هل صارت حماس تقتل حماس فى غزة.. ولماذا؟
بعد صلاته الجمعة الماضية خرج اللواء توفيق أبونعيم، مدير الأمن الداخلى بقطاع غزة، والقيادى الكبير بحماس، من مسجد أبوالحصين فى النصيرات بوسط غزة، ليركب سيارته، لكنها انفجرت.
نجا أبونعيم من الاغتيال، ولحقت بجسده إصابات كبيرة. إسماعيل هنية، رئيس حماس الجديد، اتهم إسرائيل بتدبير محاولة الاغتيال. بينما نقلت جريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن جهات أمنية رفيعة المستوى فى تل أبيب أن عناصر داعش فى غزة هى من تقف وراء محاولة اغتيال أبونعيم.
ربك والحق. قد لا تكون إسرائيل، ولا داعش وراء محاولة اغتيال أبونعيم. ولو قلت داعش هل تكون قد ابتعدت عن فريق من حماس تحديدا؟.. أبدا. ربما يكون مدبرو الاغتيال من حماس ذاتها. حماس التى ترفض التقارب مع مصر ودورها فى إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، هى التى تحاول قتل حماس التقارب مع مصر والمصالحة.
موضوع المصالحة الوطنية بحد ذاته لا يمثل أى مشكلة بداخل حماس. إنما منذ بداية التقارب مع مصر، والتفاهمات، التى جرت فى إطاره بين حماس وتيار الإصلاح الفتحاوى بقيادة محمد دحلان، والصراع داخل حماس والشد والجذب على أشده. قيادة حماس الجديدة حسمت الوضع لصالح التقارب مع مصر، لكن هذا التطور يلقى معارضة ومناهضة من قسم داخل الحركة يرتبط بقيادتها السابقة، وترتبط مصالحه السياسية والمادية والأيديولوجية بثلاثى قطر والإخوان وتركيا. ومع نجاح مصر فى إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية والانطلاق منها نحو دفع وإحياء عملية السلام جن جنون المناهضين للتقارب مع مصر وإلى جانبهم قطر والإخوان وتركيا، الذين يشكلون مثلثا يلعب بقوة داخل حماس لتخريب ووقف أى نمو أو امتداد لدور مصر فى غزة وفى عموم المنطقة.
لماذا أبونعيم؟
أبونعيم من أشد قيادات حماس إيمانا بأهمية وضرورة التقارب مع مصر ودورها فى إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية. والواضح أن محاولة اغتياله لن تكون الأخيرة، وقد تتكرر مع شخصيات قيادية أخرى تقود التقارب مع مصر، منهم يحيى السنوار، رئيس حماس الجديد بقطاع غزة. وصلاح العارورى، نائب رئيس حماس.
وربما يلجأ ثلاثى قطر والإخوان وتركيا وركائزهم داخل حماس سعيا وراء تحقيق أغراضه أيضا إلى محاولة إغراق غزة فى مستنقع من الفوضى الاجتماعية والاشتباكات المسلحة وعمليات الاختطاف، وليس محاولات اغتيال الشخصيات فقط.
يتوقف الوضع بصورة أساسية على ضرورة أخذ قيادة حماس الجديدة بزمام المبادرة فى يدها وحسم الموقف جذريا مع المناهضين للتقارب مع مصر وشل قدرتهم على الفعل والتأثير، ومكافحة جميع صور وأوجه التطرّف والعنف داخل غزة. هذا كفيل بدرجة كبيرة بوضع حد لمحاولات مثلث التخريب القطرى- الإخوانى- التركى، مع اتخاذ مصر كل ما يلزم لقطع أيادى ثلاثى التخريب ودعم الإرهاب. خاصة أن هناك من القيادات الفلسطينية خارج حماس من أصبح يمنح قطر مكافآت جديدة مثل سيطرتها أخيرا على شركة الاتصالات الوطنية للاتصالات فى الضفة الغربية وقطاع غزة. ربما «لدورها المجيد» فى رعاية وتنفيذ انقسام الفلسطينيين وفصل قطاع غزة عن الضفة، واستمراره لعشر سنوات.