وقعت اشتباكات بالأيدي بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري، الإثنين، أمام السفارة السورية بالقاهرة، حيث اخترق أحد المؤيدين للرئيس السوري المنطقة التي يتظاهر بها المعارضون للنظام، واستفزهم وظل بهتافه «عاش عاش بشار»، وهو ما رفضه المعارضون، فطردوه واعتدوا عليه بالضرب.
وتطور الموقف بين الطرفين، لولا تدخل بعض المعارضين الذي حموا مؤيدين لبشار من زملائهم حتى أبعدوهم عن المنطقة.
وقامت قوات من الشرطة والجيش بحماية السفارة السورية، وعمل حواجز حديدية بين المؤيدين والمعارضين السوريين، وكثفت القوات حراستها بعد وقع الاشتباكات، خوفًا من تجددها مرة أخرى.
كان 250 سوريًا معارضًا لبشار بالقاهرة قد تظاهروا منذ صباح الأحد أمام السفارة السورية، للتنديد «بجرائم الرئيس السوري في حق شعبه، وقتله المدنيين الأبرياء الذين خرجوا للمطالبة بالديمقراطية والحرية، وإسقاط نظامه والتنديد بموقف الجامعة العربية من الثورة السورية».
وطالب المتظاهرون «بالحظر الجوي على سوريا، وطرد السفير السوري يوسف الأحمد من القاهرة، وتجميد عضوية بلادهم بالجامعة».
وتظاهر بالمقابل العشرات من المؤيدين للنظام السوري، ورفعوا صورًا لبشار كتبوا عليها «كلنا معك يا بشار، ونحن رجالك»، وأنشاوا مسرحًا صغيرًا أمام مدخل السفارة السورية ووضعوا عليه سماعات «دي جي» وتراقصوا على أنغام الأغاني الوطنية السورية التي تمدح بشار.
ورفع المؤيدون لبشار لافتات للسخرية من المجلس الوطني السوري، مكتوبًا عليها «المجلس الانتعالي السوري»، مشيرين في اتجاه أقدامهم، وهتفوا «تحيا روسيا وتحيا الصين»، لتأييدهما لبشار الأسد واستخدامهما لحق الـ«فيتو» ومنعهما استخدام مجلس الأمن القوة مع النظام السوري، معلنين عن رفضهم موقف الجامعة العربية لاتهامها بشار بأنه «يقتل شعبه»، رافعين لافتات ضد الجامعة وأمينها العام، نبيل العربي.
فيما طالب عدد من النشطاء السوريين الشعوب العربية والدولية بمساندة الشعب السوري، وتقديم يد العون له «حتى يتخلص من بشار الأسد ونظامه»، كما طالبوا المجلس العسكري المصري والحكومة بـ«الاعتراف بالمجلس الوطني السوري»، والذي يضم أكثر من 90 شخصية سورية في الداخل والخارج، باعتباره «ممثلا للشعب السوري».
وندد المعارض السوري، مؤمن كونفاتيه، منسق «تنسيقية الثورة السورية» بالقاهرة، باستمرار بشار الأسد في استخدام الأسلحة الثقيلة في مواجهة المتظاهرين السلميين، الذين خرجوا للمطالبة بالحرية والديمقراطية، وتداول السلطة.
وطالب كونفاتيه المجتمع الدولي بـ«فرض الحظر الجوي على سوريا، وتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، واتخاذ موقف يناصر الثورة السورية، وحقن الدماء التي تسيل وسط صمت عربي» وصفه بـ«المخزي» تجاه الثورة السورية، وتجاه الشعب الذي يُقتل في الشارع.