إلغاء الاتفاق النووي مع إيران.. هل يملك ترامب تنفيذ تهديده؟ (تقرير)

كتب: رضا غُنيم الأحد 15-10-2017 12:17

فتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الباب أمام إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. الرجل الذي تخوّف منه الديمقراطيين في العالم بات في تحدي واضح مع القوى العالمية، معلناً أنه لن يُصدّق على الاتفاق، كما سبق ووعد بإلغائه حينما تحدث عن برنامجه الانتخابي قبل دخوله البيت الأبيض.

في مقابل رفض دول أوروبية عدة إستراتيجية ترامب تجاه طهران، أيّدته دول عربية بينها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات.

وأبلغ الملك السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، ترامب في اتصال هاتفي، أمس، بتأييد المملكة وترحيبها بالاستراتيجية الحازمة التي أعلن عنها تجاه إيران وأنشطتها العدوانية ودعمها للإرهاب في المنطقة والعالم، فيما قالت مصر إنها تؤيد استراتيجية رئيس أمريكا، معتبرة في بيان لوزارة الخارجية أن سياسات طهران تؤدي إلى عدم استقرار دول المنطقة، وتؤثر على الأمن القومي العربي، وأمن منطقة الخليج الذي يُعد امتدادا للأمن القومي المصري.

إيران ردّت على الرئيس الأمريكي، بتأكيدها على التزامها بالاتفاق النووي، وقال الرئيس حسن روحاني، في خطاب تليفزيوني، مساء أمس: «ترامب استخدم لغة خطابية مسيئة. الاتفاق أشد صلابة مما يظن هذا السيد».

في حديث لـ«المصري اليوم»، قال المحلل السياسي الأردني، عامر سبايلة، المتخصص في الشؤون الإيرانية، إن الاتفاق النووي ليس بيد إيران، خاصة مع ردود الفعل الاستنكارية من القوى العالمية، على رأسها روسيا.

وأضاف سبايلة، أن ترامب لا يستطيع إلغاء الاتفاق النووي، بل هناك اتجاه لاستثماره في التضييق على طهران سياسياً واقتصادياً، وفرض مزيد من العقوبات عليها.

وفق المحلل الأردني، إلغاء الاتفاق ليس مطروحاً، والإيرانيون يُدركون ذلك جيداً، وتلميح ترامب للإلغاء ليس واقعياً، وقابل رفض واضح من مجموعة الدولة «5+1».

كانت دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قالت إن الاتفاق النووي «يخدم المصلحة الأمنية الوطنية المشتركة»، فيما قال الاتحاد الأوروبي: «ليس لبلد بمفرده أن ُنهي اتفاقاً نافذاً».

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تأسف لقرار ترامب لكنها لا تتوقع أن تنهي واشنطن تطبيق الاتفاق.

بدورها، إسرائيل رحبت بخطاب ترامب الذي هاجم فيه إيران، واعتبرت أن الرئيس الأمريكي يسير في طريق تصحيح الاتفاق، وهو الأمر الذي بدا واضحا في تصريحات لرئيس وزراء تل أبيب، بينامين نتياهو: «ذا بقي الاتفاق من دون تغيير، فهناك أمر واحد أكيد: سيكون للداعمة الأكبر للإرهاب في العالم ترسانة أسلحة نووية، وهذا ضرر كبير لمستقبلنا المشترك».

المحلل الأردني، يرى أن إدارة ترامب امتداد لحقبة جورج بوش، عداء واضح لطهران، وسياسات تتماشى طبقاً لرؤية إسرائيل، موضحاً أن هناك في الإدارة الأمريكية والمخابرات من يرسّم لسياسة عدائية جديدة لإيران، بعد أن هدأ التوتر بين واشنطن وطهران في عهد باراك أوباما.

وفق الخبير في الشؤون الإيرانية، محمود الريان، الذي عمل في جامعات إيرانية، فإن واشنطن تحاول مُحاصرة إيران سياسياً واقتصادياً، مدللاً على حديثه بتحريض ترامب عليها في المحافل الدولية، وفق حديثه لـ«المصري اليوم».

واتهم ترامب، إيران بانتهاك شروط الاتفاق، وهدد بفرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري، وهو الأمر الذي قد لا نجح فيه الرئيس الأمريكي، إذ غرد على الخدري، المسؤول السابق في وزارتي الخارجية والدفاع في ولايتي أوباما وبوش، على «تويتر»: «هذه العقوبات تجعل مستحيلاً عمليا على جميع الشركات المتعددة الجنسيات العمل في إيران، حيث أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على الاقتصاد الإيراني».

وفق تقارير صحفية غربية وعربية، فإن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على قطاعات واسعة في الاقتصاد، إذ يُدير شركات مالية ونفطية وإعمارية وتجارية مهتمة بالاستيراد والتصدير، بجانب المواصلات والمطارات.

يذكر أن الكونجرس الأمريكي يطلب من الرئيس تأكيد التزام إيران بالاتفاق النووي كل 90 يوما، ويتعين عليه تقرير ما إذا كان سينسحب من الاتفاق مع إيران في غضون 60 يوما من خلال إعادة فرض العقوبات عليها.