مواجهة من نوع خاص بين اثنين من الشباب جمعتهما ثورة «25 يناير» فى ميدان التحرير، ودفعتهما الانتخابات البرلمانية للتنافس فى «جنوب القاهرة».
الشابان زياد العليمى وخالد السيد، عضوا المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، يخوضان الانتخابات فى دائرة جنوب القاهرة على مقعد الفئات، يتصدر الأول قائمة «الكتلة المصرية»، ويتصدر الثانى قائمة «الثورة مستمرة»، والقائمتان أيضاً تدخلان فى منافسة 16 قائمة حزبية أخرى، واتفق «العليمى» و«السيد» على أن المنافسة بينهما أمر إيجابى، لأنه رغم أن لدى كل منهما أسلوبه ورؤيته للمرحلة المقبلة من عمر البلاد فإن هدفهما مشترك وهو استكمال مطالب الثورة المصرية.
زياد العليمى: المنافسة طبيعية وسنتعاون لاستكمال مطالب المصريين
■ لماذا تم ترشيحك على رأس قائمة «الكتلة المصرية» بقائمة جنوب القاهرة؟
- أنا عضو بمجلس أمناء الثورة إلى جانب عضويتى فى الائتلاف ومحل سكنى فى المقطم كان بداية التواجد بالدائرة الأكثر فقراً وعشوائية، وتمسكت بالمشاركة فى الانتخابات لأننا منذ 30 عاما نعانى من تغييب الوعى ويسيطر على فكرنا من يدعون أنهم يمتلكون الأغلبية وآن الأوان لتنتقل الخبرة البرلمانية للشباب.
■ كيف ترى المنافسة بينك وبين زميلك فى الائتلاف خالد السيد؟
- الائتلاف ليس كياناً واحداً لكنه يضم شباباً من مختلف التيارات السياسية، وفى المعارك السياسية من حق كل شخص أن يعبر عن رأيه، وخالد يخوض الانتخابات بفكر اشتراكى مع التأميم وحقوق الطبقة العاملة، وأنا لى فكرى المؤيد للقطاع الخاص والتنمية والصناعات الوطنية ومحاربة الاحتكار والبحث عن العدالة الاجتماعية، وهذا لا يعنى أننا فى مواجهة بعض لأننا متفقون على مطالب المرحلة الانتقالية وسنتعاون معاً لزيادة وعى الناخبين وتحقيق مطالب الثورة.
■ ما الذى تراه مطلوباً من شباب الثورة فى هذه الانتخابات؟
- لاتزال هناك قوانين مقيدة للحريات يتم العمل بها وقوانين أخرى نطالب بتشريعها منذ شهور وهو ما يجعلنا فى حالة نصف ثورة ولن تكتمل إلا من خلال برلمان قوى يضم خبرات متعددة ونواباً يحمون الديمقراطية ويضعون التشريعات المطلوبة لتحقيق العدالة الاجتماعية، ودورنا سيكون مهماً لو استطعنا تلبية مطالب الشارع فى صورة قوانين.
■ على أى أساس ستركز فى دعايتك الانتخابية؟
- سأركز على أن الثورة حققت الكرامة للمصريين لكن بقية الحقوق مازالت غائبة، وأن الفساد مازال منتشراً و40% من السكان تحت خط الفقر، ومازال المواطن محروماً من الخدمات الأساسية التى يحتاجها.
■ الدعم المالى لكم سيكون قليلاً بالمقارنة بمرشحى الأحزاب الأخرى.. كيف ستتغلبون على هذه المشكلة؟
- ممكن أن نكون فقراء لكننا أغنياء بالناس، ورهاننا الرئيسى على المصريين الذين يهمهم أن يستكملوا ثورتهم ولا يتركوا المجلس المقبل لبقايا النظام السابق.
■ كيف ستواجهون فلول الحزب الوطنى فى الدائرة؟
- أريد أن أكشف هنا أن الدائرة بها 6 قوائم لأحزاب مؤسسوها من الحزب الوطنى ولكن رهاننا على وعى الناس ضد من يحاولون شراء أصواتهم بالمال، وكان من المفترض أن يواجههم المجلس العسكرى من خلال تطبيق قانون العزل السياسى ولكن ذلك لم يحدث، وهو ما أعتبره من وجهة نظرى مشاركة فى مؤامرة لمحاولة إعادة إنتاج الحزب الوطنى، ولو استمر الوضع على هذا الحال أتوقع أن تحدث ثورة جديدة لمصر، وأنا سأخرج للناس وإقول إن الذين ضيعوا البلد 30 عاماِ يحاولون شراء الأصوات الآن وسنواجه سطوة المال بالفكر.
خالد السيد: سنواجه معاً بقايا «الوطنى» والانتخابات فرصتنا لحماية الثورة
■ لماذا ترشحت ضمن قائمة الثورة مستمرة؟
- الجميع يعرف أن الثورة المصرية تواجه محاولات لسرقتها، والمجلس العسكرى يريد فقط إعادة إنتاج النظام القديم بوجوه جديدة، وكلنا نرى أن المجلس العسكرى يلتف على مطالب الثورة ويسير فى اتجاه معاكس لتلبية مطالب الثورة، وكان الحل المتبع طيلة الفترة الماضية الضغط من خلال المظاهرات، لكن هناك بدائل أخرى، أولها الانتخابات التى يريد المجلس العسكرى من خلالها فرض آلة القمع، لكننا نراها فرصة لابد أن نضيعها على المجلس العسكرى لإسقاط كل المناهضين للثورة المصرية.
واختارتنى «الثورة مستمرة» على رأس قائمتها لإيمانها بأن الشباب هم رأس الحربة لمواجهة محاولات إجهاض الثورة، خاصة بعد أن رفض شباب ائتلاف الثورة خوض الانتخابات ضمن قوائم تضم فلول الحزب الوطنى، وأعتقد أننا سنقدم من خلال الانتخابات رؤيتنا السياسية حتى لو لم تكن لدينا فرصة للفوز بالمقاعد.
■ كيف ترى المنافسة بينك وبين زياد العليمى؟
- نحن مشتركون فى عضوية ائتلاف شباب الثورة لكننا نمتلك أفكاراً مختلفة وكل منا له خط سياسى يدافع عنه فى المعركة الانتخابية المقبلة لكننا نشترك فى ضرورة استمرار الثورة وإنهاء المرحلة الانتقالية ومنع دخول «الفلول» البرمان، وكان الائتلاف ضمن الكتلة المصرية قبل ذلك لكننا فوجئنا بأن الأحزاب فى الكتلة وقعت على بيان للتأييد المطلق للمجلس العسكرى وهو ضد مبادئنا، كما زادت من حدة الأمر بوضع بقايا من أعضاء الحزب الوطنى ضمن قوائمها الانتخابية، لكن نظراً لانتماء العليمى للحزب المصرى الديمقراطى قبل الترشح على قائمة الكتلة المصرية.
■ كيف تدعمك الثورة مستمرة فى الانتخابات المقبلة؟
- الدعم المالى من خلال اللافتات والمطبوعات وأوراق الدعاية، إلى جانب أنه سيتم الإعلان قريباً عن حملة لجمع تبرعات باسم ائتلاف شباب الثورة لتغطية تكاليف الدعاية الانتخابية للمرشحين من الائتلاف.
■ كيف ترى المنافسة فى الانتخابات مع كثرة عدد القوائم بالدائرة؟
- المعركة فرضت علينا ولابد أن نركز فيها ونسعى إلى زيادة وعى الناس ولو تم تحجيم الفلول بقانون العزل السياسى، وتحديد وسيلة رقابية واضحة على الإنفاق المالى من الممكن أن نحقق نتائج جيدة فى الانتخابات، ولو لم يحدث هذا، وهو أمر متوقع، ستكون المعركة سياسية وليست انتخابية.
■ وكيف ستواجهون مرشحى الفلول؟
- إلى جانب البرنامج السياسى لشباب الثورة والتركيز على مشاكل الدائرة، وأبرزها مشكلة العشوئيات، سنفضح كل الفلول الذين يعتمدون على الانتهازية السياسية ليعرف الناس إلى أين وصلت البلاد بسبب سيطرتهم على الحياة السياسية لعشرات السنين.