«ثوار» ليبيا يتجهون لتحرير «البريقة».. وقصف غربى كثيف على طرابلس

كتب: وكالات السبت 26-03-2011 18:13

 

كثفت دول التحالف الغربى هجماتها الجوية والصاروخية ضد القوات الموالية للزعيم الليبى معمر القذافى فى طرابلس ومناطق أخرى، ونجح الثوار فى الشرق، أمس، فى استعادة السيطرة على مدينة أجدابيا الاستراتيجية النفطية بعد أيام من القتال الضارى ضد الكتائب الموالية للقذافى، فيما تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها تسليح المعارضة الليبية لإجبار العقيد الليبى على التنحى، فى الوقت الذى أعلن فيه الأخير قبوله مبادرة الاتحاد الأفريقى لوقف إطلاق النار والتى تشمل إنهاء الحظرين الجوى والبحرى.

وفى تطور نوعى، تمكن الثوار من دخول أجدابيا، وأخليت المواقع الدفاعية لأنصار القذافى على المدخل الشرقى للمدينة ولم يبق فيها سوى دبابات متفحمة، وقال مسؤولون فى المعارضة، إن المسلحين فى طريقهم لتحرير مرسى البريقة النفطية المهمة بعد تقهقر كتائب القذافى إليها وقال الثوار إنهم استفادوا من القصف الجوى الغربى على قوات القذافى، بعد يومين من إعلان المعارضة أن الكتائب الحكومية كانت تتفاوض للخروج الآمن بأسلحتها وهو ما رفضته المعارضة.

وفى العاصمة طرابلس، هزت 3 انفجارات متتالية، منطقة تاجوراء واشتعلت النيران فى موقع عسكرى للرادارات، ونقل تليفزيون الجماهيرية الرسمى عن مصدر عسكرى قوله إن مواقع «مدنية وعسكرية» بمنطقة تاجوراء تعرضت لقصف «العدوان الاستعمارى الصليبى»، وأكد التليفزيون أن حصيلة الغارات الجوية على ليبيا أوقعت 114 قتيلا وأكثر من 450 جريحاً منذ بدء العمليات العسكرية فى 19 مارس الماضى. كما أفاد التليفزيون الليبى بأن الائتلاف الدولى شنّ غارات على مواقع عسكرية ومدنية فى مدينة زليطن على بعد 160 كيلومتراً شرق العاصمة وعلى منطقة الوطية جنوب غرب طرابلس، التى توجد بها قاعدة عسكرية أصابتها صواريخ بعيدة المدى، وقال مسؤولون إن الحكومة لاتزال تسيطر على مخزون كاف من الوقود وأن بعض المصافى عادت للعمل.

وتعرضت مدينة مصراتة شرق طرابلس - التى لايزال الثوار يسيطرون عليها - لقصف عنيف بدبابات ومدفعية كتائب القذافى مما أسفر عن سقوط 6 قتلى بينهم 5 من عائلة واحدة، وحاصرت كتائب القذافى المدينة وقطعت عنها المياه والكهرباء، فيما أسفرت المواجهات المسلحة ضد الثوار عن مقتل 3 منهم و3 قناصة حكوميين.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن قوات التحالف قامت بحوالى 150 مهمة جديدة فى الــ24 ساعة الأخيرة، منها صواريخ وغارات عسكرية وطلعات جوية، وقال نائب الأدميرال وليام جورتنى إن القذافى يوزع الأسلحة فيما يبدو على «متطوعين» مدنيين لمحاربة الثوار، وأن قدرته على قيادة قواته والاحتفاظ بالسيطرة عليها تتقلص، نافيا أن يكون تم استخدام يورانيوم مستنفذ فى ليبيا.

وبينما أكدت قيادات التحالف أن مهامها العسكرية تنحصر فى تعزيز منطقة «حظر الطيران» وحماية المدنيين، نافية اتهامات حكومية ليبية بتوفير غطاء جوى للثوار، وتم تعيين الجنرال الكندى شارل بوشار قائدا لعمليات حلف شمال الأطلنطى «الناتو» لفرض منطقة حظر الطيران وحظر الأسلحة تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1973، وأعلن «الناتو» أن فرض منطقة حظر جوى قد يستمر 3 أشهر، وحذرت فرنسا من أن الصراع لن ينتهى قريبا، بينما بدأت قطر أمس الأول أولى مشاركاتها بطائرتى ميراج 2000 لتنفيذ الحظر، وانضمت الكويت للدول المشاركة فى تنفيذ القرار، بينما رفضت الجزائر استخدام أجوائها فى القيام بأى عمليات ضد ليبيا.

وحول الخطوة التالية لدعم الثوار، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الولايات المتحدة وحلفاءها فى «الناتو» يدرسون إمكانية تسليح المعارضة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قولهم إن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى أن الأمم المتحدة التى سمحت بالتدخل الدولى ضد ليبيا تتمتع «بالليونة» الكافية للسماح بهذه المساعدة، وأضافت أن فرنسا أكدت تأييدها لتدريب وتسليح الثوار.

وبينما أبدت البرتغال - التى ترأس لجنة عقوبات الأمم المتحدة ضد ليبيا - تشككها بشأن إمكانية تعديل حظر على الأسلحة تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا للسماح بتسليح المعارضة الليبية، قال الناطق باسم المعارضة مصطفى القريانى: «إن المعارضة تشترى أسلحة»، لكنه رفض تحديد مصدرها أو أنواعها.

وقال السفير الأمريكى فى طرابلس جين كريتز بعد عودته لواشنطن إن مسؤولى الإدارة يجرون مشاورات حول كل الخيارات المتعلقة «بمساعدة ممكنة بما فيها تقديم أسلحة»، وقال إنه رغم ثقة بلاده فى المجلس الوطنى الانتقالى للمعارضة كونه يتبع المسار الصحيح لكنها لاتزال غير مستعدة للاعتراف به رسميا مثلما فعلت فرنسا، واعتبر كريتز أن الاتصالات التى تجريها السلطات الليبية فى الخارج مع وسطاء محتملين لحل الأزمة تعكس «نوعا من الشعور باليأس».

بدوره، حاول الرئيس أوباما طمأنة نواب الكونجرس بشأن المخاوف وعدم الشعبية الكبيرة التى يعانيها التدخل الأمريكى فى الغارات ضد ليبيا، وقال إن القوات الأمريكية لا تسعى لإسقاط القذافى ولكنها تشارك فى جهد محدود، وأن المهمة فى ليبيا واضحة ومحددة الأهداف وأنها نجحت فى إنقاذ أرواح العديد من المدنيين، وتعطيل دفاعات القذافى الجوية.

وفى حين دعا الاجتماع التشاورى للاتحاد الأفريقى حول ليبيا إلى ضرورة مواصلة الجهود من أجل تيسير إجراء حوار بين الأطراف الليبية حول إقامة وإدارة فترة انتقالية شاملة تؤدى إلى إقامة مؤسسات ديمقراطية بما يشمل إجراء انتخابات وإصلاحات وحكم القانون والحكم الرشيد، وإنهاء الحظرين الجوى والبحرى ووقف القتال، وقال الاتحاد إنه يأمل فى لقاء وفد المعارضة الليبية فى أقرب وقت - أعلن وفد القذافى للاتحاد أن طرابلس مستعدة لتطبيق خريطة الطريق التى وضعها الاتحاد الأفريقى.

وبينما تظاهر الآلاف ضد الحرب على ليبيا فى مالى وكوريا الجنوبية ولندن وعواصم أخرى، قال السفير الأمريكى المتجول لجرائم الحرب ستيفن راب، إن الأشخاص المتهمين بقصف محتجين مناهضين للحكومة فى ليبيا سينتهى بهم الحال فى المحكمة الجنائية الدولية عاجلا أم آجلا.