سقطات إعلامية عدة وقع فيها الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسؤوليتي» على فضائية «صدى البلد»، وصفها خبراء إعلام بأنها «غير مهنية، تخالف ميثاق الشرف الإعلامي». «موسى» بات مثيراً للجدل بعد «30 يونيو» بسبب آرائه، والأفعال «غير الأخلاقية» التي يرتكبها في برنامجه.
من إذاعة مقطع فيديو للعبة على أنها قصف روسي لتنظيم داعش، وبث صور جنسية يزعم أنها للمخرج خالد يوسف، مروراً بنشر تسجيلات لمحمد البرادعي، وسبّ أسامة الغزالي حرب، إلى نشر تسريبات حول اشتباكات الواحات، صار «موسى» بطل السقطات في الإعلام المصري.
- صور جنسية لخالد يوسف
عرض «موسى» في ديسمبر 2015، صوراً جنسية زعم أنها للمخرج السينمائي خالد يوسف، عضو مجلس النواب.
وعلق «موسى» على الصور قائلاً: «أمتلك العديد من الصور للمخرج خالد يوسف، وأن مسؤولية هذا النائب أصبحت على المحك، وأنه يجب عليه أن يخرج للرأي العام وينفي أو يؤكد صحة هذه الصور».
بعدها بأيام، اعتذر مقدم «على مسؤوليتي» لخالد يوسف، وقال: «خالد يوسف لم يتقدم بأي بلاغ ضدي، وأنا مدين له بالاعتذار، وأشكر فروسيته وجدعنته»، مشددًا على أنه لم يكن يقصد الإساءة لصورة المخرج في الإعلام.
- فيديو جيم ضرب روسيا لداعش
في عام 2015، عرض «موسى» لقطات لقصف القوات الروسية لعناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي، في سوريا، وعلق بقوله: «روسيا مابتهزرش، وأمريكا لم تكن تضرب داعش من الأساس، الأمريكان طبطبوا عليهم. وروني الروس عملوا إيه. هذا هو الجيش الروسي والسلاح الروسي، هذا هو بوتين، ما تشاهدونه فيديو مرعب، وكأن الروس يصطادون عصافير».
وبعد مشاهدة للفيديو تبين أنه «فيديو جيم»، للعبة تسمى apache assault، ظهرت في 2010.
- اتهام الغزالي حرب بالخيانة
في إحدى حلقات برنامجه على «صدى البلد»، هاجم أحمد موسى، أسامة الغزالي حرب، مؤسس حزب الجبهة الديمقراطية، متهماً إياه بـ«العمالة».
وقال «موسى»: «اهدي يا دكتور أسامة أنت المفروض آخر واحد في مصر تتكلم. ممكن أقولك يوم ما خدت موافقة الحزب أيام مبارك، فاكر الحكاية دي؟، الدولة عارفة إن أسامة غزالي حرب كان بيقعد مع السفير الأمريكي ويقولهم كل اللي حصل، وإنك قلبت على النظام لأنك كنت تريد رئاسة تحرير الأهرام، عندي كتير ولسه متكلمتش عنك ومش عايز أتكلم عنك».
وتقدم «حرب» ببلاغ ضد «موسى»، ورفض التنازل عنه بعد تدخل جهات عدة، وعاقبته محكمة جنح أول مدينة نصر بالحبس سنتين وكفالة مالية 20 ألف جنيه، بتهمة السب والقذف، لكن محكمة جنح مستأنف مدينة نصر، برأته من التهم المنسوبة إليه.
- تسريبات البرادعي
في 8 يناير 2017، أذاع مقدم «على مسؤوليتي» تسجيلات لمحمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية سابقاً، مع الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، دون التأكد من صحتها.
ودار في التسجيلات حديث بين البرادعي وعنان في عام 2011، حيث طالب الأول بإقالة الفريق أحمد شفيق، من رئاسة الحكومة، مقابل فض شباب الائتلافات الاعتصامات في ميدان التحرير.
بعد إذاعة التسجيلات، حققت نيابة أول أكتوبر في بلاغ قُدم ضده، لكنه برر في التحقيقات إذاعة المكالمة بين البرادعي وعنان المكالمات ليرد على من وصفهم بـ«الخونة والطابور الخامس»، الذين اتهموا القوات المسلحة بأنها لن تترك السلطة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث أظهرت مكالمة «عنان» ذلك.
واتهم «موسى» البرادعي، بـ«إعداد تقريرين خلال ترؤسه الوكالة الدولية للطاقة الذرية عامي 2003 و2007 ضد مصر بهدف تحريض المجتمع الدولي للتدخل العسكري على غرار تقريره الكاذب عن العراق والذي كان سببًا في تدمير الجيش العراقى».
وبرّر «موسى»، أمام النيابة، تسريب المكالمة الهاتفية خلال برنامجه، بأنها تهدف لخدمة الصالح العام للبلاد، كما أنها لا تتعلق بانتهاك حرمة الحياة الخاصة، مستندًا إلى براءة الإعلامى عبدالرحيم على، مقدم برنامج «الصندوق الأسود» سابقًا على قناة «القاهرة والناس» من عدة قضايا مماثلة.
ورد البرادعي على «موسى» في تغريدة على «تويتر»: «تسجيل وتحريف وبث المكالمات الشخصية إنجاز فاشي مبهر للعالم».
- تسريبات الواحات
مساء أمس، أذاع «موسى» مكالمة صوتية تشرح حقيقة ما جرى في معركة الواحات بين قوات الشرطة والإرهابيين، حيث يؤكد أحد الضباط أن الإرهابيين محترفون ويظهر جزءا مما حدث في المعركة.
وذكر أن قوات الأمن أمس خاضت معركة كبيرة ضد الجماعات الإرهابية على طريق الواحات، مؤكدًا أن ما حدث أمس ليس حادثا إرهابيا ولكن عملية عسكرية ضخمة تُديرها مخابرات دول.
هذه الواقعة أثارت جدلاً، وأصدرت نقابة الإعلاميين بيانا تؤكد فيه وقف «موسى» وإحالته للتحقيق.
ما فعله موسى «خطأ فادح» في رأي الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، موضحاً أن مقدم برنامج «على مسؤوليتي» على فضائية «صدى البلد»، قدم إفادة مجردة من الحقيقة دون الاستدلال عليها، وهذا الخطأ يُرتكب يومياً في الفضائيات المصرية.
وقال «عبدالعزيز» لـ«المصري اليوم»، إن هذا ليس الخطأ الأول لـ«موسى» حيث يرتكب أخطاء مهنية يومياً، أشهرها إذاعته فيديو للعبة على أنها قصف روسي لتنظيم داعش، وثبت بعد ذلك خطأ الفيديو.
وأضاف أن من حق نقابة الإعلاميين معاقبة كل عضو فيها يخترق ميثاقها، وكذك المجلس الوطني لتنظيم الإعلام، لكنه أوضح أنه لا توجد آليات واضحة للعقوبات، وأن المحاسبة تجرى على أساس سياسي، وهو ما يُنتح نظاماً إعلامياً عشوائياً.
وأشار إلى أن قناة «صدى البلد» لم تعلن عن مدونة سلوك تُحدد مهنية ما يُقدم على شاشتها، الأمر نفسه في المجلس الوطني للإعلام الذي لا يمتلك كود محاسبة.
ولفت الخبير الإعلامي إلى أنه لا توجد معايير للمحاسبة، وتجرى فقط حينما ما يُقدم لا يخدم أجهزة الدولة، متابعاً: «لدينا نظام الإعلامي عشوائي، ولدينا محاسبة تجرى وفق أساس سياسي. هذا خطأ واضح».