أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر وزامبيا ارتبطتا بعلاقات متميزة على مدار عقود، قوامها الحرص على تحقيق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، وللقارة الأفريقية التي تفخر الدولتان بالانتماء إليها.
وأضاف السيسي أن المباحثات مع نظيره الزامبي شهدت مناقشة سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما على الصعيدين التجاري والاستثماري، مشيرًا إلى أنه اتفق مع الرئيس «لونجو» على اتخاذ كل الإجراءات والخطوات اللازمة لتيسير وزيادة التبادل التجارى بين البلدين وتشجيع المشروعات المشتركة في القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وأشار إلى أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة مع تزايد نشاط الشركات المصرية العاملة في زامبيا في العديد من المجالات، كالكهرباء والاتصالات والإنشاءات، وأؤكد لكم تطلع مصر إلى مزيد من التعاون لاستغلال الفرص المتاحة لدى البلدين.
وأكد الرئيس حرص مصر على الاستمرار في تطوير علاقتها المتميزة مع زامبيا في مختلف المجالات، مشيرا إلى أنها لا تدخر وسعاً في سبيل تقديم الدعم الفنى لزامبيا في عدة مجالات، وخاصة المجال الطبى من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وكذلك في مجال بناء القدرات من خلال الدورات التدريبية المختلفة التي تقدمها الوكالة في العديد من المجالات المتخصصة.
وقال إن مصر حريصة على التشاور المستمر مع الجانب الزامبى والتنسيق معه في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يساهم في تعزيز الاستقرار والسلام في القارة الأفريقية بشكل عام، خاصة في ظل عضوية البلدين في مجلس السلم والأمن الأفريقي.
ولفت إلى أن المباحثات شهدت تطورات الأوضاع في القارة الأفريقية، وسبل تعزيز العمل الأفريقي المشترك، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على أهمية تكثيف الجهود معاً والاستمرار في التنسيق والتشاور لما فيه صالح قارتنا الأفريقية.
وأضاف أنه تم الاتفاق أيضًا على أهمية المضي قدماً في تفعيل جهود الاندماج والتكامل الأفريقي بخطى عملية ثابتة تحقيقًا لأجندة التنمية 2063، فضلاً عن تعظيم الاستفادة من التجمعات الإقليمية الأفريقية القائمة، ومنها تجمع الكوميسا الذي تنتمي إليه كل من مصر وزامبيا.
وأكد السيسي حرص مصر على التواصل مع أشقائها من الدول الأفريقية والتنسيق معهم في مختلف المجالات، وفى ظل سعى الدولتين وكل دول القارة وتطلعها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار، مؤكدا أن مصر ستبذل أقصى ما في وسعها لتعزيز التعاون المشترك مع زامبيا ومختلف دول القارة لنخطو معاً على درب النجاح والتقدم، ولكى تحظى شعوب الدولتين والقارة بما تستحقه من حياة كريمة آمنة.
ومن جانبه، تقدم الرئيس الزامبي إدجار شاجوا لونجو بالشكر للرئيس السيسي لدعوته لزيارة مصر.
وأضاف أن زامبيا شهدت علاقات وطيدة مع مصر منذ عام 1964، مشيرًا إلى أنه منذ ذلك الحين تعاون البلدان في مختلف المجالات، من بينها الاستثمار والشباب والرياضة والصحة والأمن والسياحة.
وأوضح لونجو أن توقيع اتفاقيات مهمة في مجالات عدة، يعكس أواصر العلاقات الوطيدة بين البلدين، معربًا عن تطلعه للجولة التالية بين مصر وزامبيا والتي ستعقد مباحثاتها حول تنفيذ اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين.
وقال لونجو إن زامبيا بها عدد من الشركات المصرية التي تستثمر في مختلف المجالات، معربا عن رغبة بلاده في مشاركة المزيد من الشركات المصرية في الاقتصاد الزامبي، خاصة في مجال الزراعة باعتباره المحرك الأساسي للاقتصاد في زامبيا.
وأكد أن زامبيا تدعم كل الجهود من أجل تعزيز التنمية والسلام في القارة الأفريقية، وذلك من أجل تنمية أفريقيا متكاملة ومتحدة ومندمجة وتستمتع بالسلام والأمن كما هو في جدول أعمال 2063.
وأعرب عن تقديره لجهود مصر في تحقيق الأمن والسلام في القارة والشرق الأوسط، مؤكدا أن البلدان سيواصلان التعاون في هذا الصدد.
وأشار إلى أن أفريقيا تتطلع إلى مقعد دائم في مجلس الأمن كي نؤكد أن أفريقيا لها دور مهم، معربا عن تطلعه لأكثر من مقعد أيضا في المنظمة الدولية.
وأضاف أن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة سيواصلان تقاسم الموقف المشترك بشأن القضايا الدولية، منها السلام والتنمية والاستقرار وحقوق الإنسان وتغير المناخ ومكافحة الفساد والالتزام نحو الحوكمة والحكم الرشيد الديمقراطي.
وأعرب لونجو، في نهاية كلمته، عن شكره للرئيس السيسي وتطلعه لتعاون أعظم وتحقيق المصلحة المشتركة لشعبي البلدين.
ومن ناحية أخرى، عقد الرئيس جلسة مباحاثت مع إدجار شاجوا لونجو لبحث دعم التعاون وآخر التطورات على الساحة الأفريقية.
وشهدت المباحاثات تعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول التحديات التي تواجه المنطقة وسُبُل التصدي لها، فضلًا عن استعراض رؤية مصر تجاه التطورات في المنطقة وسبل التعامل مع الأزمات القائمة، فضلًا عن تعزيز التعاون مع دول القارة الأفريقية، بجانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبحث التحديات التي تواجه المنطقة والقارة الأفريقية.