حصلت «المصري اليوم» على صورة من محضر التحقيق في القضية رقم ٣٧ لسنة ٢٠١٦ عرائض النيابة الكلية والخاصة باتهام أستاذ علوم سياسية بكلية التجارة جامعة بورسعيد بالتزوير في محررات رسمية لإثبات نسبة حضور ٧٠٪ من محاضرات الدراسات التمهيدية لشهادات الماجستير والتأهيلية لشهادة الدكتوراه على غير الحقيقة، لتمكين طلاب من جنسيات عربية من الحصول على شهادات ماجستير ودكتوراه، رغم عدم تواجد هؤلاء الطلاب في مصر خلال السنوات الدراسية إلا أياما قليلة وصلت إلى ثمانية أيام فقط من عام دراسي كامل.
وتضمن محضر التحقيق الذي أجرته نيابة بورسعيد الكلية بإشراف المستشار فيصل الطحاوي أقوال العقيد محمد خليل الجهيني، عضو هيئة الرقابة الإدارية، والمسؤول عن متابعة مخالفات جامعة بورسعيد حول تحرياته عن وقائع الاتهام التي تناولها التحقيق.
وقال العقيد محمد الجهيني، إن التحريات أسفرت عن أن المشرف على الطلاب هو الدكتور جمال زهران، ويعاونه آخرون لم يقم بإخطار وكالة الدراسات العليا بطلب حرمان طلاب من دخول الامتحان لعدم استيفاء نسبة الحضور المقررة، وهي ٧٠٪ بصفته المسؤول عن إثبات تلك النسبة طبقا لقانون الجامعات.
وأضاف ضابط الرقابة الإدارية أن الحضور والانصراف للطلاب يتم أخذهما عن طريق المحاضر في المواد الدراسة المقررة على طلاب دراسات تمهيدي الماجستير وتأهيلي الدكتوراه، وعقب ذلك يقوم المشرف على الطلاب بتجميع واحتساب حضور الطلاب وإخطار وكالة الدراسات العليا للسماح للمستحقين منهم بحضور الامتحانات وحرمان من لم يتجاوز ٧٠٪ حضورا، وأكد العقيد خليل الجهيني أن ستة طلاب تناولتهم تحقيقات النيابة لم يستوف أي منهم نسبة الحضور المطلوبة طبقا لتأكيدات شهادات التحركات الصادرة لكل من مصلحة الجوازات ولم يكونوا موجودين داخل جمهورية مصر سوى أيام معدودة، ثم استعرض ضابط الرقابة الإدارية حالات الطلاب العرب الواردة أسماؤهم في التحقيقات على نحو مفصل.
وجاء في مقدمة الأسماء الطالب راشد محمد جمال النعيمي «قطري الجنسية» وحاصل على تأهيلي دكتواره في العلوم السياسية للعام الدراسي ٢٠١٤-٢٠١٥ وكان يتعين تواجده داخل مصر خلال الفترة من أكتوبر ٢٠١٤ وحتى ٣٠ يونيو ٢٠١٥ وبالرجوع لمصلحة الجوازات تبين أن الطالب تواجد داخل مصر خلال تلك الفترة بإجمالي حوالي ١٨ يوما فقط من تاريخ دخوله البلاد يوم ١٣ مارس ٢٠١٥ وغادر في ١٦ مارس ٢٠١٥ ثم دخوله بتاريخ ٣٠ مايو ٢٠١٥ وسفره يوم ١٥ يونيو ٢٠١٥.
كما تضمن التحقيق اسم الطالب فواز سعود غالي زويد «كويتي الجنسية» وحاصل على تأهيلي دكتواره علوم سياسية عام ٢٠١٢-٢٠١٣ وكان يتعين تواجده خلال الفترة من أكتوبر ٢٠١٢ وحتى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وبالرجوع لمصلحة الجوازات تبين أن الطالب تواجد داخل جمهورية مصر بإجمالي ثمانية أيام فقط.
واستكمل العقيد خليل الجهيني موقف كل طالب والمدة التي كان ينبغي له حضورها للمحاضرات والمدة الفعلية التي تواجد فيها داخل البلاد من خلال شهادات تحركات موثقة من مصلحة الجوازات، وأكد ضابط الرقابة الإدارية قيامه بمطابقة شهادات تحركات الطلاب مع الشهادات والإفادات الواردة من الجامعات بمواعيد الدراسة والامتحانات.
وردًا على سؤال النيابة العامة الموجه لعضو الرقابة الإدارية عن المسؤول المتعامل مع هؤلاء الطلاب قال العقيد محمد الجهيني إن الطلاب تنحصر معاملاتهم وعلاقتهم مع الدكتور جمال زهران بصفته المشرف عليهم جميعا يعاونه آخرون وهم عدد من المدرسين والمدرسين المساعدين بكلية التجارة قسم علوم سياسية ولكن يتغير المعاونون للدكتور جمال زهران من طالب لآخر، وذكر الجهيني أن الدكتور جمال زهران، بصفته المشرف الرئيسي، منوط به إخطار إدارة الدراسات العليا بالكلية بحضور وانصراف الطلاب إلا أنه لم يقم بذلك.
وأوضح عضو الرقابة الإدارية أن الوقائع والمستندات التي توصلت لها التحريات تشير إلى أن الوقائع تشكل جرائم جنائية، وأن الطلاب سالفي الذكر تحصلوا على استثناءات بالحصول على شهادات المؤهلات العليا وهم غير مستحقين لها وهذا الأمر لا يتم إلا بالاتفاق ومساعدة أشخاص من العاملين بالجامعة، فيما تواصل نيابة بورسعيد الكلية تحقيقاتها في القضية تمهيدا لإحالتها لمحكمة الجنايات.