عشرات الآلاف من الليبيين يحتفلون في بنغازي: نعلن للعالم أجمع أننا حررنا بلادنا

كتب: رويترز الأحد 23-10-2011 22:06

وسط مخاوف من اشتعال نزاعات مسلحة بين القبائل والفصائل الليبية، أعلن حكام ليبيا الجدد تحرير البلاد، الأحد، بعد انتهاء حكم الفرد الذي خضعت له 42 عاما على يدي معمر القذافي، قائلين إن «فرعون العصر» أصبح الآن في «مزبلة التاريخ» وإن مستقبلا ديمقراطيا يلوح في الأفق.

وأمام عشرات الألوف من الليبيين الذين اكتظوا في ساحة ببنغازي، سجد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بعد أن صعد إلى المنصة، ووعد باحترام الشريعة الإسلامية، وقال، وهو يصافح مؤيديه، إن جميع الشهداء والمدنيين والجيش انتظروا هذه اللحظة.

ويخشى البعض من أن عبد الجليل وزير العدل السابق في نظام القذافي، الذي يتسم بدماثة الخلق، سيجد صعوبة في فرض إرادته على ائتلافه الثوري العنيد، مستشهدين بإصرار ثوار مدينة مصراتة على عرض جثة القذافي 3 أيام بعد وفاته، في انتهاك واضح لأحكام الشريعة الإسلامية، التي وعد عبد الجليل باحترامه لها.

وقال المحامي عبد الرحمن القيسي، الذي أعلن عن إنشاء حقيبة وزارية جديدة للتعامل مع ضحايا الصراع، إن الليبيين أظهروا للقذافي «من هُم»، واصفا العقيد الراحل بأنه «فرعون العصر الذي ذهب إلى مزبلة التاريخ».

ووسط تلويح الحشود بالعلم ثلاثي الألوان، قال مسؤول، افتتح مراسم الاحتفال في بنغازي التي بدأت منها الانتفاضة المناهضة للقذافي: «نعلن للعالم أجمع أننا حررنا بلادنا الحبيبة بمدنها وقراها وسهولها وجبالها وصحرائها وسمائها، وبنغازي هي مقر المجلس الوطني الانتقالي الليبي».

ومع وجود احتياطات كبيرة من النفط والغاز في ظل عدد سكانها البالغ 6 ملايين، فهناك احتمال بأن تصبح ليبيا بلدا يتمتع بالرخاء الشديد، لكن المنافسات الإقليمية التي غذاها القذافي قد تفجر المزيد من العنف، الذي يمكن أن يقوض سلطة المجلس الوطني الانتقالي بقيادة عبد الجليل.

وقال هنري ولكنسون، من مؤسسة جانوسيان للاستشارات الأمنية في لندن: «هناك فراغ أمني وسياسي كبير يمكن أن تشكل فيه الخلافات السياسية المتزايدة والفصائل والمشاكل الأمنية مخاطر جدية بإخراج التحول عن مساره أو إطالة أمده».

وفي مصراتة، لم ير المواطنون، الذين وقفوا في صفوف لإلقاء نظرة على جثة القذافي، داعيا للإسراع بدفنه، غير مكترثين فيما يبدو بالقلق في طرابلس بشأن نظرة العالم في الخارج إلى المجلس الوطني الانتقالي.

وقال أحد المواطنين، الذي وقف في طابور طويل من أجل إلقاء نظرة على جثة القذافي: «أحضرنا أطفالنا لرؤيته اليوم لأن هذه فرصة لمشاهدة التاريخ.. نريد أن نرى هذا الشخص المتعجرف وهو جثة هامدة.. دعوا الناس جميعا يرونه».

ويرى بعض المحللين أن عدم وجود خطة واضحة لدفن القذافي يبرر المخاوف من الانزلاق إلى اضطراب بلا قيادة، مشيرين إلى أن المناطق التي تمثلها ميليشيات تفتقر للانضباط وتم تشكيلها في كل بلدة للإطاحة بالقذافي، ستطالب بلعب دور أكبر في مستقبل البلاد، خاصة بنغازي ومصراتة ثاني وثالث كبرى المدن في ليبيا، واللتين حرمهما القذافي من الاستثمارات.

وأصدر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن نداءين منفصلين لليبيين لتجنب أعمال الثأر والانتقام وانتهاز فرصة لبناء التعددية وحكم القانون.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، لقناة (إن.بي.سي) إنها ستؤيد بشدة تحقيقا تجريه الأمم المتحدة وتحقيقا يجريه المجلس الوطني الانتقالي في ملابسات مقتل القذافي.

وأضافت: «قفوا مع الوحدة والمصالحة.. قولوا بوضوح شديد إن جميع من كانوا يقفون مع النظام السابق طالما لم تتلطخ أيديهم بالدماء يجب أن يشعروا بالأمن وبأنهم داخلون ضمن ليبيا الجديدة».

وقال رئيس الوزراء الليبي، محمود جبريل، حين أعلن عزمه استقالته من منصبه، السبت، إن زعماء ليبيا الجدد أمامهم فرصة محدودة جدا لينحوا خلافاتهم جانبا، وأضاف أن إحراز تقدم في ليبيا سيحتاج إلى عزيمة قوية من جانب الزعماء المؤقتين للمجلس الوطني، ومن جانب 6 ملايين مواطن عانوا من الحرب.

وعبر قائد ميداني في مصراتة عن قلقه من تأجج المشاكل، وقال: «الخوف الآن مما سيحدث بعد ذلك.. سيحدث اقتتال بين المناطق.. هناك الزنتان ومصراتة من جانب.. ثم بنغازي والشرق»، وأضاف: «هناك اقتتال حتى داخل الجيش».