الاضطراب والتخبط يضربان سوق «كروت الشحن» بعد زيادة الأسعار

تواصلت أزمة كروت الشحن للهواتف المحمولة بعد ارتفاع أسعارها من قبل الشركات، فى 29 من الشهر الماضى، حيث أصيبت سوق الكروت بحالة من الاضطراب والتخبط وعدم الاستقرار، بين ارتفاع أسعار فى بعض المناطق، واختفاء الكروت فى مناطق أخرى، استغلالا من الباعة، فضلا عن اضطراب بين الشركات نفسها التى تعطى قيمة الكارت بالكامل أحيانا، دون معرفة السبب حتى الآن.

يعمل «جمال» فى كشك للحلوى والمياه الغازية فى منطقة المنيرة، إلا أنه نادرًا ما يتعامل مع كروت الشحن التقليدية لسد حاجة الزبائن من أرصدة الهواتف المحمولة للشبكات الثلاث القدامى، إذ يلتزم فقط بخدمة تحويل الرصيد عبر «فورى»، وبمجرد إعلان زيادة الأسعار بدأت الخدمة بالفعل تطبيق الزيادة مُباشرة، غير أن أحدًا من زبائنه لم يبد أى غضب بالرغم من أن خدمة تحويل الرصيد تعطيهم رصيدا أقل من القيمة المدفوعة ويقول: «دلوقتى الأسعار بقت مختلفة تمامًا، الشحنة التحويل بـ100 بقى يدى 70 جنيه رصيد، لكن الناس فاهمة إن مش فى إدينا حاجة إحنا مش الحكومة».

ويؤكد صاحب الكشك الأربعينى أنه فى مناطق أخرى يزداد طلب الجمهور على كروت الشحن القديمة نسبيًا ولاتزال تحتفظ بقيمة رصيدها كاملة، مما أدى إلى خلق سوق موازية يعتمد فيها بعض الأفراد على استغلال الجمهور وبيع تلك الكروت بفوارق مادية متباينة: «فيه بياعين كتير دلوقتى بتستغل الناس مثلا اللى عنده كارت 10 بنفس قيمته بيبيعه بـ13 أو 14ونص».

ويقول «محمد الريان»، بائع كروت شحن، إن إحدى الشركات بعد رفع أسعار كروت الشحن، الأسبوع الماضى، عطلت الأنظمة حتى يبدأ البيع والشحن من اليوم التالى بالأسعار الجديدة، «طبعًا الناس بتيجى تفرغ دا فينا إحنا، مش قادرين على الكبار فبيجوا يقولولى حرام عليكم إحنا مامعناش، مش بيقدروا على الكبار فبيسمعونا إحنا الكلمتين».

واشتكى عدد من أصحاب المحلات والأكشاك الذى يملكون ماكينة «فورى»، و«مصارى» التى تستخدم فى شحن الرصيد، من خفض قيمة كروت الشحن معربين عن استيائهم مما سموه «سرقة علنى».

«ده خراب بيوت، الناس اللى بتشحن عندى قلو النص»، هكذا عبر أحمد صاحب أحد الأكشاك بمنطقة السيدة زينب، الذى يمتلك ماكينة «فورى»، وقال أحمد: «بالرغم من أن ربحى كما هو من عملية الشحن، إلا أننا نخسر لأن عدد الذين يقومون بالشحن عندى قل إلى أكثر من النصف، والشخص الذى كان يشحن فى الشهر 3 مرات، أصبح يشحن مرة واحدة بالرغم من خفض قيمة الرصيد».

وبخصوص الشبكة الجديدة التابعة للمصرية للاتصالات، فقد أوضح أحمد أن خدمة الشحن إلى الآن غير متوفرة على ماكينة «فورى»، وإلى الآن لم تتوافر كروت الشحن، وبخصوص كروت الشحن فلا يوجد فرق بين كروت الشحن المطبوعة من الشركة، وبين الكروت المطبوعة من ماكينة «فورى»، والناس دائمًا يلجأون لكروت شحن خدمة «فورى» لعدم توافر الكروت المطبوعة من شركات الاتصالات.

وعقب عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، على عدم التزام الشركة الجديدة بإعلانها الذى جاء تحت مسمى «حتستفيد بكل الرصيد» والذى ينص على أن من يقوم بشحن رصيد بأى مبلغ يحصل على نفس قيمته، أنه ليس لدى الجهاز أى علم بذلك، وأنه فى حالة التحقق من هذا الأمر سوف يقوم الجهاز بإيقاف الإعلان، واعتباره إعلانا مضللا ويغرم الشركة.