«مصر بلد الإبهار والمعجزة».. هكذا يراها الإماراتي سليمان البلوشي، والد الطفل أديب، وهو أصغر متحدث في منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.
«البلوشي»، الذي تحدث إلى «المصري اليوم»، أبدى سعادته بالمشاركة في منتدى شباب العالم، موجهًا الشكر إلى شعب مصر على حفاوة الاستقبال والترحاب، قائلًا: «هذا أجمل ما رأيت عيني، وهذا ليس غريب على مصر، فمصر بلد الإبهار والمعجزة وأنا فرحان جدًا بهذا المنتدى وتفاعل الشعوب مع بعضها بالحوار وتبادل الأفكار على أرض الكنانة».
فضّل البلوشي المجىء إلى مصر بدلًا من الذهاب إلى الولايات المتحدة «رغم أنه كانت وراءنا ارتباطات مهمة جدًا لدى عائلتنا، لكنني اخترت مصر أولًا، فبمجرد أن جاءني تليفون من رئاسة الجمهورية في القاهرة بدعوة كريمة لابني أديب بحضوره كأصغر متحدث في منتدى شباب العالم، قررت على الفور أن مصر أولًا عندي ولا ذهاب إلى أمريكا».
وتابع: «قلت لزوجتي وابني أديب: (مصر تستحق وجودنا في هذا التوقيت، ونؤجل السفر إلى السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية)، فابننا سيكون سفيرًا للعالم من على أرض السلام بمصر».
وأعرب «البلوشي» عن سعادته بتوقيع اتفاقيات استثمارية بين مصر والإمارات شهدها منتدى شباب العالم، وتقدر قيمتها بنحو 40 مليار دولار في منطقة قناة السويس الجديدة، قائلًا: «هذا أمر رائع».
واعتبر أن «مصر بلد الخير، وفرص الاستثمار هنا واسعة، ففيها الخير كله، والخير فيها مربوط ليوم الدين، فقد ذكر ذلك القرآن الكريم، من يريد العلم أو التجارة أو الاستثمار أو الإدارة سيجده في مصر، مصر أم الجميع».
واستكمل: «نحن نستثمر في الشباب، فهم الثروة الحقيقية، والقصة ليست بأموال بين مصر والإمارات، وبلادنا لم ولن تتأخر عن دعم مصر وشبابها والتعاون معها، فشباب مصر هم خيرة أبناء هذه الأمة، وهم مستقبل العالم».
وعن العلاقات "المصرية- الإماراتية" وأواصر الروابط المشتركة بين الشعبين الشقيقين، قال: «يا ليت الوطن العربي يسير على نهج تلك العلاقة، وتكون العلاقة بين مصر والإمارات نموذجًا يتم تعميمه بين جميع أرجاء بلادنا العربية».
وأضاف: «وحدة مصر والإمارات نواة للوحدة بين البلدان العربية»، مشيدًا بأداء الرئيس عبدالفتاح السيسي ورعايته لفعاليات منتدى شباب العالم «فهو يصنع قادة المستقبل في العالم بالحوار بين جميع الثقافات».
وقال «البلوشي»: «زرت مصر كثيرا، نحن تعلمنا فيها، لها فضل علينا كبير، بعد ما شهدت جلسات المنتدى، سعدت كثيرا بأن مصر عادت من جديد لقيادة الأجيال العربية، مصر رجعت لموقعها الصحيح، بإرسال رسائل إلا العالم كله، الشباب المصري والعربي هم المستقبل، فمصر أم الحضارات، ولا مستقبل دون مصر، ولا تقدم دون مصر».
وتابع: «الشيخ زايد كان يعشق مصر، هو أوصانا بها وبأهلها، فهو كان يقول ما لكم قومة دون مصر، ولن تكونوا أقوياء دون مصر»، متسائلا: «كيف يتآمر البعض على مصر الكبيرة؟ والله لو ظلت آخر قطعة خبز في الإمارات، سنقتسمها مع مصر، هذه وصية الشيخ زايد، وفي الأزمة الأخيرة التي تعرضت لها مصر، رأي المصريون الإمارات تقف بجوارهم بكل السبل، ونحن مستعدون لأن نرسل عيالنا للاستشهاد دفاعا عن مصر، النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».
والتقط «أديب» احتفاء والده بالعلاقات المتميزة بين مصر والإمارات، قائلًا: «تجمعنا علاقات قوية، ومصر دولة لا يوجد مثلها في الكون، وهذا المنتدى عظيم وأتمنى أن أقدر على المشاركة والمجىء لزيارة مصر كل يوم».
«أديب»، الذي ابتكر جهازًا طبيًا يساعد على الحركة بشكل سليم ونال عليه جوائز عالمية، قال إن المنتدى يشجع الجميع على الحوار وتشارك الأفكار، موجهًا رسالة إلى العالم: «يا شباب إذا كانت لديكم أحلام تسعون إلى تحقيقها، فعليكم العمل بجد لتحقيقها، فهي لن تتحقق إلا ببذل المجهود والعرق والكفاح».
في الوقت نفسه، قال إبراهيم الحاشدي، رجل أعمال إماراتي، إن «هذه أول مرة أتشرف فيها بزيارة شرم الشيخ، ووجدتها مكانًا ساحرًا، ومنتدى شباب العالم حدث رائع وتنظيمه خيالي، وكافة منظمي الفعاليات على قدر عال من الرقي والتعاون مع الجميع».
وشكر الحاشدي الرئيس السيسي على تنظيم فعاليات منتدى شباب العالم سنويًا، قائلًا إنه «يشارك شباب العالم في توصيل رسالتهم للجميع بالحوار من أرض السلام لتقديم نموذج عالمي يسير الكل على نهجه».
وتحدث «الحاشدي» عن الاستثمارات الإماراتية في مصر، وقال إنه لديه شركة مع مستثمر مصر، ووقعا مذكرة تفاهم مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والكهرباء والطاقة في مصر لعمل تعاون مشترك بالاستفادة من طاقة مصر الشمسية لتحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء.
مشروع «الحاشدي» اسمه «سولا بوليك» وبدأت خطواته الأولى عام 2014، ونالت شركته جائزة أفضل شركة في مجال الطاقة النظيفة، وفكرته كما يشرحها: «بصورة مبسطة يتم الاستعانة بألواح شمسية مقعرة، فتصبح أشعة الشمسية مركزة في بؤرتها، فتنعكس أشعتها لتولد الطاقة بتكنولوجيا كهروضوئية لتدور التوربينات عبر البخار فتتم من خلالها تحلية المياه وتوليد الكهرباء».
وقال «الحاشدي»: «تقاس تكلفة تحلية مياه البحر بما يعادلها من البترول، فلو قيمة المتر المكعب تعادل في البترول 1 يورو، فالمتر المكعب عن طريق تلك التقنية التكنولوجية تصل أيضًا لـ1 ويورو، وهذا يعظم الاستفادة الاقتصادية للدول المعتمدة على تلك التقنيات».
وأضاف: «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ترى أن 2% من مساحة مصر يمكنها بالطاقة الشمسية بيع الكهرباء لكل العالم، والمشروع تكلفة المتر المربع فيه تصل إلى 150 دولار، وهذا استثمار هائل».
وتحدث عن تعاون مصر والإمارات استثماريًا، قائلًا: «المستقبل للمنطقة الاقتصادية في قناة السويس بمصر، فهي مركز تجاري كبير، وتستطيع أن تتفوق على سنغافورة، وخبراتنا في موانئ دبي مع المختصين في مصر ستحقق التعاون المتميز عالميًا».
بدوره، قال الإعلامي الإماراتي، طارق الحوسني، إنه انبهر بشدة بعد أن شاهد جلسات المؤتمر، مضيفا: «هذه أول مرة أزور مصر، وانبهرت بمستوى التنظيم والإدارة والتكنولوجيا الموجودة فيها، أعتقد أن مصر نجحت في نقل صورة إيجابية جدا، عن قدرتها في تنظيم الفعاليات الكبرى الدولية».
وأضاف: «شخصيا عرفت أن مصر لديها أماكن سياحية جميلة جدا، أنا منبهر بمستوى جمال مدينة شرم الشيخ، الفنادق فيها فاقت التصورات من حيث النظافة والرقي، وهي لا تقل عن أي فنادق في أرقى مناطق العالم، وهذه فرصة جيدة لأن نعرف العالم عن جمال شرم الشيخ، فهناك أكثر من 3000 مشارك من كافة أنحاء العالم، وشخصيا استفدت كثيرا من تبادل الخبرات مع كل الوفود المشاركة».
واستطرد: «تابعت المؤتمر المشترك لهيئتي موانئ دبي، وقناة السويس، والإعلان عن توقيع اتفاقيات استثمارية مشتركة في محور قناة السويس، وهذا شيء يسعدنا كإماراتيين أن نسهم في بناء مص الحديثة والاستثمار فيها، فمصر اتجهت للتعاون مع دول الخليج ليس سياسيا فقط بل اقتصاديا، أن أرى ان دول الخليج عليها أن تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مصر، هذا واجبنا، فالرئيس السيسي أقم علاقات قوية مع الإمارات والسعودية، وجعلها أرض خصبة للاستثمار، وقال لنا تعالوا استثمروا في مصر، تعالوا مصر وفرت لكم الخدمات والأراضي والبنية الأساسية، ونحن لبينا النداء، وهذا سيعود بالنفع على أخواتنا وأشقائنا المصريين حيث ستتوفر فرص عمل كبيرة من خلال هذه المشروعات».