معركة «تحرير شقق أكتوبر»: صراخ وبكاء ورصاص و«ملوتوف»

كتب: هيثم الشرقاوي, وليد مجدي الهواري الخميس 27-10-2011 20:28

الصراخ للنساء.. والبكاء للأطفال.. والكر والفر للشباب وأفراد الأمن.. وحجارة تلقى هنا.. وقنابل مسيلة للدموع هناك.. وطلقات صوتية يتم إطلاقها بين الحين والآخر.. من بين تلك المشاهد، خرج شاب فى العشرين من عمره، يمسك طفلاً رضيعاً ويضع فوق رقبته سكيناً وهو يصرخ: «هاقتله لو حد قرب خطوة واحدة».. هكذا تصاعدت دراما الأحداث التى شهدتها محاولة قوات الأمن إخلاء إحدى الشقق التى استولى عليها البلطجية.


بعد نجاح قوات الشرطة والجيش فى إخلاء عدد كبير من الشقق، رفض عدد من الأهالى الخروج، وأصروا على البقاء فى الشقق، ومنهم ذلك الشاب، الذى ظل يصرخ قائلاً: «مش خارج.. مش خارج»، وطلب من زوجته أن تحضر ومعها طفله الرضيع، فشده منها بسرعة ووضع السكين فوق رقبته، مطالباً قوات الأمن بالابتعاد عن مقر العمارة. ورفض الشاب نداءات الأمن له بترك الرضيع، ووسط صراخ أم الطفل والأهالى، اقترب منه أحد الضباط، قائلاً له: «نحن لا نريد إيذاءك»، فأعاد الشاب ترديد جملته التهديدية: «هاقتله لو قربت خطوة واحدة» فتوقف الضابط قليلاً، ثم عاود التحرك نحوه حتى استطاع أن يرفع السكين من يد الشاب الذى تم إلقاء القبض عليه.


وأثار القبض على الشاب بقية الأهالى الذين أيقنوا أنه لا شىء سيقف أمام قوات الأمن فى سبيل إخلاء الشقق، فتجمعوا، مرددين هتافات تطالب بإخلاء سبيل الشاب، فابتعدت عنهم قوات الأمن بمسافة، حتى اقتربت منهم بعدما يقرب من ساعة كاملة، وعندها بدأت محاولات الكر والفر بين المتظاهرين وأفراد الأمن، الذين استعانوا بالقنابل المسيلة للدموع، والرصاص الصوتى لتفريقهم، فجرى المتظاهرون نحو المنطقة السكنية، وألقوا الحجارة على قوات الأمن. وألقى الأمن مزيداً من القنابل المسيلة للدموع لمحاصرة الأهالى، وهو ما دفعهم إلى الفرار نحو الصحراء، وهنا بدأ المشهد الأخير من تفاصيل محاولات الإخلاء، بتسليم قوات الأمن العمارات إلى أمن شركة المقاولون العرب، مع بقاء عدد من قوات الجيش والشرطة حتى لا يتم اقتحامها مرة أخرى.