«أبوالغيط» فى بيروت بعد تصنيف حزب الله إرهابياً

كتب: شادي صبحي, مروان ماهر, وكالات الإثنين 20-11-2017 18:53

قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعد لقائه الرئيس اللبنانى، العماد ميشال عون فى قصر بعبدا فى بيروت، إنه شرح له الظروف التى أحاطت باجتماع وزراء الخارجية العرب والبيان الختامى للاجتماع الذى وصف حزب الله بـ«الإرهابى»، واتهامه بدعم «الجماعات الإرهابية» فى المنطقة، وبتحميل الحزب مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية فى الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية.

ولفت «أبوالغيط» إلى أن البيان «تبنته اللجنة الرباعية المشكلة فى الجامعة العربية المعنية بالمسألة الإيرانية والمكونة من مصر والسعودية والبحرين والإمارات». وقال: «لمست تفهماً للتركيبة اللبنانية، ولا أحد يرغب فى إلحاق الضرر بلبنان، وإذا كان القرار مسَّ طرفاً فى لبنان فهذا الأمر ليس بجديد».

من جانبه، قال الرئيس اللبنانى ميشال عون أثناء استقباله «أبوالغيط» إن «لبنان ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التى تشهدها دول عربية»، وإن «لبنان لم يعتدِ على أحد، ولا يجوز بالتالى أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمنى والسياسى». وأكد أن «لبنان لا يمكن أن يقبل الإيحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة فى أعمال إرهابية»، لافتاً إلى أن «الموقف الذى اتخذه مندوب لبنان لدى الجامعة العربية يعبر عن إرادة وطنية جامعة». وأوضح أن «لبنان واجه الاعتداءات المستمرة منذ عام 1978 حتى عام 2006، واستطاع تحرير أرضه»، وأن «الاستهداف الإسرائيلى لايزال مستمراً، ومن حق اللبنانيين أن يقاوموه ويحبطوا مخططاته بكل الوسائل المتاحة».

كان «أبوالغيط» أكد لدى وصوله مطار الحريرى الدولى أن الدول العربية تتفهَّم وتراعى لبنان وتريد تجنيبه أى خلاف. وأوضح أنه لم تكن هناك «إدانة للحكومة اللبنانية، هناك تركيز على طرف محدد، وهذه ليست قصة جديدة، والجامعة اتخذت هذا الموقف سابقاً منذ سنتين». وكان فى استقبال «أبوالغيط» سفير مصر لدى لبنان نزيه النجارى وسفير الجامعة العربية عبدالرحمن الصلح.

وقال «أبوالغيط»، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه برى، إن «الجميع يعترف بخصوصية لبنان وتركيبته، ولا أحد يبغى أى ضرر له»، مؤكداً أنه «لا يمكن أن تكون الأرض اللبنانية مسرحاً لأى صدام عربى - إيرانى، ولا يجب أن تدفع ثمن الصراعات العربية والإقليمية». وأوضح: «لا أحد يتهم الحكومة اللبنانية بالإرهاب، بل الإشارة تأتى إلى أن أحد شركاء الحكومة متهم بالإرهاب». ورداً على تعليق برى حول بيان الجامعة قال: «آتٍ من بلد حارب إسرائيل وتصدى لها، ومن يرفض الظلم والعدوان الإسرائيلى أقف معه».

رد وزير الدفاع اللبنانى، يعقوب الصراف، المقرب من «حزب الله»، على بيان وزراء الخارجية العرب، قائلا: «لا تعليق»، واعتبر أن عدم مشاركة وزارة الخارجية اللبنانية أبلغ رد على البيان، لأنها الوزارة الوحيدة التى كان يتسنى لها الخوض فى هذا الأمر. وأضاف، فى تصرحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «كوزير دفاع، لا أريد التعليق على أسباب استقالة الحريرى، خاصة أن عودته إلى لبنان هى التى ستجاوب على كل شىء».

وقال وزير الإعلام اللبنانى، ملحم رياشى، أحد ممثلى حزب «القوات اللبنانية» المعارض لـ«حزب الله» إن لبنان «حريص على العلاقة مع السعودية، وعلى حماية أكثر من 200 ألف لبنانى هناك»، وإن الموقف هو «ضد سلاح حزب الله خارج الدولة وضد قتاله فى سوريا وضد الصفقات داخل الدولة». وقال إن استقالة الحريرى «وفرت على وزراء القوات اللبنانية إعلان استقالتهم»، نافياً وجود شرخ بين الحريرى والسعودية.

وقال السفير المصرى نزيه النجار إن القاهرة تتحرك باهتمام فى مساعيها لإنهاء الأزمة، إلا أنها تفضل إجراء اتصالات هادئة والتنسيق مع الأطراف المعنية حرصا على نجاح اتصالاتها، وأن الأجواء التى سادت الجولة العربية التى قام بها وزير الخارجية سامح شكرى كانت أجواء إيجابية.

وتأتى زيارة «أبوالغيط» إلى لبنان غداة الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب فى القاهرة بطلب سعودى، الذى شارك فيه لبنان عبر مندوبه الدائم لدى الجامعة، وغاب عنه وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل، ولاقى قرار وزراء الخارجية بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية انتقادات من قبل إيران وفصائل فلسطينية مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامى»، فى حين أجرى وزير الخارجية اللبنانى اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية عدد من الدول العربية، أعلن خلالها «رفض لبنان وصف بيان الجامعة للحزب بالإرهابى»، معتبراً أن «حزب الله مكون أساسى من الشعب اللبنانى».

وقال مندوب لبنان لدى الجامعة العربية، أنطوان عزام، إن جدول أعمال اجتماع القاهرة كان يتضمن بنوداً تدين الحكومة اللبنانية، وبـ«فضل الجهود الدبلوماسية استطعنا أن نلطف من صيغة البيان». ونشرت الصفحة الرسمية لرئيس مجلس النواب نبيه برى، عبر موقع «فيس بوك»، تعليقاً على قرار الجامعة العربية: «شكراً وعذراً، الشكر لله وعذراً أننا فى لبنان قاتلنا إسرائيل». وقالت صحيفة «الجمهورية» اللبنانية إن «برى» ذكر عن الاتصال الذى تلقاه من رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريرى، أنه كان اتصالاً قصيراً، وأنه اطمأن عليه، و«اتفقنا على أن نتكلم فى بقية الأمور عندما يعود». وقال: «لا معلومات أكيدة حول ما يحمله الحريرى». وذكرت صحيفة «النهار» اللبنانية أن رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريرى أجرى من مقر إقامته فى باريس سلسلة اتصالات شملت لبنان ودولاً عربية من أجل تجنيب لبنان خطر عقوبات صارمة. وتوقعت مصادر أن لقاء الحريرى مع رئيس الجمهورية سيكون الخميس المقبل.

وأعلنت العلاقات الإعلامية فى «حزب الله» أن الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، سيلقى كلمة يتناول فيها تطورات المنطقة والأوضاع الراهنة.

وهاجمت إيران الجامعة العربية، وقالت إن البيان الذى أصدرته «لا قيمة له». وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإيرانى، حسين نقوى حسينى، إن السعودية «تدرك أن (حزب الله) مستعد لمواجهة أى تهديد، وأن التصرفات السعودية لن تثمر». وأكد أن «(حزب الله) سيدافع بكامل قدرته فى حال حدوث أى تهديد أو اعتداء». وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية الاجتماع، ووصفت بيانه الختامى بـ«عديم القيمة».

وقال عضو المكتب السياسى لـ«حماس»، موسى أبومرزوق، على «تويتر»: إن «النقطة الأولى على جدول أعمال مؤتمر الحوار الفلسطينى فى القاهرة أن (حزب الله) ليس (منظمة إرهابية)». واستهجنت «الجهاد الإسلامى» ما سمته «خلو البيان الختامى لاجتماع وزراء الخارجية من أى إدانة أو ذكر للعدوان الإسرائيلى المتواصل ضد فلسطين».

وأعلن وزير الدولة الإماراتى للشؤون الخارجية أنور قرقاش، عبر «تويتر»، أن «القرار المهم الصادر عن الجامعة العربية يدين سياسات إيران التى تهدف إلى عدم الاستقرار الإقليمى، كما يدين برنامج إيران الصاروخى وطبيعة أنشطة (حزب الله) الذى يلعب دوراً كبيراً بالنيابة عن إيران لزعزعة استقرار المنطقة».