قال المهندس عبدالله غراب، وزير البترول، إن إقامة معمل تكرير مسطرد الذي تشارك فيه الهيئة العامة للبترول ووزارة المالية مع القطاع الخاص- ستوفر للقطاع أكثر من 250 مليون دولار سنويًا بعد خفض كميات وتكلفة استيراد كميات السولار التي سينتجها هذا المعمل، فضلا على التحسين البيئى للقدرات الإنتاجية لمعمل تكرير القاهرة والذى سيعتمد عليه المشروع.
وقال غراب لـ«المصرى اليوم» إن المشروع الذي تنفذه الشركة المصرية للتكرير سيوفر 60% من احتياجات البلاد من السولار المستورد بدءًا من عام 2015 بما يسد حاجة السوق المتنامية من السولار، مشيراً إلى أن هيئة البترول بالإضافة لجهات حكومية أخرى ستحقق فوائد متميزة من وراء هذا المشروع نظير مساهمتها فيه.
وتتعدى الطاقة الإنتاجية للمشروع 4 ملايين طن من المنتجات المكررة سنويا، منها 2.3 مليون طن من «السولار – يورو 5» وهو أنقى أنواع الوقود في العالم. وستقوم الشركة ببيع الإنتاج للهيئة المصرية العامة للبترول بموجب اتفاقية شراء بالأسعار العالمية لمدة 25 عاما.
وحول الجدل المثار حاليا حول هذا المشروع، وما يتردد حول بيع 175 ألف متر أراضٍ تابعة لشركة مصر للبترول إلى الشركة المصرية للتكرير بدون وجه حق، نفى وزير البترول هذه المسالة مؤكداً أن أرض المشروع بالكامل مستأجرة بحق الانتفاع.
وأضاف أنه بخلاف أنه تم استئجار متر أرض المشروع بـ106 جنيهات من شركة مصر للبترول، فإن جميع الجهات المشاركة في المشروع سوف تستفيد من الاستثمارات الموجهة له، مشيراً إلى أن العائد على الاستثمار فى معامل التكرير يعد من أكبر الأنشطة المربحة للاستثمارات العامة على المدى البعيد.
وتصل مساهمة الهيئة العامة للبترول إلى 24.2% ووزارة المالية ممثلة فى الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات وبنك الاستثمار القومي بنسبة 10% وجهات حكومية أخرى بنسبة 15%، وبذلك تكون حصة المال العام 50%، فيما تتوزع النسبة الباقية على القطاع الخاص ممثلة فى شركات خاصة وعامة.
وأوضح المهندس عبدالله غراب مسؤولية قطاع البترول بالإضافة إلى شركة مصر للبترول عن نسبة من الجدل واللغط الذى أثير حول المشروع من جانب بعض العاملين الذين أكد أنهم لا يدركون الفوائد الحقيقية للمشروع.
وأكد وزير البترول أنه طلب من إدارة المشروع وشركة مصر للبترول عقد لقاءات مع العاملين من أجل توضيح الصورة لهم، خاصة فى ظل تناثر إشاعات غير حقيقية عن المشروع من جانب جهات لاتسعى للخير للبلد أو للعاملين فى قطاع البترول.
من جانبه قال الدكتور سيف فطين، المستشار البيئى للشركة المصرية للتكرير، إن الوقود المنتج من مشروع الشركة المصرية للتكرير سيخفض من نسبة انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت فى المنطقة نظرا لاحتوائه على نسبة كبريت تقترب من الصفر مقارنة بالوقود الحالى الذى يحتوى على نسبة عالية من الكبريت، ما يؤدى إلى خفض كمية الكبريت المنبعث بمقدار 93 ألف طن نتيجة استخدام هذا الوقود المستخدم حاليا.
وأضاف أن المشروع سيزيد من مستوى التحسينات البيئية لشركة القاهرة لتكرير البترول من خلال خفض انبعاثات المواد البترولية من صهاريج التخزين، بالإضافة إلى خفض ملوثات الهواء من خلال تحويل الوقود المستخدم فى شركة القاهرة لتكرير البترول من المازوت إلى الغاز الطبيعى.