تفاصيل الجلسة العاصفة بالبرلمان بعد حادث الواحات

عبدالعال: هذا الوطن لأبنائه.. ومن لا يريده «مع السلامة»

شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، الأحد، تضامنًا كاملًا مع الشرطة والجيش في حربهما ضد الإرهاب، وشهدت الجلسة الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الشرطة.

وقال الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، إن مصر تواجه إرهابًا أسود، تقوم به جماعات مناهضة للحياة، تشوه وجه الإسلام السمح، الذي لا يقر الاعتداء على الأبرياء.

وأشار عبدالعال، خلال كلمته في الجلسة العامة، إلى أن شهداء الوطن سطّروا أنصع الصفحات في تاريخ البلاد واتخذوا الانتصار عقيدة ثابتة في محاربة الإرهاب.

وأضاف: «هؤلاء الأبطال تظل عيونهم ساهرة لأمن وأمان البلاد، فهم يقفون في البرد القارس حرصًا على المصريين، والقوات المسلحة والشرطة، يواجهون إرهابًا شرسًا في كل بقاع البلاد.. هذا الوطن لأبنائه، ومن لا يريد هذا الوطن فليذهب مع السلامة».

ووجه كلامه لمن يهاجم إعلان حالة الطوارئ والادعاء بعدم دستوريتها، قائلا: «اقرأوا الدستور جيدا وتعرفوا على أمهات الكتب في القانون الدستوري.. الجماعات الإرهابية تسعى دائما لزرع روح الهزيمة بين المصريين، وهو ما لن يقبله المصريون مطلقًا».

وأوضح أن قانون الطوارئ لا يواجه إلا عصابات الظلام الذين لا دين لهم أو وطن، ولا غنى عن العمل به في هذا الوقت بالذات، حيث سبقتنا الكثير من الدول الديمقراطية التي تعشق الحرية، لكنها قننت الطوارئ في قانون يسمى مكافحة الإرهاب، وهؤلاء لا أعتبرهم مصريين، حيث عاشوا في هذا الوطن يكتنزون أموالًا ويعيشون آمنين ويرفضون أي إجراء لحماية الوطن.

وتابع: «البرلمان أغلبية وأقلية يقف خلف القيادة السياسية لدعم كل الجهود المبذولة لمواجهة الحرب ضد الإرهاب، ولن يقتلوا فينا الأمل، ولن يهدموا الثقة بين المصريين في وطنهم».

وتابع: «مصر تعيش أوضاعًا أمنية دقيقة وتحيط بها كثير من البلدان على حدودها تواجه التقسيم والتفتيت».

وطالب النائب السيد الشريف، وكيل أول مجلس النواب، بضرورة الإسراع في إقرار قانون رعاية أسر الشهداء، وقال: «هؤلاء المجرمون الإرهابيون لن ينالوا مطلقًا من عزيمة المصريين والمضي قدمًا نحو بنائها واستقرارها».

وقال النائب سليمان وهدان، وكيل المجلس، إن مصر في حالة حرب مع الإرهاب، مطالبًا بتسخير إمكانيات الدولة وتسليح القوات المسلحة والشرطة مع وجود تنسيق جوي لدحر الإرهاب والانتصار عليه.

وقال النائب محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر، موجهًا كلامه للشهداء: «يا بختكم أصبحتم شهداء، ومبروك عليكم وسنظل جميعا صامدين»، وأضاف: «مفيش حد هيبخل بحياته للدفاع عن الوطن ودعم القوات المسلحة والداخلية»، مؤكدا استكمال المسيرة في محاربة الإرهاب وأعداء الوطن.

وأشار النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إلى أن الشعب المصري أعطى رسالة للإرهاب الذي يريد أن يعبث بأمن الوطن، موضحا أن هناك أكثر من 300 ضابط تقدموا بطلبات للعمل بالأمن المركزي والعمليات الخاصة تحت شعار «يا نجيب حقهم يا نستشهد زيهم»، مضيفا أن هذه هي روح الداخلية والمصريين ولا يمكن أن تنتصر عصابة في محاربة شعب.

وقال النائب مجدي ملك، إن كل النواب على اختلاف أيديولوجياتهم السياسية على قلب رجل واحد، وتابع: «نعم نحاسب الحكومة ونختلف فيما بيننا، لكن اليوم يوم اصطفاف والوقت ليس وقت حساب بل اصطفاف»، مطالبا الحكومة بالاستثمار في الأمن باعتباره أغلى سلعة من أجل مواجهة التحديات.

وأضاف النائب جمال الشريف: «ألتمس من المجلس أن يأتي وزير الداخلية لنواب الشعب لنبدد هذه الصورة المؤلمة، وأتمسك بحضوره بصورة سريعة لنتناقش في الأمر».

وتابع النائب صلاح حسب الله: «نريد استعادة الوطن وهذا ثمنه غالٍ، ومستعدون لتقديم أرواحنا جميعا فداء لهذا الوطن، ونحن كنواب نرسل رسالة للشعب أننا نستمد شجاعتنا من شجاعة أبنائنا الذين ذهبوا في ظلمة الليل وقدموا أرواحهم فداء لنا ونحن نائمون، فالشرطة والجيش لم يقدموا كلمات في قاعة وإنما دماء عايشين بسببها، وأقل ما نقدمه الاقتداء بهذه الدماء الطاهرة وأن نميز بوضوح بين دماء وطنية ودماء رخيصة أنصارها جالسون بسيجارة كوبي تفتي بأننا لسنا في حاجة للطوارئ».

وأضاف: «نريد أن نتبين الخيط الأبيض من الأسود والوطني من غير الوطني، هناك من يملك جواز سفر بجنسية واثنتين وثلاث، عندما يسقط الوطن سيستقلون الطائرة إلى الخارج.. نريد تقديم نموذج للاصطفاف الوطني الحقيقي، وأن نكون داعمين للشرطة والجيش والرئيس عبدالفتاح السيسي».

وعلق عبدالعال، قائلًا: «هذا الوطن باق، فهذه دولة قديمة ثابتة الأركان لن تهتز أبدا، ويتآمر عليها الكثير من الداخل والخارج، وستظل قوية عصية على التفتيت والتهديد، وسيظل المصريون مؤمنين بهذا الوطن، وستظل عقيدة الشرطة والجيش هي الانتصار على الإرهاب، وهذا المجلس مستعد لتلبية كل طلبات الجيش والشرطة، وأدعو اللجنة التشريعية لإعداد تشريع لتعويض ضحايا العمليات الإرهابية وإنشاء صندوق لتعويضهم».

وقال النائب مصطفى بكري إن كل من يدرك حقائق التاريخ يعرف أن هذا الوطن مستهدف كلما سعى أبناؤه لامتلاك إرادته المستقلة كما حدث في زمن محمد على وجمال عبدالناصر وفي زمن السيسي، مضيفا أن مصر ترفض التبعية الاقتصادية وتفتح الملفات الشائكة مثل القضية الفلسطينية والسورية، وهذا لا يعجب المتآمرون، لأن كل حقائق التاريخ تؤكد أن مصر مفتاح الصعود والسقوط في المنطقة.

وتابع: «ما هي الأداة التي تستخدم ضد مصر؟، إنهم من يسمون أنفسهم الإسلاميين ممن تربوا في المختبرات الأمريكية والصهيونية.. الشرطة المصرية وطنية في كل تاريخها قدمت آلافًا من الشهداء ودافعت عن 30 يونيو، ولم ييأسوا ولم يكفروا بالمجتمع، ومن ذهبوا للواحات لم يركعوا وصمدوا حتى اللحظة الأخيرة».

وقال إن هذه هي اللحظة الحقيقية التي يجب فيها مواجهة الحملة الشرسة التي تزداد كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية، وعلينا الانتقال لخطوة جريئة ممثلة في التشريع الذي تحدث عنه رئيس المجلس، ونريد مناقشة التشريع الذي تقدم به النائب جمال عبدالعال لزيادة معاش الشرطة الذي يبلغ 2200 جنيه للواء بعد التقاعد، مضيفا: «من حقنا أن نقول لرجال الشرطة إننا معكم»، وعلق عبدالعال قائلا: «هذا التشريع وغيره سيكون تحت تصرف المجلس في أسرع وقت».

وقال النائب محمد صلاح، عن حزب النور: «نعزي أنفسنا والشعب المصري في هذا الحادث الأليم، وباسمي وبالنيابة عن زملائي أدعو جميع الشعب للأخذ بكل أسباب الوحدة والقوة والبعد عن التشرذم والفرقة والاختلاف، لأننا نواجه عدوا غاشما مجرما، ودولا ترعى المخططات وتدعم هذه الجماعات بكل ما أوتيت من قوة وأسلحة ومعلومات، بهدف إعادة تقسيم المنطقة، وتركيع الدولة المصرية، وأؤكد أن مواجهة التطرف مسؤوليتنا جميعا سواء مجلس نواب أو أزهر أو مؤسسات مجتمع مدني».

وقال النائب كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، إن مصر ظلت طيلة تاريخها تشع أمنا وسلاما، وواجهت التحديات التي هددت العالم بأسره، وفي العصر الفرعوني أراحت العالم من الهكسوس، مضيفا: «مصر تؤمن باستراتيجية السلام المرتبط بالتنمية، لذلك فإن هناك قوى كارهة تتربص بمصر للتأثير على الروح المعنوية للشعب، الذي تكاتف مع جيشه ودعمه، وتنبثق منه القوات المسلحة والشرطة».

وطالب عامر بالبعد عن الشائعات التي تهدف لفقد الثقة وإحباط نفوس الشعب، وقال: «لابد أن نثق في أنفسنا وفي القيادات، فمصر بجيشها شاركت في كل الحروب، وقدمت 120 ألف شهيد على أرض سيناء والأمة العربية».

ولفت النائب أسامة هيكل إلى أن الحرب مع الإرهاب طويلة الأمد وفيها كر وفر وضد عدو غير واضح، ومن الصعب حسم المعركة في وقت قصير.

وأضاف: «لو طالت المدة من الممكن أن يصاب البعض بالإحباط، وهذا هو الهدف الرئيسي الذي يريده الإرهاب لفقد الثقة في القيادات، ولو أصابنا الإحباط فقد حقق الإرهاب هدفه، نحن في حاجة إلى الاصطفاف».