محمد الذى أصبح «جزار الثورة» يعيد تقييم علاقة المواطن بـ «اللحمة»: اشترى 5 كيلو تاخد 6

كتب: أيمن هريدي الأحد 27-03-2011 19:01

فى محاولة لإثبات أنه مصرى إيجابى يؤمن بمبادئ الثورة وشارك فيها، قرر أن يعبر عن هذا بل ويحارب الغلاء ويتصدى لارتفاع الأسعار ويكسب ثقة أبناء منطقته، كل هذا بلافتة وضعها على شادر اللحوم الذى يفترشه فى شارع 9 بالمعادى، أعلن من خلالها إعادة تقييم علاقة المواطن المصرى العادى بالجزار، وعودة آمنة للحوم إلى المنازل بعد فترة غياب.

مبادرة محمد محمود، صاحب الشادر الذى أطلق عليه «جزارة الثورة»، تعتمد على بيع لحوم بلدية خاضعة لإشراف الطب البيطرى وبأسعار تناسب المواطن البسيط، ليقضى على جشع التجار ويعبر عن حالة الوحدة الحقيقية بين المصريين بعد الثورة، وكتب على لافتته «من أجل محاربة الفساد ومن أجل رفع المعاناة عن المستهلك.. لا تتعجب إنها إرادة الله، واللى يخاف يروح، عندنا لحم مدعم تحت إشراف مديرية الطب البيطرى بسعر 37 جنيه، وعلى كل 5 كيلو لحمة كيلو هدية».. محمود أكد أنه كان يحلم بمكان يبيع فيه اللحوم ويتخلص من العمل فى محال الجزارة التى شاهد فيها ألواناً من استغلال المواطنين، وقال: «كان نفسى فى شادر أبيع فيه واكسب من غير ما أسرق، وأعبر فيه عن حبى لمصر، والمشاركة فى بناء روح جديدة بعد الثورة التى وحدت الجميع».

محمود أكد أنه شارك فى الثورة منذ بدايتها، قائلاً: «كنت حريصا على المشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية لكن لظروف خاصة لم أتمكن من المشاركة وعموما أعتبر الموافقة على التعديلات خطوة مهمة للأمة لبدء البناء والإصلاح نحو مستقبل جديد يضمن لأولادنا حياة كريمة تكون نظيفة من الفساد الإدارى والرشوة والمحسوبية وغيرها من الأمور التى لطخت الثوب الجميل لمصرنا».. وأضاف: «طول عمرى حريص على البيع بالأسعار الحقيقية، وعدم استغلال الزبون»، وقال: «حرصت على تسمية الشارد بـ(جزارة الثورة)، لتكون مناسبة للحدث العظيم الذى أبهر العالم وحتى يتحمس مسؤولو الحى ويوافقوا على طلبى بإقامة كشك فى مكان الشادر أبيع من خلاله اللحوم».

محمود أكد أنه عانى مثل مئات الشباب من البطالة وجاءت الثورة لتنهى معاناتهم، وقال: «إحنا عملنا اللى علينا وقمنا بثورة، الحى بقى يعمل اللى عليه ويعمل لنا أكشاك نخدم منها بلدنا ونوفر لقمة عيشنا».