شكا عدد من أبناء محافظة كفر الشيخ من سوء الخدمة المقدمة من هيئة السكك الحديدية للنقل عبر القطارات، والتعطل المتكرر الذي يصيبها، فضلا عن عدم انتظام القطارات وسوء المزلقانات غير المتوافرة بها اشتراطات الأمان، وتهدد أرواح المواطنين ويروح ضحيتها الكثير من الضحايا بصفة يومية، كما شكوا من سوء حالة المحطات وتجاهل مسؤولي الهيئة استغاثاتهم المتكررة.
في مدينة كفر الشيخ، عاصمة المحافظة، يقول سامي محمد، أحد الركاب، إن مدينة كفر الشيخ بها العديد من المزلقانات التي تعتبر فخاخًا لاصطياد أرواح المواطنين، مشيرًا إلى أنه في مدخل المدينة من ناحية دسوق يوجد مزلقان كبير يعمل بطريقة بدائية وغير متوفر به أي اشتراطات أمان رغم العديد من الحوادث الناجمة عنه.
ويضيف «محمد» أنه يوجد مزلقان بدائي على شريط السكة الحديد الذي يتوسط منطقة آهلة بالسكان من الجانبين، ويفاجأ المواطنون بمرور القطار أمامهم دون أي إنذار، وسبق أن تحدث المسؤولون عن إنشاء كوبري علوي أو نفق بتلك المنطقة، إلا أن شيئا لم يتم.
أحد أكبر المزلقانات خطرًا، مزلقان حي السلخانة الذي يتسبب في حوادث كثيرة، آخرها أحد طلاب الجامعة الذي تسبب القطار في تحول جثته لأشلاء، هذا المزلقان يقع عند عدة محاور وبمنطقه شعبية بها أكشاك للإيواء، ويمثل خطورة داهمة على حياتهم، تقع فيه حوادث يومية.
المشكلة نفسها في «المزلقان الوسطاني» الذي يشطر المدينة نصفين؛ حيث شكا الأهالي أنه يعمل بطريقة بدائية جدًا، ويهدد أرواح المواطنين، والأدهى من ذلك وجود شريط السكة الحديد وسط المناطق الآهلة بالسكان لعدة كيلومترات دون حواجز، وسط المئات من الباعة الجائلين الذين يفترشون القضبان في ظل تلك الفوضى دون أن يمنعهم أحد.
«نفاجأ أحيانا بالقطار يمر من فوق القضبان مما قد يشكل كارثة».. هذا ما يقوله الأهالي الذين يشكون أيضًا سوء حالة القطارات ذاتها، فلا توجد شبابيك، والمقاعد نفسها مهشمة ولا تصلح للاستخدام.
وفي مدينة دسوق يقول إبراهيم زغلول، مدير عام بالمعاش، إن مدينة دسوق بها مزلقان يدعى مزلقان كوبري عتريس، معتبرا إياه قنبلة موقوتة تهدد أرواح المواطنين المساكين وتهدد بالانفجار في أي لحظة بسبب تجاهل المسؤولين، مشيرا إلى أنه لا يوجد بالمزلقان عامل لتشغيله، وقامت هيئة السكة الحديد بسحب العمال الخاصين به ونقلهم لمزلقان كوبري المدير الذي يبعد عنه بحوالي 500 متر، رغم أن المزلقان الأول أنشئ منذ نشأة السكة الحديد وترتب على ذلك العديد من الحوادث اليومية، لأن المزلقان الأول في منطقة آهلة بالسكان، ووسط تجمع للعديد من المدارس منها مدرسة الشهيد الصيحي الإعدادية والإبراهيمية الإعدادية والثانوية، إضافة لرياض الأطفال.
وفي مدينة قلين، يقول حسن شوقي، وهو أحد المواطنين المتعاملين مع القطارات بشكل يومي، إن محطة السكة الحديد بقلين بصفة عامة سيئة، مشيرًا إلى أن المزلقان بدائي جدًا، ويمثل خطورة لحياة المواطنين، كما أن المحطة يوجد بها نفق امتلأ بمياه المجاري، التي بات يلهو فيها الأطفال، ويهدد بانهيار جسم وأرصفة المحطة وهبوط قضبان السكة الحديدية والتسبب في كوارث، ولم يتحرك أي مسؤول رغم استغاثات الأهالي، على حد قوله.
كانت المهندسة جيهان مسعود، رئيس مركز ومدينة قلين، قالت إنها كلفت المسؤولين بالصرف الصحي بتركيب ماكينة لشفط المياه من النفق بصفة مبدئية، وأنها تنسق مع مسؤولي السكة الحديد وشركة المياه للبحث عن أسباب تلك المياه وإيجاد حل دائم لتلك المشكلة القديمة، مؤكدة أنها لا تقبل استمرار النفق بتلك الصورة، حفاظًا على آدمية أبناء مركز ومدينة قلين، الطريف أن الأهالي منعوا عمال مجلس المدينة من كسح مياه المجاري من النفق وتركوها تهدد بالوصول للقضبان وتعطيل حركة القطارات وتهدد بتصدع النفق، اعتقادا منهم بأن يتحرك المسؤولين بالسكة الحديد لإيجاد حل دائم لهذا النفق بعيدا عن حلول المسكنات، وامتلأ النفق بمياه المجاري ويقوم الأطفال باللعب فيه والسباحة به وكأنه حمام سباحة ولكن بمياه المجاري.
وفي مدينة بيلا يقول حسن فرحات، وهو أحد ركاب القطارات، إن المزلقان الموجود بمدخل المدينة غير آمن ويهدد أرواح المواطنين لأنه يعمل بطريقة بدائية ولم يتم تطويره منذ إنشائه، وفي مدينة سيدي غازي يقول زايد سمير، إنه رغم تطوير مزلقانين بها مؤخرًا إلا أن السكة الحديد عمومًا بحاجة لتطوير، خاصة بتلك المنطقة، لأن الآلاف يعتمدون على القطارات.
في المقابل أكد المحاسب محمد أبوغنيمة، سكرتير عام مساعد محافظة كفر الشيخ، أن المحافظ، اللواء السيد نصر، يتابع بنفسه كل صغيرة وكبيرة بالمحافظة، ويهتم بالقطارات بصفتها وسيلة ركاب رخيصة بالنسبة لمحدودي الدخل، مشيرًا إلى أنه سبق أن تم تشكيل لجنة مشتركة من السكة الحديد والمسؤولين بالمحافظة لفحص مزلقانات السكة الحديد والمشاكل الخاصة بها، وأنه تبين وجود 69 مزلقانًا بالسكة الحديد وتم تحديد المزلقانات الواجب تطويرها حفاظا على أرواح المواطنين، كما تم تحديد المزلقانات غير الصالحة والواجب غلقها وجارٍ التنسيق مع مسؤولي السكة الحديد لتنفيذ تلك التوصيات.
وأكد «أبوغنيمة» أن المحافظ مهتم بتلك القضية حفاظًا على أرواح المواطنين، وأضاف أنه تم تطوير العديد من المزلقانات والمحطات والأرصفة من خلال خطة بتكلفة حوالي 500 مليون جنيه، لافتا إلى أن من المزلقانات التي تم تطويرها مؤخرًا مزلقان شمشيرة بمطوبس ومزلقان مدخل فوه الرئيسي، ومزلقان العلوي بفوه أيضًا، ومزلقان السالمية وقبريط وعدة مزلقانات أخرى بدسوق وكفر الشيخ.