أمر المستشار وائل الدريرى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، الإثنين، باستدعاء مأمور وضباط النوبتجية بقسم شرطة العجوزة، لسماع أقوالهم فيما نسب إليهم من قبل أسرة عامل، متهم بالسرقة، لفظ أنفاسه داخل القسم، إذ اتهمت الأسرة وعدد من المحتجزين الضباط بالتسبب في وفاة العامل ويُدعى «و.أ»، 30 عامًا.
ووفقًا لتحقيقات نيابة العجوزة، برئاسة المستشار أمجد المنوفى، فإن الواقعة بدأت بتحرير أسرة العامل محضرًا يتهم ضباط قسم الشرطة بالتسبب في وفاته عن طريق الإهمال، وأنهم يشتبهون في تعذيب نجلهم.
وانتقل مصطفى عمر، وكيل النيابة، إلى داخل حجز القسم الذي توفى داخله العامل لإجراء المعاينات اللازمة، وتبين أن المتوفى به إصابات وكدمات بأنحاء متفرقة من الجسد، وعلى الفور طلب وكيل النائب العام استدعاء خبير من مصلحة الطب الشرعي لتشريح الجثمان بعد الاشتباه في تعذيب المتوفى، وطلب تقرير وافٍ عن سبب الوفاة وعما إذا كانت طبيعية من عدمه.
وبحسب المعاينة فإن حجز القسم عبارة عن غرفتين تصل مساحة كل واحدة منهما لنحو 3*4 متر، ولاحظت النيابة أن كلاّ الغرفتين للحجز مكتظ بالمساجين البالغ عددهم نحو 300 متهم محبوس على ذمة قضايا متنوعة.
واستخرج وكيل النيابة عدد من المحبوسين، لسماع أقوالهم عن واقعة وفاة «و.أ»، وقالوا: إن الأخير توفى إثر إهمال ضباط القسم، إذ امتنع المتهم بالسرقة عن تناول الطعام على مدار 4 أيام متواصلة، رغم أن زوجته تأتى له بالطعام، وشكا المحبوسون مما سموه بـ«سوء المعاملة» التي يتلقونها من قبل الضباط وأمناء الشرطة، كما أن مكان احتجازهم غير آدمي ولا يستطيعون التنفس داخل محبسهم نظرًا لكثافة الأعداد.
وتبين من خلال التحقيقات أن المتهم «و.أ»، كان محبوسًا احتياطيًا بتاريخ 23 أكتوبر الجاري، بتهمة السرقة، ويقضى حكم قضائي بالحبس لمدة شهرين بذات التهمة.
واستمعت النيابة لأسرة المتوفى، واتهمت ضباط القسم بالتسبب في وفاة نجلهم إثر تعذيبه بالضرب، وهى التهمة، التي نفاها 3 ضباط جرى سؤالهم، وأكدوا أن الوفاة طبيعية، وانتهت النيابة إلى قرارها المتقدم، وطلبت تحريات إدارة البحث الجنائي لكشف ملابسات الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.