سيطر مسلحون على مدينة جعار وعدة مناطق أخرى مجاورة فى محافظة أبين جنوب اليمن الاثنين، وذلك بعد مواجهات عنيفة الأحد مع الجيش اليمنى. وأكدت مصادر أن مئات المسلحين يتجولون فى شوارع جعار التى يقطنها مئات الآلاف مستخدمين العربات المدرعة والأسلحة الرشاشة، بحسب ما ذكرته الجزيرة.
وقال مصدر أمنى، رافضا كشف هويته، إنه بعد مواجهات أدت إلى قتيل وجريح «وقعت جعار والقرى المجاورة لها فى أيدى القاعدة».وأضاف: «لم يعد هناك وجود للسلطات المحلية فى جعار حيث سيطر مقاتلو القاعدة على المبانى العامة وبينها إذاعة محلية، واستراحة خاصة بالرئيس اليمنى يقيم بها خلال زياراته للمنطقة».
يأتى ذلك بينما ذكرت تقارير رسمية يمنية أن قوات الأمن ألقت القبض على 6 من عناصر تنظيم القاعدة فى الجزيرة العربية، وقتلت 3، وذلك فى مواجهات مستمرة منذ يومين بمدينة لودر، فى حين قتل 7 من عناصر الجيش بكمين فى مأرب وأصيب 8.
وقال أحد سكان بلدة الحصن المجاورة إن مسلحين من السلفية الجهادية نصبوا، أمس الأول، نقاط تفتيش حول مصنع قديم للذخيرة وفى البلدة حيث يجوبون الشوارع فى دوريات ويفتشون السيارات.
وشهدت المدينة الاثنين اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات من الجيش اليمنى، وقصفت طائرات حربية يمنية وسط المدينة وأطرافها بعد سيطرة مسلحين يشتبه فى أنهم من تنظيم القاعدة السبت الماضى على عدة مبان حكومية فى البلدة. وفى الوقت الذى أكدت فيه شخصيات معارضة توقف المفاوضات مع الرئيس اليمنى على عبدالله صالح بصورة كاملة دون خطط لاستئنافها، أعلن الرئيس اليمنى أنه لن يقدم المزيد من التنازلات بعد الآن. وقال صالح، مخاطباً حزبه المؤتمر الشعبى الحاكم: «كلما جاءت مطالبهم ولبيناها ارتفع سقف المطالب مرة أخرى، ونحن عندما نلبى هذه المطالب ليس من ضعف وإنما لتجنب إقلاق أمن الوطن وإراقة الدماء وإزهاق الأنفس». تأتى هذه التصريحات بعدما أعلن أحد مساعدى قائد المنطقة الشمالية الغربية فى الجيش اليمنى اللواء على محسن الأحمر أن المفاوضات بشأن انتقال السلطة من الرئيس صالح توقفت مساء السبت الماضى، ولا يتوقع أن تستأنف فورا.
واتهمت المعارضة صالح بتسليم المدينة إلى تنظيم القاعدة لاستدراج أنظار العالم صوب خطر التنظيم من أجل مساندته فى محاولته للتمسك بالسلطة واستخدام القوة ضد أبناء الشعب، كما شن القيادى بحزب الإصلاح المعارض، حميد الأحمر، هجوماً قاسياً على الرئيس على عبدالله صالح، مشبهاً إياه بـ«الأفعى».
وقال الأحمر، القيادى فى التجمع اليمنى للإصلاح، أكبر أحزاب المعارضة التى تعمل تحت مظلة تجمع «المشترك» الذى يضم جميع أحزاب المعارضة، إن الرئيس اليمنى يناور كثيراً على صعيد المطالب السياسية التى قدمتها المعارضة دون الاستجابة لها. وردا على اتهام صالح للحوثيين بالانشقاق عن الدولة المركزية، أعلن الناطق الرسمى لجماعة الحوثيين محمد عبدالسلام، أمس الأول، أن بقاء الرئيس صالح ونظام حكمه هو الخطر الحقيقى على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها.