«فريدمان»: الثورات العربية تحتاج «مانديلا عربى» يرسى «المواطنة والحرية»

كتب: علا عبد الله ‏ الثلاثاء 29-03-2011 19:20

اعتبر الكاتب الأمريكى توماس فريدمان أن القادة الجدد للثورات العربية فى حاجة لاستلهام وصايا الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا، مشددا على أن هناك حاجة إلى «مانديلا عربى» يمكنه أن يرسى أسس الوحدة والاحترام المتبادل والديمقراطية، إذ إنها الوسيلة الوحيدة لضمان إدارة عملية انتقال السلطة فى تلك المجتمعات دون تدخل جنرالات الجيش أو الدول الغربية.

وقال فريدمان فى مقاله الأخير بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه «من غير المبالغ فيه القول بأن الانتفاضات الشعبية التى تجتاح العالم العربى فى ليبيا والبحرين واليمن وسوريا والأردن وقبلها مصر وتونس يمكنها أن تمحو الاستبداد وقمع الحريات الذى عاشت فيه الدول العربية لقرون طويلة، بل يمكن أن تحرر نحو 350 مليون عربى دفعة واحدة، إلى جانب إيران أيضا».

وأبدى الكاتب الأمريكى تفاؤله بكفاح الشعوب العربية للمطالبة بحكومات أكثر صدقا وتمثيلا لهم، بما سينتج عنه التغلب على العجز الضخم فى دعم التعليم والحرية، إلى جانب تمكين المرأة، إلا أنه حذر من أن تحقيق ذلك يتطلب عبور «حقول الألغام» المتمثلة فى القضايا القبلية والطائفية وتنظيم تداول الحكم والسلطة فى هذه الدول المتحررة.

واعتبر الكاتب الأمريكى أن أفضل طريقة لفهم العقبات المحتملة للتحول الديمقراطى الأخذ بالدروس المستفادة من التجربة العراقية فى عملية الانتقال إلى الحكم الديمقراطى بعد إزالة الغطاء الحديدى القامع، على الرغم من أنه إحدى الدول العربية الأكثر تعددية طائفيا.

فالديمقراطية من وجهة نظر «فريدمان» فى تلك الدول تحتاج إلى 3 أشياء، أولا: المواطنة بمعنى أن يجد الناس أنفسهم جزءاً من مجتمع وطنى دون تمييز يمكن لأى شخص فيه أن يحكم أو يُحكم، وثانيا: تقرير المصير بمعنى التصويت، حيث يمكن للشعب اختيار من يحكم، وثالثا: الحرية التى تشمل جميع قواعد وحدود الحكم سياسيا واقتصاديا وعلى مستوى الدين والعدالة أيضا.

واعتبر الكاتب الأمريكى أنه إذا كان صعبا تحقيق المواطنة فى دول الشرق الأوسط الكبرى المتجانسة شعوبها فإن إرساء المواطنة فى الدول التى تتميز بتعددية طائفية وقبلية وعرقية يعد أمرا صعبا للغاية بل شبه مستحيل، حيث إن خطر الحروب الأهلية لايزال قائما.

وأكد «فريدمان» أن ما حمى العراق من شبح الحرب الأهلية بين الأكراد والشيعة والسنة، بعد محو الغطاء السلطوى العراقى، هو كتابة دستورهم بما يضمن تعايش العراقيين معا دون تمييز، ولعب الولايات المتحدة دور الوسيط فى مساعدة العراقيين على إدارة انتخابات نزيهة متعددة خلال المرحلة الانتقالية قبل الانسحاب الأمريكى، وهو دور طالما هناك من يلعبه فى الدول التى تحدث فيها ثورات، فالأمر المهم أن يرسى من يلعب ذلك الدور أسس الديمقراطية والحرية ليضمن نجاح التحول الديمقراطى.