«قلب الأسد.. الجوكر.. صاحب الرئات الثلاث».. ألقاب عديدة وبطولات كثيرة ومشاركات فى جميع البطولات الدولية، ليكون أول لاعب مصرى يخوض جميع بطولات «فيفا» الرسمية.. إنه أحمد فتحى، لاعب الأهلى والمنتخب الوطنى، الذى يمتلك سجلا حافلا بالإنجازات للكرة المصرية، أهمها الحصول على بطولة أمم أفريقيا ثلاث مرات، والوصول لنهائى بطولة 2017، والتأهل لمونديال الأندية، بجانب حصوله على ثلاثة ألقاب أفريقية خاصة بمسابقة أبطال الدورى وبطولة للكونفدرالية وكأسين سوبر أفريقيى.
استطاع أحمد فتحى حفر اسمه بحروف من ذهب فى سجلات من نور، بعدما نجح فى إجبار كل المديرين الفنيين والمدربين على ضمه للمنتخب منذ كان ناشئاً ولعدة سنوات متتالية، ليصبح أول لاعب مصرى يشارك فى جميع بطولات الاتحاد الدولى «فيفا».
فتحى اختص «المصرى اليوم» بحوار، فتح خلاله قلبه وتحدث فيه عن التأهل للمونديال وهدف الفراعنة خلال البطولة وطموحه المقبل، وهل الأهلى قادر على الفوز بالبطولة الأفريقية وحلمه الذى لم يحققه؟!..
■ المشاركة فى نهائيات كأس العالم حلم كل لاعب، صف لنا شعورك بعد مساهمتك فى التأهل لمونديال روسيا؟
- الحقيقة مهما تحدثت معك عن حلم المشاركة فى كأس العالم، فلن تكفينى عدة أيام، وبالنسبة لى أحلم بالمشاركة فى كأس العالم منذ كنت ناشئا، والحقيقة أننا بذلنا مجهوداً كبيراً خلال آخر ثلاث تصفيات من أجل تحقيق هذا الحلم الذى تحقق مؤخرا بصعوبة، وحتى هذه اللحظة لا أصدق أننا كسرنا النحس وتأهلنا للمونديال العالمى وسنشارك أمام العالم فى أكبر معترك كروى، وسنحتك بأفضل اللاعبين فى العالم وجها لوجه.
■ شاركت فى تصفيات 2010 و2014 و2018، بالنسبة لك أى جيل من هؤلاء اللاعبين يستحق التأهل للمونديال وأى تصفيات كانت أصعب بالنسبة لك؟
- أولا الثلاث تصفيات كانت صعبة على المنتخب الوطنى، ورغم ذلك كنا قريبين من التأهل فى 2010 و2014، فالأولى خرجنا من مباراة فاصلة أمام الجزائر رغم أحقيتنا فى هذه التصفيات بالتأهل بعد الفوز فى مباراة العودة على المنافس بهدفين نظيفين بعدما خسرنا فى اللقاء الأول بثلاثة أهداف مقابل هدف، وهو ما يؤهلنا لمونديال جنوب أفريقيا وقتها، إلا أن «فيفا» فضل إقامة مباراة فاصلة مع الجزائر، أما تصفيات 2014 التى كان يقود المنتخب وقتها الأمريكى بوب برادلى فقد حققنا الفوز فى جميع مباريات المجموعة ذهابا وإيابا قبل أن نصطدم بغانا والتى تأهلت على حسابنا.
■ البعض يقول إن جيل 2010 كان الأحق بالتأهل للمونديال، فما رأيك؟
- جيل 2010 الذى كان يضم محمد أبوتريكة، ووائل جمعة، وعمرو زكى، ومحمد زيدان، ومحمد شوقى، وأحمد حسن، وغيرهم، نجح فيما فشل فيه الكثيرون على مدار تاريخ الكرة المصرية، فيكفى حصول هذا الجيل على ثلاث بطولات أفريقية متتالية، ومشاركته القوية فى بطولة كأس القارات والفوز على إيطاليا، وخوض مباراة للتاريخ أمام البرازيل ما زالت محفورة فى أذهان الجماهير حتى الآن، وعدم النجاح فى التأهل للمونديال ليس معناه أن هذا الجيل فاشل أو غير محظوظ، وما حققه هذا الجيل لن يستطيع جيل آخر تكراره.
■ لكن هذا الجيل ضم نجوما عديدة وأسماء كبيرة فى الكرة المصرية عكس الجيل الحالى الذى حقق التأهل للمونديال رغم أنه أقل منه فنيا؟
- الحصول على بطولة أو التتويج بها لا يقاس بمستوى اللاعبين الفنى أو أسمائهم، ومدى ضم المنتخب نجوماً من عدمه، فمثلاً كان جيل 2010 يضم مجموعة مميزة من نجوم اللعبة، والجيل الحالى لا يقل نجوماً وتألقاً فى الملاعب فى مقدمتهم محمد صلاح، ومحمد الننى، فضلاً عن وجود عدد كبير من اللاعبين المحترفين ساهموا بشكل إيجابى بفضل خبراتهم فى التأهل للمونديال والعودة للمشاركة فى البطولة الأفريقية بعد غياب دام ثلاث بطولات متتالية والتأهل لنهائى البطولة فى إنجاز يضاف لهم، والحقيقة أنا أعتبر نفسى محظوظاً لكونى شاركت فى الجيلين وحصلت على ألقاب البطولات الأفريقية والتأهل للمونديال.
■ هل تعتقد أن المنتخب قادر على تخطى عقبة دورى المجموعات فى المونديال، أم أن قلة الخبرة ستطيح به مبكراً من البطولة؟
- هدفى وهدف زملائى فى المنتخب هو تخطى الدور الأول للبطولة والوصول إلى أدوارها النهائية، خصوصاً أن فرصة المشاركة فى المونديال العالمى لن تأتى كثيرا، لذا سنقاتل ونبذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق هذا الحلم، وأتمنى أن تضم مجموعة مصر فى المونديال مجموعة متوازنة حتى يستطيع اللاعبون اكتساب الخبرة وروح البطولة خلال مباريات المجموعة.
■ ما هو طموحك الشخصى بعد التأهل للمونديال؟
- طموحى لا يتوقف أبداً، فبعد التأهل للمونديال أصبحت اللاعب الوحيد المصرى الذى شارك فى جميع بطولات الاتحاد الدولى «فيفا»، مثل بطولات مثل كأس القارات وكأس العالم تحت 20 سنة، وكأس العالم للأندية والأولمبياد، فضلاً عن المشاركة فى مونديال روسيا لأكون شاركت فى جميع بطولات فيفا، ولكن يبقى مذاق المشاركة فى مونديال الأندية مختلفا.. أتمنى تحقيقه بالمشاركة مرة أخرى، وأتمنى المساهمة فى تتويج المنتخب الوطنى باللقب الأفريقى والأهلى بالبطولة الأفريقية وجميع المسابقات المحلية من أجل زيادة رصيده من البطولات سواء مع الأهلى أو المنتخب.
■ ما حقيقة رغبتك فى الاعتزال الدولى؟
- لم يحدث نهائيا، فقد تم فهم تصريحاتى بشكل خاطئ، فأنا لم أقصد نهائيا أننى فكرت فى الاعتزال الدولى، فالمشاركة مع منتخب بلادى شرف وتكليف يتمناه أى لاعب، فأحد الإعلاميين ردد أننى كنت أرغب فى الاعتزال الدولى أثناء احترافى فى قطر، وبعد العودة، بعد انخفاض مستواى وهو ما دفعنى للخروج ونفى هذا الأمر تماما، فأنا لم أتعود على الهروب من واجباتى تجاه المنتخب، وتواجدى ضمن صفوف المنتخب كما ذكرت لك شرف لى ولأى لاعب سواء كنت موجودا مع اللاعبين أو لم أكن.
■ من اللاعب الذى كنت تتمنى أن يكون ضمن صفوف المنتخب فى نهائيات المونديال؟
- لا أريد ذكر لاعب محددة حتى لا أنسى أحدا ويغضب منى، ولكن كما قلت سابقاً كل جيل حقق إنجازات عديدة، ومن حق هذا الجيل أن يفتخر بالإنجاز الذى حققه.
■ هل تعتقد أن المنتخب قادر على تكرار التأهل للمونديال فى تصفيات 2022؟
- نحن نجحنا فى كسر العقدة التى استمرت 28 عاما، خاض المنتخب خلالها تصفيات عديدة، كانت جميعها مؤلمة للاعبين والجماهير، ومعظمها كنا فيها قريبين من التأهل، ولكن غياب التوفيق حرمنا من ذلك، وأنا أرى أن العقدة تم فكها وقادرون على المشاركة فى نهائيات 2022.
■ سبق أن خضت أكثر من تجربة احترافية سواء فى أوروبا أو الخليج، هل ما زالت التجربة تراودك؟
- أنا حالياً مرتبط بالنادى الأهلى، وسبق لى أن حققت نجاحاً ملحوظاً، سواء فى الدورى الإنجليزى مع شيفليد يونايتد، أو هال سيتى، أو فى قطر مع أم صلال، ولو جاء عرض يليق بى وبالنادى فلن أتردد فى خوض التجربة مرة أخرى، ولكن بعد موافقة الأهلى.
■ ما الدورى الذى تتمنى المشاركة فيه مجددا؟
- الدورى الإنجليزى، فللحقيقة لم أشبع من هذا الدورى، ويبقى هو الأقوى والأشرس فى جميع الدوريات الأوروبية، وتجربتى مع شيفيلد وهال سيتى كانت سريعة جداً وأتمنى تكرارها وقضاء أكثر من موسم بهذا الدورى.
■ هل الأهلى قادر على التتويج باللقب الأفريقى؟
- بكل تأكيد، فلا توجد بطولة يشارك فيها الأهلى ويكون لقبها هو هدف الأهلى، ورغم غياب البطولة عن النادى الأهلى فى المواسم الأخيرة، إلا أنه قادر على استعادة أمجاده الأفريقية بالتتويج باللقب القارى والمشاركة فى مونديال الأندية خصوصاً فى ظل تواجد مجموعة مميزة من اللاعبين يقودهم مدير فنى كفء بحجم حسام البدرى، الذى سبق أن قاد الفريق للحصول على هذا اللقب.
■ لكن هناك عقبة قوية الأحد المقبل أمام بطل تونس.
- بكل تأكيد مواجهة النجم الساحلى صعبة، ولكن لن تكون صعبة فقط على الأهلى، ورغم فوز المنافس فى مباراة الذهاب بهدفين مقابل هدف، فنحن قادرون على تجاوز هذه العقبة والتأهل للدور قبل النهائى للبطولة، والتى أعتبر أن مباراة النجم ومن قبلها مباراة الترجى نهائيا مبكرا للبطولة، وتجاوز هذه المباراة يقرب الفريق جدا من لقب البطولة.
■ لأول مرة منذ فترة طويلة تغيب عن مواجهة حاسمة للأهلى أمام النجم الساحلى، ما شعورك وكيف ستمر عليك المباراة؟
- مهما قلت لك عن شعورى لعدم المشاركة فى المباراة فلن أستطيع وصف هذا الشعور، فأنا لاعب تعودت دائما على هذه المباريات الصعبة والتى دائما تشهد تألقى، ولكن الحصول على الإنذار الثانى فى مباراة الذهاب حرمنى من مواجهة الإياب، ولكن لدى ثقة كبيرة فى جميع اللاعبين وممن يشارك مكانى فى الظهور بشكل قوى وقيادة الفريق نحو الفوز والتأهل للدور قبل النهائى للبطولة.
■ تغيب عن مباراة النجم فضلاً عن غياب حسام عاشور، وأنتما من العناصر الأساسية للفريق، هل هذا قد يؤثر على نتيجة المباراة؟
- أتمنى عدم تأثر الفريق بغيابنا، وأنا على ثقة بأن البدلاء على قدر المسؤولية وسيبذلون قصارى جهدهم من أجل تحقيق الفوز، ومن مميزات الأهلى أن جميع اللاعبين سواء البدلاء أو الأساسيين هم على قدر المسؤولية، ولا يوجد فارق بين مستواهم، وكل لاعب يدخل قائمة المباراة يكون هدفه التألق وقيادة الفريق نحو الفوز، لذا لا داعى للقلق على الفريق فى ظل غيابنا عن المباراة.
■ ما أبرز ألقابك مع الكرة؟
- ألقاب عديدة تم إطلاقها علىّ، سواء من النقاد الرياضيين أو الإعلاميين، أهمها: (الجوكر، وقلب الأسد، وصاحب الرئات الثلاث..) وغيرها التى لا أتذكرها.
■ وأيهما تفضل؟
- لا أفضل أى لقب، ولا أكون سعيدا عند سماع أى لقب، لأننى أحب اسمى فقط دون أى ألقاب.
■ أخيراً، كم مباراة دولية خضتها مع المنتخب؟
- خضت مع المنتخب الأول 124 مباراة، نجحت خلالها فى تسجيل 5 أهداف، وأتمنى أن أنجح فى تجاوز عدد المباريات الدولية المسجل باسم أحمد حسن وأصبح عميد لاعبى العالم والذى يحتلها ب 184 مباراة دولية.