شهادة إسرائيلية جديدة: السادات خدعنا بأشرف مروان في أخطر قضية تجسس بالقرن الـ20

كتب: محمد البحيري السبت 07-10-2017 16:52

قال قيادي سابق بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات خدع إسرائيل عبر أخطر عملية تجسس في القرن العشرين، من خلال أشرف مروان.

وكتب شمعون ميندز (83 عاما)، القيادي السابق بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والمؤرخ المتخصص في تاريخ الدول الإسلامية بالعصر الحديث والحركة القومية العربية، في تقرير مطول بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن عملية الخداع الاستخباراتي التي نفذها السادات عبر أشرف مروان كانت الأكبر والأطول وقتا والأكثر تطورا وتعقيدا بين أكبر 3 عمليات من هذا النوع عرفها العالم في القرن العشرين.

وأوضح أن الأولى وقعت في يونيو 1941 بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي، قبل الغزو الألماني المفاجئ لروسيا، والمعروفة باسم «عملية بارباروسا».و وقعت الثانية في ديسمبر 1941، بين الولايات المتحدة واليابان قبل أن يقوم الأسطول الياباني بتنفيذ هجوم مفاجئ على «بيرل هاربور»، أكبر قاعدة بحرية أمريكية في هاواي.

وتحت عنوان «خدعة القرن: كيف خطط السادات لحرب الغفران وخدع إسرائيل»، كتب ميندز أن أفضل دليل على نجاح السادات في خداعنا بأشرف مروان، «أننا بعد 44 عاما ما زلنا نحدق في الظلام: هل كان الدكتور أشرف مروان معنا أم ضدنا؟»، وأكد أن السادات أصاب الاستخبارات الإسرائيلية بالعمى عبر السيطرة عليها من خلال أشرف مروان، الذي يصفه بأنه «إيلي كوهين المصري»، في إشارة إلى الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي كان على وشك أن يصبح رئيس سوريا، وكان المستشار الأول لوزير الدفاع السوري قبل اكتشاف أمره واعدامه شنقا عام 1965.

ووصف ميندز السادات بأنه رجل متواضع ومتدين وشديد الدهاء، ودرس الحرب العالمية الثانية بأدق تفاصيلها، حتى نجح في تجنيد القوتين العظميين المتنافستين، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، لتحقيق مصالحه الخاصة قبل الحرب وبعدها.

وقال إن السادات في عملية زرع رجله (أشرف مروان) داخل الموساد، كان يسير على نهج النبي محمد عليه الصلاة والسلام في بداية الدعوة، حيث أنصرف عنه جميع من حوله، ولم تدعمه إلا عائلته، التي اعتمد عليها أيضا في تحقيق أول انتصار عسكري له في غزوة بدر. واضاف أن السادات لذلك حينما أراد تنفيذ عملية تجسس كبيرة، كان عليه أن يختار أحد المقربين منه ممن يمكن الاعتماد عليه ويثق في ولائه الكامل والمطلق. ولذلك اختار أشرف مروان، الذي كان صهر صديقه جمال عبدالناصر، وكان مثقفا متعلما ذكيا للغاية. ولفت ميندز إلى أن السادات وعبدالناصر كانا يتعاملان كالأشقاء، وكانا يعاملان مروان بمثابة ابن لهما.

وأوضح المؤرخ الإسرائيلي وقيادي الاستخبارات العسكرية السابق أن السادات سار على نهج رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، فأقام وحدة بحثية بمكتبه، أطلق عليها «مكتب شؤون المعلومات»، ووضع على رأسها أشرف مروان، وضم إليها خيرة العقول التي يعرفها، وكان من بينهم محمد بسويني الذي أصبح لاحقا سفير مصر لدى إسرائيل.

ويقول ميندز: «كانت مهمة هذه الوحدة دراسة ثقافتنا وسلوكياتنا، وآراء رئيس الموساد آنذاك تسفاي زامير، وإجراء أبحاث من اجل أشرف مروان، وأعدوا له موادا استخباراتية مصطنعة بدقة وجاهزة كي يسلمها للمسؤولين عنه في الموساد. وأشار إلى ما قاله السفير محمد بسويني في لقاء تليفزيوني، حيث قال إنه سمع السادات يقول:»أشرف مروان نور لي طريقي«، خاصة أن مروان كان المبعوث الشخصي للسادات إلى كل أنحاء العالم.

وسخر ميندز من رئيس الموساد السابق زامير الذي ما زال يصر على أن أشرف مروان كان جاسوسا لإسرائيل، مؤكدا أن المعلومات التي كان يبلغها مروان للموساد كانت «فخ العسل» الذي أوقع إسرائيل كلها في المصيدة، ونجح السادات من خلالها دس المخدر لإسرائيل من خلالها. وأوضح أن تشبث زامير بمروان يرجع إلى جهل رئيس الموساد بالثقافة العربية عموما، والمصرية على وجه الخصوص.