نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن «مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى» قوله إن «إسرائيل ستقطع كل علاقاتها بالسلطة الفلسطينية إذا ما تم تشكيل حكومة وحدة فلسطينية تشارك فيها حركة حماس»، ويأتي تصريح المسؤول الإسرائيلي في سياق الجهود الفلسطينية المبذولة في إطار تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وفي أعقاب إعلان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أنه مستعد للذهاب إلى غزة، الأحد، لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
المسؤول الإسرائيلي علق على لقاء الرئيس أبو مازن بوفد من قيادات حركة حماس في الضفة الغربية قائلا: «على أبو مازن أن يختار ما بين السلام مع إسرائيل أو مع حركة حماس»، وتابع: «إذا استمرت المحادثات مع حماس، فإن ذلك سيؤدي إلى موت عملية السلام، وقطع إسرائيل لكافة العلاقات مع السلطة الفلسطينية».
وكانت صحيفة «هاآرتس» قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الحكومة الإسرائيلية بدأت اتصالاتها للحيلولة دون عقد مصالحة بين حركتي فتح وحماس، وأضافت الصحيفة: «الأصوات التي تنادي بوحدة حركتي وحماس تتزايد. بعد إعلان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، استعداده لزيارة قطاع غزة من أجل إقامة حكومة وحدة وطنية بين حركتي حماس وفتح، طالب أيضا متظاهرون في قطاع غزة بإنهاء الانقسام»، وتابعت «هاآرتس»: «وفي المقابل تمارس إسرائيل ضغطا في الاتجاه المعاكس، حيث بدأت اتصالات مع الإدارة الأمريكية وعدد من الدول الأوربية، من أجل الضغط على أبو مازن لعدم إقامة حكومة وحدة وطنية مع حماس، وعدم الدعوة لانتخابات في الضفة وقطاع غزة».
وفي نفس السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في مقابلة تليفزيونية مع محطة CNNالإخبارية الأمريكية إنه «يعارض بقوة مبادرة عباس توحيد الفلسطينيين»، وزعم أن «هذه الخطوة لن تسمح بإحراز تقدم في عملية السلام»، وقال «نتنياهو»: «الآن هم يتحدثون عن الوحدة الوطنية مع حماس، والتي تطالب بالقضاء علينا، كيف يمكن أن يكون هناك سلام مع إسرائيل في الوقت الذي يكون فيه سلام مع حماس التي تريد القضاء علينا؟»، ووجه «نتنياهو» سؤالا لمقدم البرنامج قائلا: «هل تستطيع أن تتخيل نفسك تعقد اتفاقية سلام مع القاعدة؟ بالتأكيد لا».
وقال مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، السبت، لـ«هاآرتس» إن «نتنياهو ومستشاريه، رون درامر ويتسحاق مولخو، بدأوا في محادثات في هذا الشأن مع الإدارة الأمريكية ومع مصادر دولية أخرى»، وأضافت: «نتنياهو ينوي طرح هذا الأمر في المحادثات التي سيجريها خلال الأيام المقبلة مع عدد من الزعماء الأجانب».
وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب «نتنياهو» رفض التعليق عما إذا كانت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ستؤدي إلى فرض عقوبات إسرائيلية على السلطة الفلسطينية أو وقف التنسيق الأمني القائم بينهما، وبحسب أحد مستشاري «نتنياهو»، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، فإن معظم الأنشطة في الفترة المقبلة ستكون دبلوماسية، وأضاف: «نطلب من المجتمع الدولي أن يوضح للفلسطينيين أن إقامة حكومة وحدة مع حماس ستكون خطوة من شأنها أن تشير إلى عدم وجود اهتمام باستمرار عملية السلام».