Unknown.. عندما تمزج قصتين في فيلم واحد

كتب: أحمد الهواري الأربعاء 23-03-2011 15:21

 

 

«البطل يتعرض لحادث ويدخل في غيبوبة ويستيقظ ليكتشف أنه فقد الذاكرة كلية أو بشكل جزئي ويبدأ في البحث عن ذاكرته ومحاولة إثبات وجوده» قصة معتادة في الكثير من أفلاك الإثارة والأكشن. و«البطل يتعرض لحادث يعتقد بعده أنه شخص ما ويكتشف في النهاية أنه شخص آخر» قصة أخرى معتادة. فيلم Unknownمزج بين القصتين ليقدم لنا فيلم خليط من الإثارة والدراما والحركة الذي أعتاد الممثل «ليام نيسون» تقديمه في الفترة الأخيرة.

تدور أحداث الفيلم، الذي أخرجه «جاوم كوليت سيرا»، حول عالم نباتات، «ليام نيسون» يسافر إلي برلين برفقة زوجته «جانيوري جونز»، لحضور مؤتمر علمي في تخصصه ويفقد حقيية أوراقه في المطار وعندما يحاول العودة إلي لإستردادها يتعرض لحادث سير يدخل علي إثره في غيبوبة ليفيق منها فاقدا لجزءا من ذاكرته وعندما يحاول العودة إلي الفندق مرة أخرى إلي زوجته يكتشف أن هناك رجل آخر يعيش معها ويدعي أنه زوجها فيحاول إثبات الحقيقة ليكتشف في النهاية انه ليس زوجها بالفعل.

نقل لنا المخرج في بعض أجزاء الفيلم المشاهد من خلال عين الشخص نفسه، فعرض لنا كيف تبدو الأشياء في عين المريض الذي خرج من غيبوبة منذ فترة قليلة ويصر علي الخروج من المستشفي من خلال صورة غير واضحة ومهتزة. إلا أن هذا الإختيار لم يوفق في لقطات قليلة ظهر فيها البطل بصورة مهتزة وهو أمر غير منطقي، فالذي يرى المريض لا يشعر بالاهتزار الذي يعاني منه.

كما شهد الفيلم كسرا للصورة النمطية التي يظهر فيها المواطن العربي بصورة الإرهابي أو الجاهل الذي يعيش في عصور الجمال، حيث ظهر في الفيلم الأمير العربي شادا، الممثل الألماني المصري ميدو حمادا، الذي يمول مشروعا لتطوير أنواعا من الذرة تنمو في أي ظروف بيئية لمواجهة الفقر في ظل حقوق الفكرية التي تسحق الفقراء حول العالم من خلال تحكم الرأسمالية في العالمية. ويشجع الأمير علي ذلك قناعته بأن الجوع سيكون مصير شعبه بعد نفاذ البترول علي المدى الزمني الطويل. وبالطبع يتعرض الأمير للعديد من محاولات الاغتيال في محاولة لوقف تمويل هذا المشروع العلمي.

تنفيذ مشاهد الحرك كان جيدا وإن أنتابت بعض المشاهد العيوب التقليدية لأفلام الحركة مثل البطء المبالغ فيه من الأشرار في قتل البطل مما يعطيه الفرصة في النجاة والتخلص منهم. كما إنتاب الكثيرون في دار العرض شك في قدرة أحد العلماء الأكاديميين علي القيام بمثل هذه المطارادت إلا أنهم في نهاية الفيلم عرفوا السبب. ويتبقي بعد ذلك سن «ليام نيسون»، مواليد 1952، الذي لا يبدوا منطقيا مع كم الحركة الذي قام به إلا أن جمهور النجم الإيرلندي تقبل منه هذا علي الرغم من أنه لم يبدأ في تمثيل هذه النوعية من الأفلام وهو صغير.

الفيلم مأخوذ عن رواية Out of My Headللكاتب الفرنسي «ديديه فان كولات». وكتب له السيناريو «أوليفر بوتشر» و«ستيفن كورنيل» وبطولة «ليام نيسون» و«دايان كروجر» و«جانيوري جونز» و«برونو جانز» و«فرانك لانجيلا».