أحد أبطال «ملحمة إيلات» فى ذكراها الخمسين: كان لنا مع المدمرة «تار بايت»

كتب: ماهر حسن الجمعة 20-10-2017 23:30

لم ينكسر عزم خير أجناد الأرض إثر وقوع النكسة فى 5 يونيو 1967 وخرجت جماهير الشعب تطالب الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر بالعدول عن التنحى والبقاء لتصحيح الخطأ وعلقوا الأمل عليه فى استرداد الكرامة وطالبوه بالثأر، وعلى ذلك وجّه الجيش المصرى ضربات خاطفة وموجعة للعدو الإسرائيلى فيما عرف بحرب الاستنزاف التى أرهقت الجيش الإسرائيلى وأعادت للجيش المصرى الثقة فى كفاءته أثبتت كفاءة المقاتل المصرى وقد بدأت هذه الضربات قبل أن يمر على النكسة أربعة أشهر، بدأت بمعركة رأس العش ثم تدمير المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر 1967، وجاءت الضربة القاصمة الثانية من بعدها وهى «ضرب ميناء إيلات» وتدمير 4 سفن حربية هى «بيت شيفع» و«بات يام» و«هيدروما» و«دهاليا» فى 1969 و«عملية الحفار» وغير ذلك، غير أنه من اللافت أنه بعد النكسة بـ4 أشهر فقط كانت البحرية المصرية قد كسرت الغرور الإسرائيلى بتدمير واحدة من أشهر وأكبر وأنشط سفنه الحربية وهى «المدمرة إيلات».

«المصرى اليوم» التقت البطل ممدوح منيع الذى حكى القصة من أولها وبكامل تفاصيلها، وقال: «فى العشرين من يونيو ١٩٥٦ وصلت أول مدمرتين للبحرية الإسرائيلية من إنجلترا إحداهما المدمرة «إيلات» والثانية «يافو» واشتركت «إيلات» فى العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ وفى يونيو١٩٦٧، وتحت تأثير نشوة الانتصار فى ١٩٦٧ اخترقت إسرائيل المياه الإقليمية المصرية فى بورسعيد وتكرر اختراقها، وكان سرب لانشات طوربيد مصرى فى مهمة استطلاعية، وكان اللنش الأول بقيادة عونى عازر والثانى بقيادة ممدوح شمس، وفى نحو الساعة ١١ صباح ٥ يونيو ١٩٦٧ رصد السرب المصرى المدمرة «إيلات وأبلغ القيادة عن وجودها فى حراسة ٣ لانشات طوربيد تابعة للعدو، وصدرت الأوامر بعدم الاشتباك والاكتفاء بالاستطلاع».

وأضاف منيع: «غير أن الإسرائيليين بادروا بإطلاق النارعلى اللنشين وأصيب «شمس» فأراد «عازر» أن يثأر له بعملية انتحارية واتجه باللنش نحو المدمرة وأصابها إصابات كبيرة، ما استدعى القيام بعملية صيانة لـ(إيلات)، ولم ينس السلاح البحرى هذه الضربة، فكانت فكرة الثأر عندما علم السلاح البحرى يوم الأربعاء ١٨ أكتوبر أن المدمرة إيلات تنتهك المياه الإقليمية بقيادة إسحاق شوشان واستمر انتهاك المدمرة للمياه الإقليمية وهناك صورة موجودة فى كتاب أصدره قائد المدمرة إسحق شوشان، لما لحق بها من إصابات».

وعن تفاصيل العملية.. يقول ممدوح منيع: «بعد تجهيز المدمرة عادت لاستفزازنا يوم الأربعاء ١٨ أكتوبر ١٩٦٧ وتم رصدها بأجهزة الاستطلاع البحرية، من ١٨ حتى ٢١ أكتوبر قرب المياه الإقليمية ورصدها الملازم أول حسن حسنى على بعد أميال قليلة من المياه الإقليمية».

وأردف: «كان التخطيط لضرب إيلات من قبيل (التار البايت) مع هذه المدمرة بعدما ضربت السرب المصرى فى ١١ يوليو ١٩٦٧ حين كان يقوم بـ«مرور تأمين» بقيادة النقيب عونى عازر، والقائد ممدوح شمس، واشتبك السرب مع إيلات وغرق السرب المصرى».

وتابع: «انتظرنا ساعة الصفر للأخذ بالثأر، ورد الاعتبار. وصدرت الأوامر بتنفيذ عملية بطولية لتدمير «إيلات» والتى كلف بها لنشان الأول ٥٠٤ بقياد النقيب أحمد شاكر، قائدا للسرب وبصحبته على نفس اللنش الملازم أول حسن حسنى، ضابط أول اللنش، والملازم أول سيد عبدالمجيد، ضابط تسليح اللنش والنقيب المهندس سعد السيد. أما اللنش الثانى فكان بقيادة لطفى جاد الله وممدوح منيع والملازم أول محمد شهاب الذى استشهد فى عملية أخرى عام ١٩٧٠، وقائد السرب والعملية النقيب أحمد شاكر، وكان عمره آنذاك ٢٩ سنة، وحدث الاشتباك الساعة الخامسة وخمس وعشرين دقيقة بدفعة من صاروخين من لانش القائد أحمد شاكر».

وقال منيع: «عندما علم السلاح البحرى أن المدمرة لم تغرق اشتبك معها مجددا بفريق لنش ٥٠١ بقيادة لطفى جاد الله الذى أطلق الصاروخ الأول فأصاب المدمرة فى وسطها وبعد دقيقتين أطلق الثانى ليصيب الهدف إصابة مباشرة ليحوله إلى كتلة من النيران المشتعلة. وفى شهادته قال قائد اللنش 501 اللواء لطفى جاد الله: «كنا مؤهلين للمواجهة، ومشحونين معنوياً للقيام بعمل بطولى فالأوامر كانت مشددة من القيادة لكونه قرارا سياسيا وعسكريا، بتأجيل ضرب إيلات إلى حين وحرصنا على رفع الروح المعنوية لرجالنا وصاروا مشحونين معنوياً للقيام بعمل بطولى» ويضيف: كنا أنا وممدوح على بعد ٥ أميال من المدمرة وقد أصاب الصاروخ الأول منتصفها ثم قصمها الصاروخ الثانى، وكانت تميل إلى الغرق، فضلا عن النار التى تسببت فى مقتل العشرات على متنها».