ليبيا: الثوار يقتحمون «مصراتة».. ويحاصرون كتائب القذافي في «أجدابيا»

كتب: وكالات الخميس 24-03-2011 23:51

 

 

دخلت عملية «فجر الأوديسا» العسكرية التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا الخميس يومها الـ6 حيث وواصلت الطائرات الغربية ضرب أهدافه ومواقعه العسكرية، وكثفت من قصفها ووسعت نطاقه والذي طال مجددا العاصمة وبخاصة أهداف مدينة وعسكرية في تاجوراء في العاصمة سبها معقل القذافي جنوب البلاد، فيما تمكن الثوار من دخول مدينة مصراتة شرق العاصمة وقتلوا 30 قناصا كما منحت العارضة المسلحة مهلة حتى صباح الجمعة للخروج من مدينة أجدابيا شرق البلاد ليعزز الثوار مكاسبهم بالتزامن مع كثافة القصف الغربي.

وقال شهود عيان إن الثوار نجحوا في التقدم إلى وسط مصراتة بعد معارك ضارية مع كتائب القذافي مما أسفر عن مقتل 109 وأكثر من 1300جريح خلال أسبوع ،وأكدوا أن الثوار نجحوا في قتل 30 من قناصة القذافي وأنهم تمكنوا من الوصول إلى وسط المدينة،وقالت مصادر في المعارضة إن السفن الحربية والزوارق الحكومية غادرت ميناء المدينة.وأعلنت القوات الفرنسية أنها دمرت طائرة حربية تابعة للقذافي في مطار مصراتة إثر انتهاكها للحظر الجوي الذي تطبقه القوات الغربية تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1973.

وكان شهود عيان قالوا في وقت سابق إن قوات القذافي سيطرت على ميناء مصراته وقطعت السبل بآلاف العمال الأجانب الراغبين في مغادرة البلاد عبر البحر، وقالت مصادر في المعارضة إن قوات التحالف أصابت دبابات القذافي التي كانت تحاصر المدينة.

وفي اجدابيا شرقا، وردت أنباء أن كتائب القذافي المحاصرة في المدينة تتفاوض مع الثوار من أجل الاستسلام والخروج الأمن من المدينة بشرط أن يخرجوا بكامل آلياتهم وهو ما رفضه الثوار بعد الدمار الذي خلفته الكتائب في المدينة نتيجة قصفها بصواريخ «جراد» وأضاف الشهود أن الثوار أمهلوا الكتائب حتى صباح الجمعة وإلا فسيزحفون لتحرير المدينة.

وقال التحالف الغربي إنه تم إطلاق 14 صاروخا من طراز توماهوك وقنابل على أهداف مختلفة تابعة للقذافي الأربعاء وبخاصة في طرابلس وسبها،وفي المقابل، قال الإعلام الرسمي الليبي إن هناك ضحايا مدنيين للقصف الغربي وعرضت وسائل الإعلام مشاهدة لجثث متفحمة قالوا إنها لـ18 عسكريا ومدنيا قتلتهم الصواريخ الغربية. غير أن صحيفة «التايمز» البريطانية اتهمت قوات القذافي باستهداف ضحايا مدنيين لاسيما الأطفال في بنغازي برصاص قناصة. وخرج آلاف المواطنين بشوارع بنغازى للإعراب عن تأييدهم للحملة العسكرية التى تشنها قوات التحالف ضد القذافي.

وفيما يتعلق بمدينة الزنتان، أكد أحد سكان المدينة الواقعة جنوب غربي طرابلس إن قوات القذافي تحضر المزيد من القوات والدبابات لقصف البلدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة إثر مواجهات أسفرت عن مقتل 8 من الثوار.

جاء ذلك، فيما ذكرت مصادر عسكرية ليبية أن قوات التحالف الدولي قصفت للمرة الأولى منطقة قبيلة القذاذفة التي ينحدر منها القذافي في سبها جنوب ليبيا، وبدأت ضرب تشكيلات قواته البرية بعد أن أعلنت تدمير دفاعاته الجوية بشكل كامل. وذكر مصدر عسكري ليبي أن مدينة سبها (1000 كيلو متر جنوب طرابلس) معقل قبيلة القذاذفة تعرضت لضربات جوية استهدفت العديد من المواقع العسكرية والمدنية. كما تم قصف مطار مدينة الجفرة جنوب طرابلس الخميس بحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية.

وفيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أنه لا يوجد جدول زمني لنهاية العمليات التي اقرها مجلس الامن في ليبيا،تحدث دينيس ماكدوناو المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن اتصالات أجراها افراد من المقربين من القذافي مع واشنطن سعيا لمخرج من الازمة دون ذكر مزيد من التفاصيل، وطلبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من الزعيم الليبي التنحي عن الحكم إذا كان يريد حل الأزمة وخدمة شعبه.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه القذافي بـ«الدكتاتور المجنون»، معربا عن قناعته بأن «البعض في محيطه بدأوا يطرحون أسئلة» عن جدوى الاستمرار معه. وأن تدمير الجيش الليبي «مهمة قد تستغرق أياما وربما أسابيع وليس شهوراً».

وفيما عقد القادة الاوروبيون قمة الخميس في بروكسل في أجواء متوترة بسبب خلافاتهم المستمرة حول التدخل العسكري في ليبيا وهدفه النهائي والدور المحدد لحلف شمال الأطلنطي (الناتو) في العملية، سحبت ألمانيا سفنها الحربية من مياه المتوسط والتي تخضع لقيادة (الناتو) وأعادتها للقيادة الوطنية. والأمر ذاته انطبق على طائرات الإنذار المبكر «الأواكس». وكانت ألمانيا تعهدت بعدم المشاركة في أي عمليات عسكرية ذات علاقة بقرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بليبيا.

وفي الوقت نفسه، صدق البرلمان التركي على مشاركة أنقرة ببعض الغواصات والسفن الحربية في تنفيذ حظر السلاح البحري على ليبيا، وإن جاءت المشاركة متأخرة إلا أن أنقرة لا تزال ترفض قيادة «الناتو» لعملية فجر الأوديسا، بينما تعهد الناتو بتطبيق حظر السلاح ووصول المرتزقة بشكل صارم إلى ليبيا.

وفي غضون ذلك، قال جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ان الاتحاد دعا مندوبين من حكومة القذافي والمعارضة الليبية وآخرين لإجراء محادثات في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا الجمعة. وأضاف أن القذافي قد يرسل رئيس وزرائه كما وجهت الدعوة أيضا لمسؤولين من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودول عربية مجاورة للحضور إلى اثيوبيا لمناقشة الأزمة الليبية.