الرئيس الأمريكى وأزمات كرة السلة

ياسر أيوب الإثنين 20-11-2017 21:52

وأنا أكتب هذا قبل انطلاق مباراة الأهلى والإسماعيلى فى استاد برج العرب.. قررت الانشغال بمتابعة قضية رياضية رأيتها تستحق الفضول والاهتمام لأنها كانت أقرب إلى معركة شوارع بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومواطن أمريكى اسمه لافار بول.. فالحكاية بدأت بالقبض على ثلاثة من لاعبى كرة السلة فى فريق جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس بعد ضبطهم يقومون بالسرقة من أحد المحال الكبرى بالصين.. اللاعبون الثلاثة هم: لى أنجيلو بول وكودى ريلاى وجالين هيل.. وما إن بلغ هذا الخبر البيت الأبيض والرئيس ترامب.. حتى قرر الرئيس ترامب التدخل، وقيل إنه أجرى اتصالا بالرئيس الصينى طالبا مساعدته فى إطلاق سراح اللاعبين الثلاثة.. وبالفعل أفرجت الصين عن اللاعبين وسمحت لهم بالسفر والعودة إلى مدينة لوس أنجلوس.. وكتب ترامب عبر حسابه فى «تويتر» معربا عن سعادته بإنقاذ ثلاثة من لاعبى كرة السلة الأمريكية من السجن فى الصين..

تخيل الرئيس الأمريكى أنه سيلقى التصفيق والشكر من الجميع، حيث لم تشغله واجبات وهموم الرئاسة وإدارة الشؤون الأمريكية محليا وعالميا عن الاهتمام بهؤلاء اللاعبين الثلاثة.. وبالفعل ظهر اللاعبون الثلاثة فى مؤتمر صحفى حيث قرأوا بيانا تمت كتابته مسبقا اعتذروا فيه عما قاموا به فى الصين واعترفوا بالسرقة وقدموا اعتذارهم للشعب والدولة الصينية.. وقدم اللاعبون شكرهم للرئيس وأكدوا أنه كان سلوكا فى منتهى الغباء منهم وأنهم يتفهمون ويقبلون قرار إدارة الجامعة بإيقافهم.. وهكذا استعد ترامب لتلقى عبارات الشكر والمديح، إلا أنه فوجئ بلافار بول، والد أحد هؤلاء اللاعبين، يهاجم ترامب ويتهمه بعدم قول الحقيقة، وأنه لم يقم بشىء، وإن الأمر كله لم يكن يحتاج تدخل الرئيس الأمريكى أو أى مسؤول آخر.. ولم يسعد ترامب بمثل هذا الموقف وهذا الكلام.. فعاد الرئيس الأمريكى ليكتب عبر «تويتر» مرة أخرى مؤكدا أن اللاعبين الأمريكيين الثلاثة أصبحوا الآن فى الوطن وتم إنقاذهم من البقاء سنين طويلة فى أحد السجون الصينية، ورغم ذلك يقول والد أحدهم إنه لا يقبل ما قام به من أجلهم وإن سرقة محل ليست بالأمر الخطير أو القضية الكبيرة.. واختتم ترامب تغريدته بإحساسه بالندم وأنه كان الأفضل أن يتركهم يواجهون مصيرهم فى السجن..

وكانت هذه هى البداية.. فالأب بقى يواصل هجومه وانتقاداته، وبقى الرئيس الأمريكى فى المقابل يسخر منه هو وولده ويندم على كل ما قام به.. وطال تراشق الكلمات والإشارات والمعانى لتصبح أزمة جديدة للرئيس الأمريكى مع لعبة كرة السلة بالتحديد.. إذ إنه منذ أيام قليلة قرر ترامب سحب دعوته لفريق جولدن واريرز لزيارة البيت الأبيض بعد فوزه بالدورى الأمريكى لكرة السلة.. وكان هناك تقليد أمريكى منذ سنين بدعوة كل فريق يفوز بالدورى لزيارة البيت الأبيض.. إلا أن ترامب فوجئ بنجم الفريق ستيفن كورى يعلن أنه لا يريد الذهاب للبيت الأبيض أو لقاء ترامب، وأنه يدعو زملاءه أيضا لعدم الذهاب.. فانفعل ترامب وكتب عبر «تويتر» أنه سحب دعوته ولم يعد يريد استقبال الفريق فى البيت الأبيض.