قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، معلقا على حادث الواحات الإرهابى: سبقنا أبناؤنا وإخواننا إلى الدار الآخرة، وسبقونا وهم في شرف ورفعة، ونحن ندعو أن يجمعنا الله بهم وبالرسول، متابعا: «لو أننا تساءلنا لماذا قُتل هؤلاء؟ وما هي المبررات والفلسفات من وراء ذلك؟ لوجدنا دعوات خبيثة بين الحين والآخر تزعزع المستقر في أذهاننا، فمصر وجيشها وشرطتها وأزهرها ومؤسساتها لن تنكسر ولن تنهزم، والتاريخ أثبت ذلك».
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في الندوة التي عقدتها كلية الدعوة بجامعة الأزهر، خلال موسمها الثقافي لهذا العام بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر التي عقدت اليوم الثلاثاء بمقر كلية الدعوة بمدينة نصر، بعنوان «تطبيق الشريعة في مصر بين الحقائق والأوهام».
وأضاف قائلاً: إن «من تصدّر للفتوى من الصحابة لا يتعدى أصابع اليدين، وعددهم قليل جدا رغم معايشتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وكأننا نقرأ رسالة خطورة الإفتاء وأنه لا ينبغى أن يتصدر لها إلا أهل التقوى والعلم، من يتصدر للإفتاء ينبغى أن يكون بصيرا بالنص الشرعى وما ينتج عنه من أدلة واجماع وقياس وغيرها من الأدلة الشرعية، كما يجب أن يكون مدركاً بواقع الناس، ومؤهلاً لاستصدار الحكم وذلك يأتى بواقع الخبرة والتأهيل والتدريب، وهو ما عليه الأزهر الشريف»، متابعا: «عند الاحتلال الفرنسي جاءوا بنصوص قانونية بغير اللغة العربية، وهنا جاء دور الأزهر، يتساءل.. هل هذه القوانين التي أتت توافق طبيعتنا وشريعتنا؟».
وأضاف مفتى الجمهورية في كلمته خلال الندوة قائلا: «العقيدة صحيحة، نقولها نحن ونربى الناس عليها، لكن أمر الخلافة هل من صلب الإيمان؟ أم أنه وسيلة فقهية لإدارة شؤون الأمة؟ .
أكد محمد عبدالفضيل القوصي، عضو هيئة كبار العلماء، وزير الأوقاف الأسبق، نائب رئيس مجلس إدارة منظمة خريجى الأزهر، خلال كلمته بالندوة أن على كلية الدعوة وطلابها في هذا الآونة أن يجاهدوا جهاد حق ضد من شوهوا صورة الإسلام السمحة وصوروه بصورة ظلامية تملؤها القسوة وسفك الدماء بعيدة كل البعد عن كونه دين رحمة وعدل وبناء الانسان المسلم عقلاً وروحاً، فهو جهاد فريضة لا نافلة في ظل التحديات الصعبة التي تواجه مجال الدعوة إلى الله، مضيفاً: «فطلابها بصفتهم دعاة المستقبل لا يقتصر دورهم على الدعوة فقط، وإنما يمثلون «جنود الدعاة». واصفا ً كلية الدعوة بأنها ذروة سنام الجهاد الأزهري لتصحيح صورة الإسلام».
وقال القوصي إن «الهجمات الأخيرة في حادث الواحات تمثل جناية ليس على أرواح الشهداء فقط، وإنما جناية أيضًا على الأزهر وعلى الدعوة الإسلامية مثلها مثل كافة الجرائم الشنيعة التي ارتكبت من قبل بإسم الإسلام بهتانا، وصدرت للعالم الغربي صورة بشعة تنطبع في عقول أطفالهم قبل كبارهم تعجز الكلمات عن وصفها بأنه دين دم وعنف ليس رحمة للبشرية جمعاء، وهو ما يجعل دور الدعاة مزدوج يواجهون عدة أفكار واتجاهات لهؤلاء الفئة الارهابية وينشرون في مقابلها الصورة السمحة البيضاء لهذا الدين الحنيف»، موجها كلامه لطلاب كلية الدعوة «لن يشفع لكم الإسلام والتاريخ إذا ضعفتم عن محو الصورة السلبية عن الإسلام».
قال الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر بالقاهرة، إن قلوبنا انفطرت بعد سماع ما حدث لأبنائنا في حادث الواحات.
وأوضح فاروق، أن المتطرفين قد استغلوا هذه القضية للطعن في الأزهر الشريف وعلمائه مدعين أنهم علماء سلطة وبل في تعبئة الشباب ضد مصر، كما حكموا على مسئولي الدولة وعلماء الأزهر بأنهم علماء سلطة ويصمتون عن بيان الحقائق، متخاذلون عن نصرة تطبيق الشريعة الإسلامية وأكثروا من التلبيس والتدليس، وبنوا كلامهم على فهم مغلوط، يقصرون دائرة الشريعة على قضايا العقوبات وعميت أعينهم وقلوبهم عن الواقع بأن الدستور المصري يقر في أكثر بنوده على أن الدين الإسلامى هو الدين الرسمي للبلاد، وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسى للتشريع.
وأضاف جمال فاروق، عميد كلية الدعوة، خلال كلمته، أن الندوة تعقد لتوضيح الحقائق ومحاربة التطرف.
وشدد عميد كلية الدعوة، على أن مصر لن تنكسر أبدا، وستظل راية الأزهر مرفوعة شاء من شاء وأبى من أبى.
وأوضح أن دار الإفتاء نجحت في عقد مؤتمرها السابق «دور الفتوى في استقرار المجتمعات»، الأسبوع الماضي، مشددا على أن للفتوى الصحيحة دورًا هامًا في استقرار الدول.