«عبدالعال»: قانون الجمعيات الأهلية ليس قرآنًا.. ولا تعاون عسكري مع كوريا الشمالية

كتب: محمد عبدالقادر الخميس 02-11-2017 11:54

شهدت زيارة الوفد البرلماني المصري، برئاسة الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، لقاءات هامة بعدد من المسؤولين الأمريكيين بواشنطن، حيث التقى الوفد، الخميس، بول رايان، رئيس مجلس النواب الأمريكي، وبعض النواب الأمريكيين، منهم نانسي بيلوسي زعيمة المعارضة، والنائب ستيف سكاليس.

وقدم «عبدالعال» تعازيه وتعازي الشعب المصري للجانب الأمريكي في ضحايا الهجوم الإرهابي الأخير الذي راح ضحيته عدد من المواطنين، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من قانون الجمعيات الأهلية هو ضمان ألا تذهب أموال الجمعيات الأهلية إلى تمويل الإرهاب، خاصة أن العديد من هذه الجمعيات تجمع أموال كثيرة تحت شعارات تتستر بالدين، مؤكدا أن أية سلبيات سيكشف عنها تطبيق القانون الذي لم تصدر لائحته التنفيذية بعد، ستتم معالجتها على الفور، لأن مصر حريصة على إيجاد مجتمع مدني قوي.

ولفت إلى أن تخفيض المساعدات الأمريكية إلى مصر لا يعكس مجرد خلافات في وجهات النظر بين البلدين حول بعض القضايا، وإنما يضر بهذه العلاقات ويعطي انطباعا بأنها تعاني قدرا كبيرا من عدم الاستقرار، في الوقت الذي يجب فيه أن تدعم الولايات المتحدة مصر في حربها ضد الإرهاب، وأن تدعم الديمقراطية الوليدة التي أعقبت ثورة 30 يونيو.

ومن جانبها، أبدت نانسي بيلوسي، زعيمة المعارضة في مجلس النواب الأمريكي، تفهمها للقلق المصري من تمويل الإرهاب مع تأكيدها على ألا يؤثر ذلك على حرية الجمعيات الأهلية العاملة في مصر.

رئيس مجلس النواب يستقبل رئيس مجلس النواب الأمريكي

وباستفسارها عن وضع الأقباط في مصر، أكد الوفد البرلماني المصري، وخاصة النائبة ماريان عازر أنه لا توجد أية معاملة تمييزية ضد الأقباط في مصر، وأن الكل مسلم ومسيحي يعيشون تحت مظلة الوطن كمواطنين متساويين في الحقوق والحريات دون أي تفرقة في أي مجال.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تطرقت المباحثات إلى أهمية زيادة الاستثمارات الأمريكية في مصر لاسيما بعد صدور قانون الاستثمار الجديد الذي قدَّم ضمانات وتسهيلات عديدة للمستثمرين الأجانب.

وعلى المستوى الإقليمي، تطرقت المباحثات إلى الدور الكبير الذي قامت به مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة نحو استئناف عملية السلام لكي تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة تعيش في أمن وسلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

من جانبه، ذكر بول رايان، رئيس مجلس النواب الأمريكي، أن بلاده تدعم مصر وتقف معها خاصة في حربها ضد الإرهاب، مشيدا بدورها الرائد في تهدئة الاضطرابات في المنطقة.

رئيس مجلس النواب يستقبل رئيس مجلس النواب الأمريكي

كما التقى الوفد البرلماني بأعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي، وتطرقت المباحثات خلال هذا اللقاء إلى عدد من القضايا الأمنية التي تهم كلا الجانبين وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، إضافة إلى بعض قضايا السياسة الخارجية محل الاهتمام المشترك سواء ما يتعلق منها بملف المصالحة الفلسطينية الذي أنجزته مصر مؤخرا، أو ما يتعلق بالأزمات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأزمتين السورية والليبية، حيث كان هناك اتفاق في وجهات النظر على أهمية الحل السياسي لتلك الأزمات وبما يحافظ على مقدرات الدولة الوطنية دون إغفال محاربة التنظيمات الإرهابية.

كما تطرق الحديث أيضا إلى طبيعة العلاقات العسكرية المصرية مع كوريا الشمالية، وأكد الدكتور «عبدالعال» أنه لا توجد أي علاقات تعاون عسكري مباشر أو غير مباشر مع كوريا الشمالية..

وشهد اللقاء حديثا عن قانون الجمعيات الأهلية، أكد فيه رئيس البرلمان أن القانون من صنع الإنسان وليس قرآن أو دين سماوي لا يمكن تعديل بعض مواده أو البنود الواردة فيه، وأشار إلى أن القانون الجديد يتفق والمبادئ الأساسية المتعارف عليها عالميا وهي الإفصاح والشفافية والمساءلة ولم يخرج عما هو موجود في كثير من الدول، مضيفا: «مع ذلك إذا ظهر مع تطبيقه معوقات فمن الممكن تعديلها، والدستور الأمريكي ذاته عدل أكثر من عشر مرات في بداية تطبيقه، وهو أمر وارد بعد التطبيق الفعلي».

وعلى صعيد متصل، التقى «عبدالعال»، ديفيد نونيز، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، وخلال اللقاء أعرب رئيس البرلمان عن تقديره لـ«نونيز» على مواقفه الإيجابية تجاه مصر وتقديره الصحيح للرؤية المصرية، مؤكدا أن العلاقات المصرية الأمريكية هي علاقات راسخة ومهمة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط في ظل الاضطرابات التي تعصف بها.

وشدد على أهمية تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وتوظيفه لمواجهة الأخطار المهددة لأمن البلدين وفي مقدمتها خطر الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن مصر تبذل جهودا استثنائية وفعالة في مواجهة الإرهاب.

فيما وصف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي مصر بالشريك الاستراتيجي الفعال والمهم للولايات المتحدة.

وفي إطار اللقاءات التقى الوفد البرلماني، بمايكل ماكول، رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأمريكي، وهو لقاء اكتسب أهمية كبيرة بالنظر إلى الحادث الإرهابي الأخير الذي شهدته مدينة نيويورك، والذي وراح ضحيته عدد من المواطنين الأمريكيين.

وأبدى مايكل ماكول تفهمه الكامل للمواجهات الأمنية الحاسمة التي تقوم بها مصر في مواجهة الإرهابيين، وفي مواجهة الفكر المتطرف المغذي للأعمال الإرهابية، سواء من خلال مبادرة الرئاسة المصرية بتجديد الخطاب الديني أو من خلال الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة الأزهر الشريف.

وعلى هامش الزيارة، التقى «عبدالعال» والوفد المرافق له مع بعض رموز الجالية المصرية في واشنطن، وأكد رئيس البرلمان أهمية دور الجالية المصرية في واشنطن، وفي الخارج بشكل عام، كونها خير سفير لبلادها في نقل صورته الحضارية والدفاع عنها، وإيصال صوت مصر إلى العالم أجمع.