عشرون دقيقة فقط زمن الرحلة من الطريق الدائرى إلى مدينة بنها بالسيارة، عبر محور بنها- شبرا الخيمة «الطريق الحر»، الذي شهد قبل أيام، تصادماً بين 24 سيارة، ما تسبب في تعطل الحركة عليه، وإصابة 9 أشخاص، وتحطم 12 سيارة.
بعد مرور 45 يوما على افتتاح الطريق الجديد، ورغم كل النجاحات والمميزات التي وفرها، فإن هناك بعض السلبيات، التي اعتبرها البعض مشكلات سوف تؤدى إلى وقوع حوادث وكوارث على هذا المحور المهم، ومن بينها عدم الإنارة ليلا، وكثرة الحوادث عليه صباحا، خاصة في موسم الشتاء، لكثافة الشبورة المائية، وارتفاع ثمن «كارتة» العبور للطريق، وعدم وجود رقابة مرورية عليه بالرادار، وعدم معرفة السرعات المقررة عليه حتى الآن.
«المصرى اليوم» رصدت معاناة المواطنين أثناء سفرهم على «الطريق الحر»، حيث يقول أحمد صلاح، طبيب، إنه يستخدم الطريق يوميا من بنها إلى القاهرة، ويعبر المحور في حوالى 25 دقيقة، لكن تبدأ مأساته عندما يقرر النزول إلى الطريق الزراعى لاستكمال طريقه إلى منطقة عبود، موضحا أنه يقطع هذه المسافة في 90 دقيقة، لافتا إلى أن الطريق يشكل نقلة حضارية عظيمة لمصر.
وطالب بأن تتم إنارة الطريق ليلا، لافتا إلى أن أعمدة الإضاءة موجودة فقط في منطقة «الكارتة»، وباقى الطريق مظلم، ودون أعمدة.
وقال إسماعيل جودة علام، مدرس، إن إنشاء طريق موازٍ للطريق الزراعى وبديل له يُعد إنجازا لمصر، مطالبا بضرورة إلزام سائقى سيارات النقل الثقيل بالسير على الطريق الحر، وتَرْك الطريق الزراعى، لأن سيرهم فيه يسبب كوارث للمواطنين على هذا الطريق، كما أن الطريق القديم أصبح لا يستوعب الحركة المرورية عليه، مشيرا إلى أن الطريق الجديد من أنجح المشروعات التي شهدتها مصر، لكن يحتاج الكثير من التدعيم بدوريات أمنية وكمائن ثابتة ومتحركة، خاصة بالليل.
السائقون كان لهم رأى آخر، إذ شكا عدد منهم ارتفاع قيمة الكارتة، وكذا سوء حالة الرصف في بعض الأماكن على الطريق، حيث توجد عدة مطبات عشوائية جراء الرصف العشوائى، فضلا عن عدم تحديد الاتجاهات، والسير عكس الاتجاه، دون قواعد مرورية وعلامات إرشادية.
كمال أبوالخير، سائق بموقف كلية الزراعة- بنها، قال إن كارتة الطريق للسيارات الملاكى والأجرة 15 جنيها، والنقل 40 جنيها، والأتوبيس 30 جنيها، ويتم الدفع في الذهاب والعودة يوميا، ما يتطلب زيادة تعريفة الركوب، لكى يتحمل الراكب قيمة دفع الكارتة وليس السائق بمفرده، مشيرا إلى أن الطريق به مطبات عشوائية جراء عملية الرصف العشوائى والمنحنيات التي تمثل خطورة، فضلا عن سير بعض السيارات عكس الاتجاه، وتعريض حياة السائقين والمسافرين للخطر.
وقال أيمن حمودة، سائق ميكروباص بمجمع مواقف بنها، إن الطريق الحر ليس للسائقين «الغلابة»، لكن لأصحاب السيارات الفارهة، بسبب ارتفاع قيمة الكارتة في مسافة قصيرة بالمقارنة بباقى الطرق في المحافظات، مشيرا إلى أنه سوف يستمر في السير على الطريق الزراعى القديم، لعدم تحميل الركاب أعباء مالية وعدم إحداث مشاجرات، بسبب رفضهم زيادة تعريفة الركوب، للإسهام في دفع قيمة الكارتة المُبالَغ في قيمتها، موضحا: «ارتفاع قيمة الكارتة حرمان لأصحاب سيارات الأجرة من السير في الطريق الحر».
وطالب عبدالله عادل كمال، سائق، بإصدار قوانين ملزمة وصارمة لإجبار سائقى سيارات النقل على السير بالطريق الحر «شبراـ بنها»، وترك الطريق الزراعى للسيارات الأجرة والملاكى، موضحا أنه إذا لم يتم إجبار سائقى سيارات النقل الثقيل على استخدام الطريق الحر الجديد، فسوف تستمر الحوادث ومشاكل الطريق الزراعى، بسبب الهروب من دفع كارتة الطريق الحر، وخلق تكدسات على الطريق الزراعى «بنها- القاهرة».
وقال هانى السعيد، مأمور ضرائب، إن لديه سيارة ملاكى يقودها يوميا للذهاب إلى عمله في القاهرة، وإنه يستخدم الطريق الحر، ويدفع كارتة يوميا 30 جنيها، بالتزامن مع غلاء البنزين، ما يزيد من الأعباء المادية على أسرته، مشيرا إلى أن الحكومة تخلق أزمة جديدة وأعباء إضافية على المواطنين برفع تسعيرة الكارتة.
وأضاف: «كيف لموظف أن يدفع يوميا 30 جنيها (رايح جاى)، أي ما يعادل 900 جنيه شهريا؟!»، موضحا أن سائقى سيارات النقل يدفعون 40 جنيها كارتة، ما يجعلهم يهربون إلى الطريق الزراعى، لأنه دون «كارتة»، ما يسبب تكدسا وازدحاما، ولذلك، فالمواطن لا يشعر بأى تغيير، بعد الانتهاء من الطريق واستخدامه.
وقال المهندس فخرى مختار، استشارى المحافظة للطرق والنقل، إن طريق بنها شبرا «الحر» يبدأ من منطقة الطريق الدائرى بناحية أم بيومى، وينتهى عند منطقة الدائرى الإقليمى ببنها، وإن الطريق يُعد المشروع «رقم 1» في مصر، لأنه يربط الطريق الدائرى القديم بالطريق الدائرى الإقليمى الجديد، بالإضافة إلى أنه أول طريق «حر» من نوعه في الدلتا، دون تقاطعات، للحد من أي حوادث حفاظا على حياة المواطنين.
وأوضح أن الطريق يصل عرضه من 8 إلى 10 أمتار، ويصل طوله إلى 40 كيلومترا، بالإضافة إلى طرق جانبية عرضها من 6 إلى 12 مترا، لخدمة المواطنين، ليتمكنوا من رعاية أراضيهم الزراعية الموجودة أسفل الطريق، وأن هذه الطرق تم تنفيذها كاملة على نفقة هيئة الطرق والكبارى لخدمة المواطنين، مشيرا إلى أن هناك أعمالا تُستكمل بالطريق، مثل إنشاء محطات خدمة وقود، وتدخل سريع، ووحدات إسعاف، ومرور.
وقال المهندس مصطفى عباس، سكرتير عام محافظة القليوبية، إن طريق بنها- شبرا الخيمة الجديد تكلفته نحو 4 مليارات جنيه، ويربط الطريق بين «دائرى القاهرة الكبرى والدائرى الإقليمى»، كما يرتبط بطريق بنها- الزقازيق، الذي يتقاطع معه كوبرى علوى، مشيرا إلى أن الطريق يضم 62 كوبرى، بواقع 38 كوبرى و24 نفقاً، وأن الكبارى الموجودة عليه مصممة لتحمل 170 طنا، رغم أن كود الكبارى الجديد حاليا حمولات 100 طن، وأنه تم إجراء اختبارات على جميع طبقات إنشاء الطريق للتأكد من تنفيذه وفقاً للمواصفات القياسية.
وأضاف: «حرم الطريق الحر خط أحمر، ولن يُسمح بالتعديات عليه، حتى لا يتحول لمأساة الطريق الدائرى»، مشيرا إلى أن هناك تعليمات مشددة لرؤساء المدن الواقع في نطاقها الطريق بإزالة كل المبانى المخالفة والتعديات على الأراضى الزراعية في أسرع وقت ممكن، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين.
وتابع أن الشركة الوطنية للطرق تتولى إدارة وتشغيل الطريق، مقابل نسبة من إيراداته، موضحا أن الإدارة العامة للمرور انتهت من تجهيز أكمنة الرادار الثابتة والمتحركة على الطريق، للسيطرة على مخالفات السير، حفاظا على أرواح المواطنين.