غارات أمريكية بريطانية فرنسية مشتركة على ليبيا.. والقذافي يتوعد بالرد

كتب: أ.ف.ب الأحد 20-03-2011 09:05

 

قصفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ليبيا بصواريخ توماهوك وشنت غارات جوية حتى الساعات الأولى من يوم الأحد، مثيرة غضب العقيد معمر القذافي الذي أعلن المتوسط «ميداناً للحرب».

وفي أكبر تدخل عسكري في العالم العربي منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003، أطلقت السفن الحربية الأمريكية والبريطانية 110 صواريخ توماهوك عابرة، على الأقل، على ليبيا، السبت، كما قال عسكريون.

وقال الأميرال الأمريكي وليام غورتني للصحفيين إن هذه الصواريخ أصابت «أكثر من عشرين هدفا من الأنظمة المضادة للطيران وغيرها من المنشآت الدفاعية» على الساحل الليبي.

من جهته، ذكر مسؤول فرنسي طلب عدم كشف اسمه أن الهجمات الجوية بالطائرات والصواريخ «منسقة» من مقر أمريكي في المانيا.

وجاء الهجوم بعد يومين من تبني مجلس الامن الدولي قرارا يجيز استخدام القوة ضد ليبيا لمنع قوات القذافي من سحق الثوار في أول تمرد تشهده ليبيا منذ 41 عاما.

وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن قنابل ألقيت الأحد قرب باب العزيزية مقر القذافي ما أدى إلى رد من المدفعية الليبية المضادة للطيران استمر حوالى أربعين دقيقة.

وكان التلفزيون الليبي ذكر أن مئات الأشخاص تجمعوا أمام باب العزيزية ومطار العاصمة للدفاع عنه.

وقال مسؤول ليبي إن 48 شخصا على الأقل قتلوا و150 جرحوا - معظمهم من النساء والأطفال - في ضربات التحالف.

وبدأ الهجوم بغارة جوية قصفت خلالها طائرة حربية فرنسية آلية تابعة لقوات الزعيم الليبي.

وذكر التفزيون الليبي نقلا عن متحدث باسم الجيش الليبي أن «أهدافا مدنية» في مدن طرابلس ومصراتة وزوارة وبنغازي وسرت الساحلية تعرضت السبت لغارات «معادية».

وفي كلمة مقتضبة عبر الهاتف بثها التلفزيون الليبي مساء السبت، قال القذافي بعد ساعات قليلة على بدء العملية العسكرية «سنهاجم كل هدف مدني أو عسكري في البحر الأبيض المتوسط».

وأضاف أن «البحر المتوسط متعرض للخطر إثر هذا العدوان البربري وقد أصبحت هذه المنطقة ميدان حرب فعلية»، مؤكدا أن «مصالح الدول التي شاركت في العدوان ستتعرض للخطر بسبب العدوان الجنوني الصليبي الكفيل بإشعال حرب».

وأكد أنه «منذ الآن يجري فتح مخازن السلاح لتسليح الشعب الليبي دفاعا عن وحدة تراب ليبيا»، مشددا على أن الشعب الليبي الشجاع «يتصدى لهذا العدوان بكل عزيمة وصبر».

وأعلنت وزارة الخارجية الليبية في بيان أنها تعتبر قرار مجلس الأمن 1973 الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وإقامة منطقة حظر جوي فوق أراضيها «انتهى مفعوله» ودعت مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ.

وقالت إن الهجمات على ليبيا «أمر يهدد الأمن والسلم الدوليين».

ودعت إلى «عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بعد وقوع عدوان فرنسي بريطاني أمريكي على ليبيا الدولة المستقلة العضو في الأمم المتحدة».

كما أعلنت ليبيا أنها قررت عدم التعاون مع أوروبا لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

ونقل التلفزيون الرسمي الليبي عن مسؤول أمني أن ليبيا رفعت يدها عن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

وهدد القذافي في 11 مارس الاتحاد الأوروبي بوقف دعم مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وكانت دول عدة مثل إيطاليا وفرنسا تحدثت عن خطر تدفق مهاجرين إلى أراضيها انطلاقا من شمال إفريقيا بعد الثورات التي شهدتها هذه المنطقة خصوصا في تونس وليبيا.

ووصلت مراكب تنقل آلافا من المهاجرين الذين لا يحملون وثائق ثبوتية ومعظمهم من التونسيين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في الأسابيع الاخيرة.

وتهدف العملية العسكرية الغربية إلى وضع حد للقمع الدامي الذي يمارسه نظام القذافي ضد المتمردين الليبيين منذ أكثر من شهر.

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه أذن للقوات الأمريكية في القيام بـ«عمل عسكري محدود» في ليبيا لفرض احترام القرار 1973، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات على الأراضي الليبية.

وحذر أوباما الزعيم الليبي معمر القذافي بأن «الأفعال لها عواقب»، مبررا بذلك قرار الولايات المتحدة بالمشاركة في عمليات القصف.

إلا أنه أكد أن عملية «فجر الأوديسة» لا تتضمن إرسال قوات برية إلى ليبيا.

وعبرت روسيا والصين اللتان امتنعتا عن التصويت على القرار 1973، عن أسفهما للتدخل العسكري.

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش «نعرب عن الأسف لحصول هذا التدخل المسلح الذي يتم في إطار القرار 1973  الذي أقر على عجل».

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الصينية ضرورة احترام «سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي» هذا البلد.

كما رفضت لجنة الاتحاد الإفريقي التي كان ينتظر وصولها إلى ليبيا الاثنين «التدخل العسكري» وقالت إن التحالف الدولي لم يأذن لها بالقيام بمهمتها.

لكن اليابان عبرت عن دعمها للهجوم الذي يشنه التحالف الدولي ودانت قمع التمرد الشعبي في هذا البلد.

وفي لندن، أعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أن القوات البريطانية انضمت السبت إلى العمليات العسكرية التي بدأت ضد نظام العقيد معمر القذافي.

وفي جانب المتمردين في المرج حيث توقف بعض المدنيين الفارين من بنغازي، أطلقت العيارات النارية وعلت أبواق السيارات احتفاء بإعلان القصف الفرنسي.

وكانت قوات القذافي واصلت بعد ظهر السبت قصف أحياء سكنية قريبة من بنغازي بالأسلحة الثقيلة وفق شهود. وقال أحدهم «لديهم أوامر بالقصف العشوائي».

وأفاد المتمردون أن المدفعية والدبابات قصفت الأحياء الغربية وطالت بعض القذائف وسط المدينة.

وشوهد آلاف الأشخاص السبت يفرون عبر المدخل الشمالي الشرقي للمدينة.

وانتظم النازحون في طوابير أمام المحطات والأفران للتمون قبل انطلاقهم إلى طبرق التي تبعد 350 كلم الى الشرق من بنغازي، وإلى مصر.

وفي الغرب، تقدمت دبابات كتائب القذافي نحو الزنتان (145 كلم جنوب غرب طرابلس) وقصفت مشارف هذه المدينة التي يتمركز فيها المتمردون ما أجبر السكان على الفرار، بحسب شاهد آخر.

وأعلن المتمردون أيضا أنهم صدوا هجوما لقوات القذافي الجمعة على مصراتة التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، ما أسفر عن 27 قتيلا في صفوفهم.