اعترف رئيس الوزراء القطرى السابق، حمد بن جاسم، بصحة التسجيلات المسربة للزعيم الليبى الراحل معمر القذافى وأمير قطر السابق، الخاصة بالتآمر على السعودية، وقال بن جاسم إن القذافى سلم بلاده فى إحدى المناسبات أشرطة ضد السعودية، وطلب بثها عبر قناة «الجزيرة» القطرية إلا أن الدوحة ماطلت.
وأشار، فى حوار مع التليفزيون القطرى، مساء أمس الأول، إلى أن القذافى كشف لهم حين ذهبوا إليه أنه يحضر لمؤامرة لتغيير نظام الحكم فى السعودية، وأضاف: «كنا نضحك أنا والأمير الوالد حين نركب الطائرة، كان يجلس ويوضح بالعصا والرمل أنه سيرسل 50 سيارة كما لو كانت الرياض أو المملكة مثل دولة تشاد، كان يحلم»، وشدد على أن الدوحة أبلغت الرياض بخطط القذافى ضدها، وقال: «أخبرناهم بأننا مضطرون لمسايرته، لأن هناك موضوعا ماليا معه».
وزعم بن جاسم أن بلاده لم تقدم دعما لـ«الإخوان» فى مصر، وقال إن «قطر لا تتآمر، والدليل أن قطر كانت أول المهنئين للرئيس عبدالفتاح السيسى»، وأنها قدمت قروضا لمصر منذ أيام المجلس العسكرى «وتعاملت مع مصر السلطة»، وتابع أن «قطر لم تتدخل ولا تتدخل فى الشؤون الداخلية لأحد، لكن هذه تلفيقات وشائعات أريد بها باطل»، وقال: «لقد وجدت قطر نفسها فى حالة خلافية خليجية وأخرى مع مصر». وتابع بن جاسم، فى حديثه لتليفزيون قطر، مساء أمس الأول، أن «ما يجرى تجاه الدوحة من قبل جيرانها الخليجيين قد يكون الغرض منه فرض سياسة معينة فى المنطقة، وجعل قطر تنشغل بهذا الخلاف لفرض هذه السياسة»، وتابع: «وصلنا إلى محرمات سيئة، وخلقنا شرخا كبيرا جدا بين الشعوب، وهذا أخطر من الشرخ بين الحكومات»، وأكد أن الكويت تلعب دورا واضحا يقف لبقاء مجلس التعاون قوياً، ودعا إلى إنهاء الأزمة «المخجلة لكل الخليجيين بالعقل والحكمة»، وتابع: «أعول على العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يأخذ زمام المبادرة».
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع القطرية إن الدوحة وقّعت مع روسيا اتفاقية للتعاون العسكرى التقنى ومذكرة تفاهم بشأن الإمدادات العسكرية والدفاع الجوى، بينما قال محافظ بنك البحرين المركزى، رشيد محمد المعراج، إن الأزمة القطرية أوقفت التقدم نحو عملة موحدة لدول مجلس التعاون الخليجى. وحذرت هيئة كبار العلماء السعودية المواطنين من الانضمام إلى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الذى يرأسه المصرى يوسف القرضاوى، لأنه ينطلق من أفكار حزبية ضيقة، مشيرة إلى أنه هو السبب فى إثارة الفتن فى بعض الدول الإسلامية والعربية، واتهمت الاتحاد بأنه يقدم مصلحته على مصلحة الإسلام والمسلمين، وكان لهذا الاتحاد دور فى إثارة الفتن فى بعض الدول الإسلامية والعربية على وجه الخصوص.