«زي النهاردة».. صدور قانون رقم 49 لإصلاح الأزهر 15 نوفمبر 1930

كتب: ماهر حسن الأربعاء 15-11-2017 01:26

منذ 972 م- 359 هجرية والجامع الأزهر 359-361 هجرية 970-972م وهو من أهم المساجد في مصر اشهرها في العالم الإسلامي وهو كجامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام بالرغم من أنه أنشأ لغرض نشر المذهب الشيعي عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر.

وخلال حكم أسرة محمد على زاد الاهتمام بالأزهر وكان من أعظمها إنشاء نظام الكليات في الأزهر الشريف ،وكان أهم ما يميز النهضة الإدارية للأزهر في فترة الشيخ محمد عبده أن وضع أموالًا كبدل للكسوة لأن الكساوى كانت توهب من الحاكم فجعل الخديو عباس يخصص بدلًا منها أموالًا توزع على المشايخ والعلماء وقد تعاقب على الأزهر كوكبة من العلماء منهم المحافظين ومنهم من أراد تطوير الأزهر كجامع وجامعة كما تزايد اهتمام الحكام المتعاقبين على مصر بشأن الأزهر ولم يفكروا أن يقسموا الدراسة حسبما هو كائن آنذاك من مذاهب فقهية فأنشأوا نظام الكليات لا على حسب المذهب الفقهي ولكن على حسب العلوم الإسلامية، فالعلوم التي تتعلق باللغة العربية جعلوا لها كلية اللغة العربية، والعلوم التي تتعلق بالإفتاء والقضاء أنشئت لها كلية الشريعة.

وأما علوم أصول الدين وما يتصل به من تفسير وحديث فقد أنشأوا لها كلية أصول الدين وقد مرالأزهر بعدد من التشريعات والقوانين لتطويره وإصلاحه فصدرت عدة قرارات بشأن تنظيم شؤون الأزهر وإصلاحه وتطويره ومن هذه القوانين.

فصدر قانون عام 1872م – 1287هـ لتنظيم الحصول على العالمية ويصدر له براءة من الحاكم وله ثلاث درجات يدرس فيها العلوم الأحد عشر وهي: الأصول – الفقه – التوحيد – التفسير – الحديث – النحو – الصرف – علوم البلاغة – المنطق – البديع وحدد العطلات الدراسية والامتحانات وأن يكون امتحان طالب العالمية أمام لجنة من ستة علماء بالأزهر يختارهم شيخ الجامع.

ثم قانون عام 1895م – 1313هـ وصدر هذا القانون خلال مشيخة الشيخ حسونة النواوي بعد صراع بين طرفي النزاع في قبول الإصلاح ورفضه لكن أهم ما يميزهذا القانون أن علماء الأزهر هم الذين طالبوا به وطلبوه من الخديوي عباس وتبعا لهذا القانون أصبح للجامع الأزهرمجلس يسمى (مجلس إدارة الأزهر ) ونظم رواتب العلماء وأُدخلت علوم إلى جانب العلوم) الأحد عشر وهي الأخلاق، ومصطلح الحديث، والحساب والجبر، والعروض والقوافي، وفقه اللغة والإنشاء، والتاريخ الإسلامي، ومباديء الهندسة، وتقويم البلدان، والخط.

وقد أصبح للأزهر مجلس إدارة يمثل فيه المذاهب الأربعة علاوة على أن الشيخ محمد عبده والشيخ عبدالكريم سليمان كانا ممثلين للحكومة فيه وعدد أعضاء المجلس 15 عضوًا غير الرئيس، ويجتمع كل 15 يوما ومهامه وضع كيفية التدريس بالأزهر وجعلت الدراسة بالأزهر فترتين الأولى ثماني سنوات يعطى الخريج بعدها شهادة الأهلية،وبعدها يقضي الطالب أربع سنوات يمنح بعدها شهادة العالمية،ولقد استطاع المجلس أن ينظم الرواتب ويعنى بالشئون الصحية لطلاب الجامع الأزهر ،وأصبح له ميزانية ثابتة ومستقلة في ميزانية الدولة، ثم كان قانون عام 1899م – 1314هـ،الذي نظم العطلات الدراسية بالأزهر ومواعيد الدرسة به وتدريس ثلاثة أنواع من العلوم بالأزهرهي علوم المقاصد علوم الوسائل العلوم العقلية التي كانت غير موجودةضمن المنهج الدراسي للأزهروجعلالدراسة على ثلاث مراحل، كل مرحلة مدتها خمس سنوات دراسية، كما حدد القانون الإجازات وبين أن شهادة الأهلية – ابتدعها هذا القانون – لتخريج أئمة وخطباء للمساجد، والطالب كان يمتحن أمام لجنة مكونة من ثلاثة علماء برئاسة شيخ الجامع الأزهر وتمنح له الشهادة .وهذه الشهادة كانت لا تختم من الخديوي بل يوقع عليها شيخ الجامع الأزهر، أما شهادة العالمية فكانت تختم من الخديوي، وشهادة الأهلية كان يحصل عليها الطالب بعد أن يقضي ثماني سنوات مواظبًا عل العلم واستيعاب العلوم المقررة عليه في أروقة الجامع الأزهر الشريف.

ثم كان قانون عام 1908م – 1326هـ :،والذي صدرعقب إنشاء مدرسة القضاء الشرعي عام 1907وجعل الامتحان إجباريًا في المراحل الثلاث التي بينها قانون عام 1899م وكان هذا القانون خلال حكم الخديوي عباس، ولقد دعت الحاجة الملحة إلى إصداره حتى لا تطغى مدرسة القضاء الشرعي على خريجي الأزهرويسلب منه الحق في التعيين كقضاة شرعيين وبين أن الأزهر يقوم بإدارته مجلس عالٍ يرأسه شيخ الأزهر ومعه ستة أعضاء هم المفتي وشيوخ الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة واثنان من موظفي الحكومة، وهذا القانون قد قصر مدة الدراسة بالأزهر على اثنتي عشر عامًا وبين أن الدراسة على ثلاث مراحل، كل مرحلة أربع سنوات

ثم جاء قانون 1911م – 1329هـ :في عهد الشيخ سليم البشري في مشيخته الثانية وأصبحت الدراسة لمدة 15 عامًا،المرحلة الابتدائية والثانوية يدرس بها العلوم العقليةمع العلوم الدينية أما المرحلة العالية فيدرس بها العلوم الدينية وأنشيء أيضًا تبعًا لهذا القانون( هيئة كبار العلماء) ومهمتها تدريس العلوم الدينية بالقسم العالي، كما نص على أن لكل مذهب شيخًا يمثله بالجامع الأزهر كمانص على جواز تعيين وكيل للجامع الأزهر وعلى إنشاء هيئة تشرف على الجامع الأزهروهي (مجلس الأزهر الأعلى)

ثم جاء قانون 1923م – 1342هـ: في عهد الشيخ أبوالفضل الجيزاوي ونص على جعل مدة الدراسة 16 عامًا علاوة على زيادة مرحلة التخصص ،وكانت هذه المرحلة بداية لإلغاء مدرسة القضاء الشرعي التي ضمت إلى قسم القضاء بالتخصص الذي استرده الأزهر أخيرًا،ويلتحق به الطلاب بعد الحصول على العالمية وكانت أقسام هذا القسم هي قسم للتفسير،وقسم للحديث وقسم للغةوالأصول،وقسم للنحو والصرف،وقسم للبلاغة والأدب، وقسم للتوحيد والمنطق، وقسم للتاريخ والأخلاق

ثم صدر القانون رقم 49 لسنة 1930 «زي النهاردة» في 15نوفمبر 1930 بإنشاءالكليات مما استتبعه تقاطرالآلاف من شباب العالم لتلقي العلم في كليات جامعة الأزهربتخصصاتها ليبدأ الأزهرعهدًا جديدًا ،وألغي الشيخ الظواهري مدرسة القضاء الشرعي والاستعاضة عنها بكلية الشريعة حين صدر القانون رقم 49 لسنة 1930م، ويتميز هذا القانون بأنه جعل الدراسة في المرحلة الابتدائية أربع سنوات، وألغى القسم العالي في الأزهر واستبدل به ثلاث كليات مدة الدراسة في كل منها أربع سنوات، وهذه الكليات هي الشريعة واللغة العربية وأصول الدين

ثم صدر قانون عام 1936م: في عهد الشيخ المراغي وكان يهدف إلى جعل الدراسة بالأزهر ابتدائية وثانوية وعالية ومرحلة تخصص ،وهذا القانون بيَّن اختصاصات ( جماعة كبار العلماء ) كما بين العلوم التي تدرس في كليةاللغة العربية والشريعة وأصول الدين.

ثم صدرقانون عام 1961م: والذي أريد به إعطاء الأزهر فرصة أوسع لخدمة الدعوة الإسلامية فأُنشئت الكليات العلمية، وبين اختصاصات هيئة الأزهر وإداراته وهي المجلس الأعلى للأزهرمجمع البحوث الإسلامية وإدارة الثقافة والبعوث الإسلامية وجامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية ،وقد نص هذا القانون في المادة 33 على أن جامعة الأزهر تختص بكل ما يتعلق بالتعليم العالي وبالبحوث التي تتصل بهذا التعليم أو تترتب عليه.