«الربيع العربي» يسيطر على «دافوس».. ودعوة لـ«مشروع مارشال» للتنمية الاقتصادية

كتب: فتحية الدخاخني الأحد 23-10-2011 11:31

 

سيطرت السياسة على فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط، المعروف باسم «دافوس»، والذي سيختتم جلساته في وقت لاحق من يوم الأحد، في البحر الميت، وذلك على الرغم من انعقاده تحت عنوان «النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل في العالم العربي».

واحتل «الربيع العربي» صدارة المناقشات في جلسات المنتدى على مدار يومين، ودعا المشاركون إلى تبني «مشروع مارشال عربي» لدعم التنمية الاقتصادية في ظل عدم إمكانية الاعتماد على الدعم المالي من الولايات المتحدة وأوروبا التي تواجه أزمات اقتصادية.

وقال عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إن الموقف المصري من عملية السلام في الشرق الأوسط موقف استراتيجي، ولا يمكن أن يتغير بتغير النظام، مشددا على أن القضية الفلسطينية وحل الصراع مع إسرائيل وفقًا للمبادرة العربية، مهمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وستظل ضمن أساسيات السياسة المصرية».

وحول البرلمان المصري المقبل قال موسى «البرلمان المقبل لن تكون فيه أغلبية وأقلية وإنما مجموعات قوية، وهذا يطرح احتمال تشكيل تحالفات داخل البرلمان، وقد يؤدي إلى اهتزاز في الموقف السياسي، لكن وجود رئيس سيحد من المسألة».

ورحب موسى بمقترح «مشروع مارشال عربي»، وقال «المشروع لا يتعلق بالأموال فقط، بل بتغيير طريقة تعامل الحكومات مع مشاكل الناس، فهو مشروع موديل 2011، فالأموال موجودة والقدرة على تطوير النظام الإداري موجودة».

ومازح موسى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عندما أكد أن الدول العربية تحتاج قيادة شابة، بالقول «نحن شباب، وعندما أتحدث عن القيادة أتحدث عن قيادة موديل 2011».

من جانبه قال مبعوث الرباعية الدولية، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير إن «حالة عدم اليقين السياسي في المنطقة العربية هي أنسب وقت للدفع باتجاه عملية السلام وحل الدولتين».

وقال «الثورات العربية منحت الشعوب حق تقرير مصيرهم، وتعلمنا من مصر وتونس وليبيا أنه إذا لم يكن هناك إصلاح فستكون هناك ثورة»، وأضاف «أنا قادم من دولة استغرقت قرنا لتطوير الديمقراطية، وأنتم تريدون تحقيق الديمقراطية من لا شيء خلال شهور».

وأكد أن الديمقراطية «ليست نظام تصويت بل هي اقتصاد يعلي من قيمة العمل، ومجتمع منفتح، وحرية تعبير وإعلام ودين»، مشيرا إلى أن «الثورات بطبيعتها غير مستقرة، وغالبا ما تنتهي بشكل لا يريده الشارع». وقال «التاريخ يثبت أن انتفاضة الشارع تستطيع التخلص من الحاكم لكنها غير قادة على حكم البلاد».

وفي جلسة أخرى حول «آفاق التعاون الإقليمي العربي» قال السفير نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن «عملية التغيير في مصر ستستغرق وقتا، ولن يكون البرلمان الأول والدستور الأول جيدا ويلبي طموحات المصريين.. ستكون هناك فترة من المحاولات الفاشلة في البداية حتى نصل لما نريد، فليس هناك عصا سحرية لتحقيق الديمقراطية».

وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكية للاقتصاد والتجارة، خوسيه فيرنانديز، إن «الثورات العربية أكدت نقص الفرص للشباب المتعلم، ولذلك كان لابد من بنى تحتية للتكامل بين بلدان المنطقة العربية، للتصدي للشعور بالإحباط الذي أدى للثورة».

وقال: «هذه الثورة يقودها الشعب ولابد أن يملكها أصحابها، وعلينا التعامل مع القضايا التي ساهمت في اليقظة العربية، وسنحترم رغبات أي حكومة، ولا أريد الدخول في تخمينات حول كيف سنتعامل مع حكومات مختلفة، لكنني أؤكد أن هناك إعجابًا بما حدث في مصر وتونس وليبيا لكننا لا نتفق على كل شيء».