بدأ الثوار الليبيون فى التقدم لاستعادة المدن التى سيطرت عليها قوات الزعيم الليبى معمر القذافى فى الشرق خاصة مدينة أجدابيا الاستراتيجية. وفيما يقود حلف شمال الأطلنطى (ناتو) قيادة فرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا بعد الإعلان عن «اتفاق سياسى» بين أعضائه ستقوم قوات التحالف بقيادة الضربات على الأرض فى إطار عملية «فجر الأوديسا».
ففى مدينة أجدابيا قال الثوار إنهم يخوضون «معركة شرسة» فى المدينة الاستراتيجية على الطريق نحو مدينة سرت ويتحققون من أنباء وردت بأن مرتزقة «صرب» يقطعون الطريق المؤدى للمدينة ويساندون القوات الحكومية هناك.
وأكد الثوار أنهم يتفاوضون مع القوات الحكومية فى المدينة للاستسلام عبر واعظ فى مسجد محلى كوسيط.
وفى مصراتة، شرق طرابلس، قال الناطق باسم شباب «ثورة 17 فبراير» عبدالباسط بو مزيريق إن اشتباكات دارت مع كتائب معمر القذافى بالمدينة تمكن خلالها الثوار من قتل 30 من القناصة الموجودين على أسطح المبانى.
جاء ذلك فيما كثف التحالف الدولى الضغط على القذافى فى اليوم السادس لعملياته عبر شن ضربات جوية جديدة فى محيط طرابلس، وغارات مكثفة على معقل قبيلته فى سبها.
ومن جانبه، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى (الناتو) أندرس راسموسن أن أعضاء الحلف اتفقوا على تطبيق منطقة حظر للطيران فى ليبيا لحماية المدنيين من قوات معمر القذافى. وأكد أن التفويض الممنوح للحلف لا يتجاوز منطقة الطيران المحظور، لكن الحلف يجوز له أيضا التصرف دفاعا عن النفس.
ولكن مسؤول أمريكى رفيع المستوى قال إن «اتفاقاً سياسياً» بين الدول الـ28 الأعضاء فى الناتو دفع بتولى الحلف فى غضون بضعة أيام كل العمليات العسكرية فى ليبيا وليس فقط منطقة الحظر الجوى. ويتعارض هذا التصريح مع تصريح راسموسن الذى تحدث عن «عمليتين» بحيث يتولى الحلف الناتو الإشراف على منطقة الحظر الجوى وتبقى الأمور الأخرى وخصوصا الضربات على الأرض من نصيب الائتلاف الدولى.
وفى سياق متصل أعلن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أن الإمارات العربية المتحدة وافقت على إرسال 12 طائرة لتنضم إلى الائتلاف الدولى الذى يطبق منطقة حظر الطيران فوق ليبيا. ورحبت دول التحالف بانضمام الإمارات التى أصبحت ثانى دولة عربية ترسل طائرات للمشاركة فى التحالف بعد قطر.
وفيما دعا الاتحاد الأفريقى ممثلى الزعيم الليبى معمر القذافى والثوار الليبيين إلى مناقشة وقف لإطلاق النار، أمس، فى أديس أبابا، كشف مصدر أمنى فى تونس أنّ 15 من المسؤولين الليبيين الكبار والمعاونين للقذافى يتقدمهم محمد أبوالقاسم الزاوى أمين مؤتمر الشعب العام (البرلمان) وصلوا قبل يومين «سرا» إلى تونس للسفر منها جوا إلى «الخارج» بعد أن تعذر عليهم ذلك انطلاقا من ليبيا.