الأولى من المهندس عزيز فتحى، والثانية من الفنان عماد حمدى لمدة ثلاث سنوات، وبعدها تزوَّجت من الفنان صلاح ذوالفقار حتى انفصالهما عام 1969، ولم تنجب شادية أبناء من زيجاتها. لقَّبها الجمهور والنقاد بعدة ألقاب، منها: «دلوعة الشاشة» و«صوت مصر».
بدأت «شادية» مسيرتها الفنية على يد المخرج أحمد بدرخان، الذي كان يبحث عن وجوه جديدة، فتقدَّمت «شادية» لاختبارات الأداء، ونالت إعجاب كل مَنْ كان في استوديو مصر، إلا أن هذا المشروع لم يَرَ النور، ولكن في هذا الوقت قامت «شادية» بدور صغير في فيلم «أزهار وأشواك»، بعد ذلك رشحها المخرج أحمد بدرخان لحلمى رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزى في أول إنتاجاته، ليكون أول فيلم من بطولتها، وأيضاً أول فيلم من إخراج حلمى رفلة «العقل في إجازة»، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، مما جعل محمد فوزى يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام، مثل «الروح والجسد»، و«الزوجة السابعة»، و«بنات حواء».
أفلام عديدة أسهمت في نجاح «شادية» لتحفر اسمها في تاريخ السينما المصرية بحروف من ذهب، من بينها: «المرأة المجهولة»، وهو الدور الذي أثبت قدرتها على تجسيد كل الأدوار، وكانت تبلغ حينها 25 عاماً. قدَّمت «شادية» خلال مشوارها الفنى 112 فيلماً و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة هي «ريا وسكينة».
كانت الفنانة الراحلة أصيبت، منذ أسابيع، بجلطة في المخ ودخلت المستشفى، وشهدت حالتها الصحية تدهوراً في الساعات الأخيرة ولفظت أنفاسها.