حملت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان «الأصوليين الإسلاميين» مسؤولية أعمال العنف الأخيرة التى وقعت فى سوريا، والتى اعتبرت أنها تستهدف ضرب التعايش الدينى فيها، معتبرة أن هذه المحاولة ستفشل «كما فشلت محاولات أخرى فى السابق»، بينما نفى رياض الشقفة المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» السورية، التى خاضت مواجهات دامية مع نظام الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد فى الثمانينيات، أن تكون قد قررت العودة إلى العمل المسلح بمواجهة نجله بشار، الذى يتعرض لاختبار صعب فى الشارع شهد منذ بدايته سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقالت شعبان فى مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد، إن «الأصوليين هم الذين يقفون وراء هذه الأحداث، بسبب حقدهم على سوريا التى تعتبر مثالاً للتعايش، وهدفهم هو ضرب هذا التعايش»، موضحة أن هناك أجانب وسوريين بين الأشخاص الذين يتم استجوابهم، وتابعت شعبان قائلة «إلا إننا نثق بشعبنا لأنه هو وليس الحكومة الذى هزم الاخوان المسلمين عام 1982». وأضافت المستشارة الرئاسية السورية أن «الإخوان المسلمين لا ينسون ويعتقدون أنهم يستطيعون إعادة الكرة مستفيدين مما حصل فى تونس ومصر (...) إلا أن الوضع مختلف فى سوريا، وسيفشلون مرة جديدة»، واعتبرت أن «دوافعهم مختلفة تماما ولا علاقة لها على الإطلاق بالمطالب المشروعة للشعب السورى». وفى المقابل، نقلت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية عن المراقب العام للإخوان المسلمين فى سوريا رياض الشقفة، الذى يعيش خارج سوريا بسبب القوانين الصارمة المطبقة والتى تفرض عقوبات قد تصل إلى الإعدام على المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الإخوان، نفيه مشاركة أنصاره فى التحركات على الأرض. وأضاف «فى إطار الارتباك الذى يعيشه النظام السورى أمام الانتفاضة الشعبية ضد الاستبداد والفساد، حمّلت وكالة الأنباء السورية (سانا) جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية انتفاضة الحرية والكرامة التى يقوم بها الشباب السورى الوطنى بكل أطيافه، ونسبت إلى المراقب العام شخصياً أنه هدد قبل شهرين بالعودة إلى العمل المسلح»، نافياً ما أوردته الوكالة، وأكد أن «الجماعة ملتزمة نهج العمل السلمى الديمقراطى»، معتبراً أن ما يجرى فى سوريا «حراك وطنى محض، وليس لتنظيمنا علاقة مباشرة به». ورأى أن ما وصفه بـ«إرهاب المواطنين» لن يكون بعد اليوم طريقة ناجحة للحفاظ على كرسى السلطة.
وكانت قوات حافظ الأسد قتلت الآلاف فى مدينة حماة الشمالية ودمرت جانباً كبيراً من الحى القديم لإخماد انتفاضة مسلحة لجماعة «الإخوان المسلمين» عام 1982.
ومن ناحية أخرى، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان- ومقره لندن- فى بيان، الأحد، إن السلطات السورية اعتقلت عشرات المعارضين خلال مظاهرات جرت الجمعة فى سوريا. وعدد البيان أسماء 41 شخصاً قال المرصد إنهم اعتقلوا فى دمشق وحمص ودير الزور ومدن أخرى.
وفى تلك الأثناء، ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أن 2 من صحفيى تليفزيون الوكالة- هما المخرجة آيات بسمة والمصور عزت بلتاجى اللبنانيان- فقدا فى سوريا، فيما كان يتوجهان صوب الحدود مع لبنان. وقالت الوكالةإنها اتصلت «بالسلطات المعنية فى سورية وطلبنا مساعدتها فى تأمين عودة آمنة للزميلين إلى بلادهما».
وبينما استبعدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أمس تدخل الولايات المتحدة عسكرياً فى سوريا بالطريقة التى تدخلت بها فى ليبيا، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الولايات المتحدة بدأت اتصالات وسط تكتم شديد مع الرئيس السورى لحضه على وضع حد لأعمال العنف ضد شعبه، وقالت الصحيفة إن السفير الأمريكى الجديد فى دمشق روبرت فورد دعا الأسد إلى إظهار أكبر لضبط النفس.