عيد «السياحة» فى سيوة: 3 أيام «فى حضن الجبل»

كتب: أحمد حامد الجمال الأحد 12-11-2017 00:08

بعيداً عن صخب المدينة وضجيج الآلة، شدت «المصرى اليوم» الرحال نحو حركة الشمس المتجهة ناحية الغرب، حيث واحة «سيوة» التي احتفلت منذ أيام بعيد «السياحة» الذي تحييه الواحة منذ أكثر من 200 عام تقريبا.

ويبدأ العيد في مثل هذا الوقت من كل عام، والذى يصادف هذه السنة منتصف شهر صفر، عندما يكتمل القمر وتكتمل معه استعدادات أهالى الواحة للتحضير للاحتفال تحت سفح جبل «الدكرور» الذي يبعد عن وسط الواحة بحوالى 3 كيلو مترات تقريبا لذبح العجول وإعداد الطعام.

وتحرص القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة مطروح وعدد من السياح الأجانب والمصريين على التوافد إلى الواحة لمشاركة أهل سيوة فرحتهم وسرورهم وبهجتهم التي لا تخفيها وجوههم الطيبة، عقب نضوج وجمع التمر والزيتون، حيث يستمر الاحتفال 3 أيام وليال وسط النخيل والأشجار.

«المصرى اليوم» حرصت على حضور الاحتفال بالعيد وسط أهالى الواحة، حيث قام عدد من مريدى الطريقة المدنية الشاذلية والقائمين على الاحتفال بإنشاد بعض الأبيات التي أضفت على الحاضرين نوعا من السعادة والبهجة، مرددين بشكل جماعى: «يا أملى في كل نائبة.. يا من عليه لكشف الضر أعتمد.. أشكو إليك أموراً أنت تعلمها.. ما لى على حملها صبر ولا جَلدُ.. وقد مددت يدى بالذل مبتهلاً إليك يا خير من مدت إليه يدُ».

وبعدها تجمع أهالى الواحة في حلقات لتناول الطعام وتبادل أطراف الحديث الذي دار حول أسباب الاحتفال بعيد السياحة، حيث قال أحدهم إنه في الأصل يسمى «عيد الحصاد» لأنه يقام فور حصاد البلح والزيتون، بينما قال بوفراج بوصادق بوعقيلة، من أبناء الطريقة السنوسية: «سبب هذا العيد هو حفل وداع من أهالى الواحة لشيخ الطريقة المدنية سيدى محمد محمد المدنى قبل مغادرته الواحة متجهاً إلى تركيا مقر الحكم العثمانى لتعيينه مفتيا للديار العثمانية».

من جانبه، قال على عيسى مواطن سيوى: «منذ مئات السنين كان هناك بعض الخلاف بين سكان سيوة الأمازيغ من أصول عربية أو من يسمون بالغربيين والسكان الذين يسكنون جبل الدكرور (الشرقيين) وكاد الأمر أن يتطور إلى ما لا يحمد عقباه، فأرسل الله لهم وليا من أوليائه واجتمع بهم تحت سفح جبل الدكرور وأصلح بينهم وابتهاجا بهذا السلام والمصالحة يقوم أهل سيوة بإحياء حفل ذكرى السلام بين أهالى الواحة». وقال الشيخ عبدالرحمن الدميرى، خليفة الطريقة المدنية الشاذلية بواحة سيوة: «الصحيح والمشهور والمتواتر أنه في عام 1285 هجرية تحديدا أراد الشيخ محمد محمد المدنى أن يزور مريديه وتلامذته من أهل الطريقة قادما إليهم من ليبيا لأن أغلب أهل سيوة ينضمون تحت راية الطريقة المدنية الشاذلية فأراد أهل سيوة أن يكرموا شيخهم ويظهروا له حسن الضيافة، فاجتمع رأى الواحة على أن يحتفلوا بمناسبة قدوم شيخ الطريقة الشيخ محمد محمد ظافر المدنى تحت جبل الدكرور نظرا لاتساع المكان ليشمل جميع أهل الواحة».