اهتمت صحف القاهرة الصادرة صباح الاثنين بتغطية الأزمة المتصاعدة بين المحامين والقضاة بسبب إحدى مواد مشروع قانون السلطة القضائية الجديد، كما أبرزت الصحف أنباء الساعات الأخيرة لقبول طلبات الترشيح لمجلسى الشعب والشورى، بعد مد فترة تلقى الطلبات حتى الخامسة من مساء اليوم الأثنين.
واحتفت الصحف بما شهدته تونس يوم الأحد من إقبال واسع على انتخابات اللجنة التأسيسية التى ستتولى وضع دستور جديد للبلاد. وتابعت كذلك التطورات التي تشهدها ليبيا بعد مقتل الزعيم المخلوع معمر القذافى ونجله المعتصم.
أزمة القضاء
قالت «الأهرام» إن الأزمة بين القضاة والمحامين انفرجت بعد إلغاء المادة 18 من قانون السلطة القضائية التي اعتبرها محامون تقيد حريتهم إذ تسمح بحبسهم أثناء ممارستهم أعمال الدفاع عن موكليهم في المحاكم.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في مجلس القضاء الأعلى أن المستشار حسام الغريانى رئيس المجلس ورئيس محكمة النقض قرر إلغاء التعديل المقترح على المادة 18 من قانون السلطة القضائية التى أثارت غضب المحامين، في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة بين المحامين والقضاة.
وأضاف المصدر الذى لم تذكر الصحيفة اسمه، أن بيانا صدر عن اجتماع الغريانى مع كبار رجال القضاء يتضمن هذا القرار، تم إرساله إلى نقابة المحامين لإطلاع أعضائها على هذا القرار.
ولكن «الشروق» نفت ما ذهبت إليه الأهرام وقالت إنه رغم موافقة الغريانى على إلغاء تعديل المادة عقب الاجتماع مع شيوخ مهنة المحاماة، إلا أن نتيجة الاجتماع المسمى «باجتماع احتواء الأزمة»، لم تلق قبولا لدى الطرفين.
وقال مصدر مسؤول بنقابة المحامين رفض ذكر اسمه لـ«الشروق»، إن بيان الغريانى الذى جرى إرساله للنقابة غير واضح. وطالب المصدر النقابى بإرجاء مناقشة قانون استقلال السلطة القضائية لما بعد انتخابات مجلس الشعب.
ورصدت «الأخبار» الإجراءات التي اتخذها المحامون لتصعيد احتجاجهم ضد التعديل الجديد، الذى يتيح للقاضى حبس المحامين إذا رأى أنهم يخلون بنظام الجلسة. حيث أعلن المحامون الدعوة لجمعية عمومية طارئة تعقد اليوم الاثنين، لبحث سبل مواجهة التعديل المزمع إدخاله على قانون السلطة القضائية.
ونظم محامو الشرقية مسيرة صامتة بالأرواب السوداء، بدأت من محكمة الزقازيق الابتدائية ثم توجهت إلى ديوان عام المحافظة، وحمل المحامون لافتات تندد بقانون السلطة القضائية الجديد ووزعوا مطبوعات بعنوان «بلاغ إلى الشعب» تضمنت أسباب اعتراضهم على القانون.
وفى أسيوط واصل القضاة إضرابهم «خشية وقوع اشتباكات بينهم وبين المحامين». وقالت صحيفة «الأخبار» إن قضاة أسيوط علقوا العمل بمحاكم الجنايات والاستئناف ليومين. كما استمر إغلاق محكمة بورسعيد ومحاكم أسوان والدقهلية.
قلق الانتخابات
أبدى سياسيون وقانونيون فى تقرير نشرته صحيفة «الدستور» تخوفهم من تأخر صدور قانون «إفساد الحياة السياسية» الذى تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومعه مجلس الوزراء بإقراره قبل أسبوعين.
ونقلت الصحيفة عن حمدين صباحى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية قوله «إن أمام الثورة فى مصر طريقين: إما أن تكتمل بانتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة، أو أن ينتهى الأمر بسلطة بعيدة عن مصالح الشعب. وهو ما سيستتبع جولات أخرى من الحراك الثورى».
وطالب مجدى حتاتة المرشح المحتمل للرئاسة ورئيس أركان القوات المسلحة سابقًا، المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالسماح بوجود مراقبين دوليين في الانتخابات. مؤكدا أن هذا لا يعد اعتداء على سيادة الدولة.
وفى تقرير آخر قالت «الدستور» إن اللجنة التنسيقية للانتخابات التابعة لمجلس الوزراء ستجتمع لمناقشة إصرار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة على مخالفة القانون وقرار اللجنة العليا للانتخابات برفع شعار دينى « الأسلام هو الحل».
وأشارت تصريحات لدكتور هانى محمود رئيس اللجنة إلى أن تلك المخالفة ستكون موضع نقاش لدى مجلس الوزراء والتيارات السياسية قبل بدء المرحلة الأولى من الانتخابات.
وقالت «الشروق» إن الساعات الأخيرة لفتح باب الترشيح شهدت هدوءا ملحوظا فى القاهرة والدلتا بينما بقى الصعيد مشتعلا على حد وصف الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن الأحزاب المنبثقة عن الحزب الوطنى المنحل، تقدمت بقوائمها يوم الأحد، ومنهم حزبي «المواطن مصرى» الذى يرأسه محمد رجب آخر أمين عام للحزب المنحل، وحزب «مصر القومي» الذى يرأسه طلعت السادات آخر رئيس للحزب، والذي خلف الرئيس المخلوع حسني مبارك في المنصب الحزبي، بعد أن أقيل من منصبه في رئاسة الحزب. وذلك بالإضافة إلى حزب المحافظين.
وقبل ساعات من انتهاء قبول طلبات الترشيح، أعلن حزب التجمع اليسارى انسحابة من تجمع الكتلة المصرية، لتنتهى إلى حزبين فقط هما المصريين الأحرار والديمقراطى الاجتماعى.
وفسر قياديون بالتجمع لـ«الشروق» انسحاب حزبهم، بالاعتراض على وجود فلول الحزب الوطنى على قوائم الكتلة كممثلين لحزب المصريين الأحرار.
ويواجه حزب المصريين الأحرار أزمة أخرى، بقيام أعضائه بإغلاق أربع مقار له بمحافظة أسيوط، بعد إعلان الحزب عن عدم التقدم بقوائم عن المحافظة. مما يعنى استبعادهم من الترشيح.
بين تونس وليبيا
احتفت صحيفة «الشروق» بما شهدته انتخابات المجلس التأسيسي للدستور فى تونس من إقبال واسع، وصل إلى مشاركة 90% من المسجلين على قوائم الناخبين.
وقالت الصحيفة إن المجلس التأسيسى الذى انتخب التونسيون فى الخارج 18 عضو منه، بينما انتخب الشعب التونسى فى الداخل 217 عضوا آخرين، سيتولى صياغة الدستور الثانى لتونس منذ استقلالها، واختيار حكومة مؤقتة تدير المرحلة الانتقالية، لحين إجراء انتخابات برلمانية ثم رئاسية تجرى وفقا للدستور الجديد.
ونقلت «الشروق» التوقعات بفوز حزب النهضة الإسلامي بأعلى تمثيل في الجمعية، ولكنه لن يحصل على أغلبية مطلقة.
وبينما يحتفل الليبيون بتحرير بلادهم من سيطرة القذافى فيما أسموه بيوم إعلان الاستقلال (الأحد)، تعهد سيف الإسلام نجل الزعيم المقتول، والذى كان يعده والده وفقا لتكهنات لان يخلفه فى حكم البلاد، بالانتقام لمقتل والده وشقيقه المعتصم.
ونقلت «الدستور» عن وكالة أنباء نوفستى الروسية، نبأ ظهور سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم المخلوع، على قناة الرأي الموالية للقذافي، والتي تبث من سوريا، وتوعده الثوار بالقتال.
وقال سيف الإسلام «سنواصل المقاومة، أنا فى ليبيا.. وأنا على قيد الحياة، وعلى استعداد للقتال حتى النهاية والانتقام».