«إسكندرية اليوم» تكشف مقر تصنيع لافتات دعم ترشيح جمال مبارك لـ«الرئاسة» فى الثغر.. وترصد خلافات «التمويل»

كتب: محمد المالحي الأربعاء 08-09-2010 16:10

فى الوقت الذى يستعد فيه مرشحو مجلس الشعب، لخوض انتخابات البرلمان المقبلة فى المحافظة، بدأت استعدادات من نوع آخر فى إشعال حالة الحراك داخل المحافظة، خاصة مع تعدد الحركات الداعمة لترشيح جمال مبارك، أمين السياسات بالحزب الوطنى رئيساً، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة 2011، لتكون الإسكندرية هى المنصة الأولى التى يعتمد عليها مناصرو «جمال» فى الوصول إلى الحكم، وهى المدينة ذاتها التى بدأ منها أنصار الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إصدار توكيلات تعديل الدستور، ومنها حصل الدكتور أيمن نور، مرشح حزب الغد فى الانتخابات الرئاسية الماضية، على أعلى نسبة تصويت فى المحافظات كلها، ومنها حصدت جماعة الإخوان المسلمين على 8 مقاعد فى انتخابات مجلس الشعب الماضية، من إجمالى 10 مرشحين خاضوا الانتخابات.

«الإسكندرية اليوم» رصدت عن قرب كواليس الحملات الدعائية لدعم ترشيح جمال مبارك رئيساً للجمهورية

شارع النيل بـ«كرموز».. من هنا تخرج لافتات ترشيح نجل الرئيس

قبل دقائق من انطلاق مدفع الإفطار، كان العمل يجرى على قدم وساق بشارع النيل بمنطقة كرموز، حركة غير طبيعية، شباب يحملون «سلالم» خشبية ضخمة، مجموعة من «النجارين» يصنعون إطارات خشبية لـ«لافتات» ضخمة، اعتاد المواطن السكندرى رؤيتها فى الآونة الأخيرة، فى عدة شوارع وميادين، وأصابته بالحيرة والدهشة، وأصبحت بمثابة «اللغز» لديه، ومثاراً لتساؤلاته، لعدم معرفته الجهات التى تقف وراءها، ولعدم حملها أى إشارة لمموليها أو أسمائهم، خاصة أنها تحمل تأييداً ودعماً لترشيح جمال مبارك لانتخابات الرئاسة، المقررة فى نهاية 2011.

دقائق قليلة وانتهى العمال من تجهيز «اللافتات» وانطلقوا بها فى سيارة نصف نقل، بصحبة 3 هم: محمد مرسى فهيم «صاحب مصنع ملابس» ومصطفى عاشور «تاجر» ومحمد حسين مندور «صاحب مصنع تطريز ملابس» أيضاً، الداعمون لحملة تأييد جمال مبارك لانتخابات الرئاسة المقبلة، وأصحاب «اللافتات» الأولى التى بدأت فى الظهور وامتلأت بها شوارع وميادين المحافظة فى «محطة مصر، طريق الكورنيش، خالد بن الوليد، كرموز» دون الإفصاح عن أسمائهم لسبب غير معلوم، بالإضافة لقيامهم بجمع «توقيعات» لتأييد وترشيح «جمال» لانتخابات رئاسة الجمهورية، باسم «ثورة حب وانتفاضة شعب» بلغت حتى الآن 27 ألف توقيع، من إجمالى 2 مليون استمارة، تم تجهيزها وتحضيرها- وفق قولهم.

وقال محمد حسين مندور: «لم ألتق جمال مبارك طوال حياتى، لكنى أحمل له «جميلا» منذ 3 أعوام، إذ فازت ابنتى فى إحدى المسابقات، التى تنظمها جمعية «جيل المستقبل» بمبلغ 5 آلاف جنيه، كانوا «نواة» لشراء ماكينة «تطريز» ملابس وتوسعت بعدها، وأصبح رأس مالى الآن 2 مليون جنيه، وأملك الآن مصنعا صغيرا لتطريز ملابس السيدات، به نحو 100 عامل وعاملة، وما أفعله الآن دين فى رقبتى أحاول أرده لجمال مبارك، وأضاف: لست عضواً فى الحزب الوطنى ولن أنتمى إليه، ولم أكتب أسمى أنا وأصدقائى على «اللافتات» سوى مؤخراً، بعد أن ادعى كثيرون أنهم أصحابها».

وأضاف محمد مرسى فهيم، المنسق الثانى للحملة: «ما دفعنا للقيام بهذه الحملة هو المصلحة العليا لـ«البلد»، ومن حق أى شخص يقول نعم أو أن يقول لا، وهذا ما تشهده مصر حالياً، والرئيس «مبارك» ثانى رجل نسب إليه نصر أكتوبر العظيم فى حياة الرئيس الراحل «السادات» وبشهادته، وفى رأينا «جمال» هو الأفضل بسبب التنشئة السياسية على الإطلاق من بين باقى المرشحين، ومصرى 100٪ وليس لديه جنسية أخرى مثل مرشحين آخرين، وما نقوم به الآن ينفى فكرة «التوريث»، لكنها «مبايعة» وإرادة شعبية»- وفق قوله.

وحول تكاليف الحملة التى تتجاوز المليون جنيه والمقر، قال مصطفى عاشور، المنسق الثالث: «التكاليف نحن الذين نتحملها ورفضنا أكثر من عرض للمشاركة فى المصروفات، لعدد من مرشحى انتخابات مجلس الشعب سواء كانوا مستقلين أو منتمين للحزب الوطنى، حتى لا نتهم بأننا مدعومون من «الحكومة» والحزب الوطنى، وجهزنا 5 آلاف بوستر كبير، تكلفة الواحد 300 جنيه، و3 آلاف «بانر» تكلفة الواحد 200 جنيه، بالإضافة لـ10 آلاف بوستر صغير، و2 مليون استمارة «مبايعة وتأييد» لترشيحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، جمعنا منها 27 ألف توقيع حتى الآن، سنقوم بتسليمها للرئيس «مبارك» بعد الانتهاء من جمعها.

منافسة ساخنة على «اللافتات» وتوقيعات «المؤيدين»..وصراع على إدارة «الحملة        »

رغم الاتفاق الظاهر فى الهدف بين «التكتل الجماهيرى» الذى يقوده رجل الأعمال طلعت محمد على و«الناصرى» السابق أحمد عبدالعزيز، وبين رجال الأعمال الثلاثة محمد مرسى فهيم ومصطفى عاشور ومحمد حسين مندور، الداعمون لحملة تأييد جمال مبارك لانتخابات الرئاسة 2011، والتى تتخذ من شارع النيل بمنطقة كرموز مقراً للحملة، إلا أن الكواليس تشهد صراعا وخلافا عميقا بين الجانبين وأنصارهم، يرى كل جانب أنه كان أول من أطلق حملة «اللافتات» الداعمة لترشيح «جمال» لانتخابات الرئاسة، فى شوارع وميادين المحافظة، وهى اللافتات التى كان ظهورها فى البداية «مجهول» من يموله ويقف وراءه، بسبب عدم حملها أى إشارة لأصحابها، بالإضافة إلى انتشار هذه اللافتات بشكل موسع فى أهم الأماكن والميادين بالمحافظة، لدرجة أن سكان العقارات وأصحاب المحال التجارية أنفسهم أصابتهم الدهشة من وجودها المفاجئ، وقيام أصحابها بوضعها فى أوقات متأخرة من الليل لعدم لفت الأنظار، وهو ما أصاب «السكندريين» بحالة من الحيرة والدهشة، ساعد على زيادتها ادعاء كثيرين أنهم أصحاب هذه «اللافتات» والداعمين لحملة تأييد «جمال» فى الإسكندرية خلاف الواقع، إلا أن ما شهدته الأيام الماضية من إعلان «الحملتين» عن نفسيهما صراحة فى «لافتات» التأييد وبيانات «التفويض والتأييد» حسم الجدل الدائر حولها، وإن كان الصراع على أحقية أى منهم فى إطلاق «اللافتات» باقيا. وقال محمد حسين مندور، إنه وأصدقاؤه «محمد مرسى ومصطفى فهيم» أول من قاموا بوضع لافتات «تأييد» لجمال مبارك منذ قرابة العام فى شوارع حى كرموز، ثم طريق الكورنيش وأمام «بئرمسعود» بمنطقة ميامى منذ ما يزيد على شهرين، وأنهم لم يكونوا يرغبون فى الإفصاح عن أنفسهم لولا ادعاءات البعض بأنهم أصحاب «اللافتات». وأضاف: نحن أول من قمنا بجمع توقيعات التأييد لجمال مبارك فى المحافظة، واشترينا 6 ماكينات تصوير ضوئى على نفقتنا الخاصة، لطباعة تفويضات «المبايعة والتأييد» له، وطبعنا 2 مليون استمارة «حب وانتفاضة» وجمعنا توقيعات بلغت 27 ألف توقيع حتى الآن.

على الجانب الآخر قال رجل الأعمال طلعت محمد على، مدير حملة «التكتل الجماهيرى» لدعم ترشيح لـ«جمال مبارك» للرئاسة فى المحافظة، إنهم كانوا أول من أطلقوا «شرارة» البدء لتأييد ترشيح «جمال» فى المحافظة، وأنهم لم يرغبوا فى البداية فى الإفصاح عن «التكتل» إلا أنهم فوجئوا أيضا بادعاءات البعض بأنهم أصحاب كل «اللافتات» المؤيدة لجمال مبارك فى المحافظة، وهو ما جعلهم يعلنون عن أنفسهم صراحة فى «اللافتات» الأخيرة.

وأضاف: «التكتل» جمع حتى الآن ما يقرب من 80 ألف توقيع لـ«تأييد» جمال مبارك، غالبيتها من «غرب المحافظة» وتحديداً مينا البصل والورديان والقبارى، والأيام المقبلة ستشهد خروج الحملة إلى محافظتى مرسى مطروح والبحيرة تليها باقى محافظات مصر.

«التكتل الجماهيرى» لدعم «جمال»: قيادات «الوطنى» رفضت مساندتنا والهجوم عليه فى ملصقات خصومه «قلة أدب                     »

التكتل الجماهيرى فى المحافظة لدعم ترشيح جمال مبارك للرئاسة هو أحدث ما تشهده المحافظة من نشاط سياسى لدعم «جمال» لانتخابات الرئاسة المقبلة، وإن كان الاختلاف الوحيد لديها هو أن اللافتات الخاصة بها بدأت مؤخراً تحمل أسماء مديرى الحملة وهم رجل الأعمال طلعت محمد على، الذى يعمل بمجال المقاولات، بالإضافة لرئاسته مجلس إدارة إحدى المؤسسات الخيرية، وأحمد عبدالعزيز «الناصرى» السابق والمعروف بين أوساط مثقفى وسياسيى المحافظة، بالإضافة إلى بيانات «التأييد» الخاصة بهم، والتى بدأت فى الانتشار فى أحياء ومناطق المحافظة بشكل بات واضحاً وملحوظاً، وقيامهم بجمع توقيعات من المواطنين، خاصة فى الدوائر التى يسيطر عليها نواب جماعة الإخوان المسلمين وتحديداً «المنتزه ومينا البصل».

وعن الظهور المفاجئ لـ«التكتل» واللافتات وبيانات التأييد التى يتم جمعها قال طلعت محمد على لـ«إسكندرية اليوم»: بعد ظهور عدد من الحركات «العشوائية» فى الشارع السكندرى بطريقة غير منظمة وغير متعاونة، حاولت مع أحمد عبدالعزيز أن نجمعهم فى تكتل واحد ويبلغ عددنا الآن 50 فرداً، فى البداية كانت اللافتات لا تحمل أسماءنا لعدم وجود تنسيق أو نظام بين الأعضاء، بالإضافة لعدم رغبتنا فى «الشهرة» أو «الأضواء»، وحتى لا يقال إننا «مدفوعون» من الحزب الوطنى، الذى لا أنتمى إليه، وأكثر من وقف ضدنا هو وقيادته، فعندما توجهنا إليهم رفضوا مساندتنا بحجة أنه ليس لديهم تعليمات وعدم قانونية تكتلنا و«حملتنا».

وأضاف: دعمنا لـ«جمال» يأتى من منطلق حرصنا على استقرار «البلد»، وهو ليس ذنبه أنه ابن رئيس الجمهورية، ويتعرض دائماً لهجوم وحملات «منظمة» من خصومه، ولكن أدبه يمنعه دائماً من الرد عليهم، وتابع: لماذا يقبل الرافضون لترشيحه والمطالبون بمزيد من الديمقراطية ترشيح محمد البرادعى وحمدين صباحى وأيمن نور، و«حرام علينا» ترشيح جمال مبارك، الديمقراطية الحقيقية، كل واحد يختار من يقتنع به دون تجريح واحترام رأى الأغلبية.

وقال أحمد عبدالعزيز، المنسق الثانى لـ«التكتل» و«الناصرى» السابق: بخبرة سنين وأنا كنت فى التنظيم الطليعى ثم الاتحاد الاشتراكى ومن مؤسسى الحزب العربى الناصرى بالمحافظة، وطوال فترة حكم الرئيس مبارك، حاول الكثيرون «توريط» مصر فى الخلافات العربية، وربنا حامى البلد بحكمته، وأضاف: عندما ننظر للساحة السياسية حالياً نجد أحزاباً يسارية ويمينية وجماعة الإخوان المسلمين، والشعب جرب التجربة الاشتراكية ودفع ثمنها، وقبل ثورة يوليو وأيام الملك كانت هيمنة حزب الوفد وزمنها ولى، والإخوان المسلمين كانوا من السهل أن يكونوا حزباً قبل «الثورة» لسهولة إشهار وتكوين الأحزاب وقتها إذا أرادوا، لكن لديهم أجندة خارجية منذ البدايات، وعندما يجتمع كل هؤلاء فى «تحالف» فهناك «خلل» ما بالتأكيد.

وتابع «عبدالعزيز»: الهجوم الذى يتعرض له جمال مبارك، فى «ملصقات» خصومه «قلة أدب» وخصومه ينقصهم الشرف وصندوق الانتخابات والشعب و«الجماهير» هما الفيصل فى هذه المعركة، والرئيس «مبارك» رمز تاريخى و«جمال» يشبهه فى كثير من الصفات، ومن حقه ترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة، مثل أى مواطن عادى له حقوق ديمقراطية.

وعن التوقيعات على بيانات «التأييد» التى يجمعها «التكتل» والغرض منها، قال «عبدالعزيز»: بعد أن نتخطى حاجز المليون توقيع فى الإسكندرية، سنتوجه إلى محافظتى البحيرة ومرسى مطروح، وبعد جمعنا «التوقيعات» سنتوجه بها للرئيس «مبارك» ونقول له: «الشعب» يريد «جمال» رئيساً، واقبل «ترشيحه» لأنها إرادة شعبية من «الجماهير».