موسم ابتزاز المملكة!

محمد أمين السبت 07-10-2017 21:14

ربما تكون كلمة السر فى بيان الأمم المتحدة ضد التحالف العربى، بقيادة السعودية، هى التصعيد والابتزاز.. وقد قرأت البيان لأكتشف مغالطات وأباطيل وأكاذيب، وربما يشبه بيانات هيومان رايتس ووتش ضد مصر، لأنها تعتمد على مصادر «بتوع بطاطا».. وقرأت أيضاً الرد العربى على الأمم المتحدة، وأشعر أنه رد دبلوماسى ولا يكفى.. فلم تعد هذه المنظمة تمثل الأمم أبداً، وإنما تمارس ضدنا «لعبة قذرة»!

فلا الرفض فى حد ذاته يكفى، ولا الوصف بأنه «مضلل» يكفى.. هناك نوايا خبيثة تجاه السعودية، من ناحية، وتجاه مصر من ناحية أخرى.. ولا يمكن أن أفصل مصر عن السعودية، ولا السعودية عن مصر.. الاستهداف واضح لا شك فيه.. لكن ابتزاز السعودية والتصعيد ضدها لا ينكره أحد ذو عينين.. وكنت أتمنى أن تتجاوز الرياض الأعراف الدبلوماسية وترد على وقاحة وضعها فى «البلاك لست»!

ولا أخفى أننى حين قرأت الخبر لم أصدق بالمرة.. واستبعدت الفكرة أصلاً.. خصوصاً أن علاقة الرياض بواشنطن لا تحتاج إلى برهان، كما أن الملك سلمان الآن فى موسكو.. وعلاقة السعودية بالصين قوية للغاية.. فأى أمم متحدة تضع السعودية فى القائمة السوداء؟.. ورحت أبحث عن مصادر الخبر.. خشيت أن تكون وراءه مواقع قطرية.. لكننى تأكدت من المصادر ودقتها، فكانت صدمتى من البيان بلا حدود!

ومن الغرائب والعجائب أن تعتمد الأمم المتحدة على معلومات مضروبة ومغرضة من ميليشيات الحوثى.. ومن المثير للاستفهام أن تعتمد على أرقام غير دقيقة بشأن أطفال اليمن، مصدرها الخصوم.. فكيف يحدث هذا؟.. هل الأمم المتحدة لها مكاتب فى المناطق المحررة مثلاً؟.. هل تعتمد على مراسلين مصدر ثقة، أم أنه التخمين والتضليل والأكاذيب؟.. ألم يكن أولى أن تتحرى قبل أن تُصدر بياناً بشأن دولة كبرى؟!

فما جرى مع السعودية لا يختلف عما جرى مع مصر، بشأن تعذيب الموقوفين.. فلا الأمم المتحدة تحققت أبداً، ولا زارت مناطق الأطفال إطلاقاً.. ولا هيومان رايتس ووتش تحققت بزيارات السجون المصرية.. فالحوثيون هم مصدر المعلومات عن تحالف السعودية.. والإخوان هم مصدر المعلومات عن سجون مصر.. وهنا تسقط هذه التقارير لتصبح هى والعدم سواء، وهى و«أوراق الكلينكس» سواء أيضاً!

فمن المزاعم والأباطيل أن التحالف العسكرى قتل وأصاب 683 طفلاً فى اليمن.. فلماذا 83 وليس 85؟.. ولماذا ليس 700 قتيل؟.. مع أن الملك سلمان أوصى بضرورة إعادة تأهيل الأطفال.. وهى حسنة ينكرونها.. معناه أن الأرقام كاذبة ومضروبة، ومعناه أن المصادر مطعون فيها.. فمن المؤكد هناك أطفال قُتلوا لأنهم فى صدارة المعركة، ولكن حتى يتاجر بهم الحوثيون، فالنيران لا تستثنى الأطفال بالطبع!

وأخيراً أرجو ألا تُترك السعودية بمفردها فى مواجهة «التصعيد» و«الابتزاز».. والمفترض أن تتحرك المجموعة العربية كتلة واحدة، وفى القلب منها مصر.. فهناك عشرات الشهادات المزورة لأطفال قُتلوا، بينما هم أحياء يرزقون.. وهناك لعب قذر ضد السعودية، وقد ذقنا منه الأمرين هنا فى مصر!.